- جميل الأصبحي
هذه الشجرة والآفة التى ضربت حياة اليمنيين من كل الفئات والأعمار، والتى لم تفرق بين ذكر وأنثى وغني وفقير وطفل وبالغ و متعلم وأمي ومثقف وجاهل .
القات وجبة الكيف المزهقة للصحة والمال على قلتهما.
عند أغلب اليمنين سويعات يتخللها نشوة كاذبة تستمر عند البعض نصف نهار وثلثي الليل عند البعض..
أضعفت اليمنيين عقلياً وجسدياً بتناقضاتهم ومزاجهم السيء.. وتعد اليوم أحد أهم الأسباب لانتشار الجريمة بكافة انواعها.
الجميع سلطة ومعارضة وإعلام يتهربون من الخوض فى محاربة هذه الشجرة الخبيثة كونهم جميعاً يتعاطونها ويتخذون وهم مخزنون أخطر القرارات المصيرية بحق الشعب بما فيها (قرارات الحرب) .
إنه ورم خبيث في جسد شعب منهك أصلاً من سياسات نخب حاكمة محششة ومفخخة بمقاعد سلطة مغتصبة (سياسياً واقتصادياً) يتداولها محششين ومغامرين ومقامرين همهم الثروة والتسلط على رقاب شعب ينهشه الجوع والمرض والفقر .. تم تخديره وحقنه بعلاقيات (القات) والخوف من فقدان المسكن ..
هل تعلمون أنه وصل سعر تخزينة لسويعات من النشوة إلى مئة دولار (ستون الف ريال يمني) وأكثر عند المحششين الكبار واللصوص في القطاعين الحكومي والخاص ويوزن بميزان الذهب عند البيع .. وأصغر محشش يتعاطى القات بما يقارب 10 دولار بينما لا يتعدى الدخل المتوسط 5دولار ، وهناك نسبة كبيرة من الشعب اليمني دخله أقل من 2 دولار في اليوم الواحد فقط.
(الله موجود في اليمن)
إنه الإدمان والتخدير وما بينهم صلاة المغرب كفاصل لكل نشوة وحديث يذهبان في نهاية الخدارة مع الرياح والكوابيس.
لا يسعني توصيف مايحصل هنا وأنا واحد منهم سوى قولي أنها جلسات تحشيش جماعي وبقسميه الرجالى والنسائي .. ما بينهما قسم الأطفال ، كل ذلك يتم بمباركة السلطة الحاكمة والمتحكمة بشقيها وتغاضي إقليمي ودولي..
دعوة للمنظمات الانسانية في العالم المتحضر إن كان هناك عالم متحضر.. لإنقاذ اليمن واليمنيين أرضاً وإنساناً .. إذا كان هناك رغبة حقيقية لإنقاذ هذا الشعب المنكوب بنكبات مزدوجة لايشبهه أي شعب في العالم .
فعلاً إنها اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم ليس لها مثيل.. إنه شعب ميت ميت وإن تظاهر ببقايا من رمق الحياة البائسة .