- عبدالحكيم الفقيه
تم إسعاف السلطانة لمستشفى تحت البحر وكنت معها وبعض أفراد الحكومة ومستشارها الطبي تبرعت لها جنية وزيرة بالدم وكان دم الجن أبيضا ولون شرايينهم سوداء وأجريت لها عملية لاستئصال شظايا من دماغها. وكانت المعارك على أشدها وبعد سقوط العاصمة بيد الخفافيش فر قائد الجيش للميناء ومن هناك بدأت صناعة النصر حيث تم تصويب صواريخ من الغواصات بدقة وتم شل حركة الخفافيش وحصارها وأستطاعت الضفادع من الحاق هزيمة كارثية بالخفافيش وقالت مذيعة الضفادع نزف لكم بشرى بهزيمة الخفافيش هزيمة نكراء ونبشركم باستعادة السلطانة لعافيتها وسيكون هذا الاسبوع اسبوع اعادة الاعمار. مكثت السلطانة اسبوعا كاملا تحت البحر وبعد انقضاء الاسبوع عادت العاصمة وكأن شيء لم يحدث وألقت كلمة عبر التلفاز والمذياع فاحتفل الشعب بالنصر وعودة السلطانة وسكبت السحاب ماء ملونا وغنى الشعب ورقص وثمل وظلت الأفراح عامرة حتى الصباح.
غلطت أنا واحتسيت ماء المطر وهو لا يناسبني فأثر على تفكيري وشربت بالغلط كبسولة واحدة ووجدتني مرميا تحت شجرة في بلد الدواجن. الدواجن كبيرة وصوتها ضخم ومناقيرها سيوف وأصغر دجاجة تفوق حجمي وهي تطير وتسرع برا وتسبح بسرعة
حملني حراس الحدود لأقرب قسم شرطة فقال الشرطي هؤلاء يأكلوننا في كوكبهم ونحن سنأكله في كوكبنا ربطوني وسمعت الضابط يهاتف مدير مكتب الامبراطور لدينا للامبراطور وجبة دسمة وسنزسلها توا
حملتني طائرة وجواري حرس ووصلنا قصر الامبراطور كان ديكا كبيرا لديه حاشية من الدجاج والكتاكيت فأبصرني وقال؛ من يأكلنا في كوكبه نأكله في كوكبنا. قال لحاشيته هل تريدونه مشويا أم مسلوقا فاختلفوا لكن ماء المطر أخفى أسناني فقالت حكيمة الامبراطورية : انظروا دموع هذا الكائن وانظروا أسنانه انه نباتي وعار على امبراطورية الدواجن وتاريخها الناصع أن تأكل كائنا نباتيا
تم اطلاق سراحي ومنحي طائرة مصغرة تحملني لمطار حدود الامبراطورية . شاهدت نجمة حمراء كانت بعيدة وكانت أشعتها تسكن عيني وفجأت تحول أشعاعها ليد جرتني صوبها وصلت لسطحها وكنت محصنا من نيرانها المتقدة وشاهدت في الآفاق المحيطة كواكبا عامرة بالسلام والنماء والبهجة وهي تستمد أشعاعها ووقودها من النجمة الحمراء. خطت نحوي أنثى ضخمة لها جناحان فابتسمت لي وحملتني من على سطح النجمة الحمراء صوب اقليم البلابل.
كان اقليم البلابل منتجعا لكافة مطربي ومطربات المجرة وكواكبها كانت الجبال ترقص والاشجار تتمايل والكائنات المتعددة في هارمونية واتساق والاشعة القادمة من قلب النجمة الحمراء تربت على كتفي وتغسل أساي وأحسست أن الكون برمته بسمة واحدة وضحكة عذبة لا متناهية.
لم أشاهد في الكوكب بنوكا أو عملات أو جيوب في الملابس فكل شيء مشاع وكل يؤدي وظيفته مجانا وينال ما يريد مجانا.
أحتفلوا بي وقالوا ملابسك تذكرنا بالاقطاع وجيوبك تذكرنا بالرأسمالية فوضعوني في احد المتاحف حتى يحسم أمر قبولي مواطنا في مجرتهم أم ارسالي خارج مجرتهم.
غدا نواصل?