- عبدالكريم الرازحي
في نفس اليوم الذي قبروا فيه زوجها عبده صالح.. وفيماكانت لول شاهر تغطُّ في النوم.. استيقظت من نومها على صوت طرقٍ على الباب فقفزت من فوق سرير نومها.. وراحت تجري وهي تعذبل من الشيطان وتتساءل بينها وبين نفسها :
- من يكون هذا المزعج الذي يدق الباب في هذا الوقت ويحرمها من نومها ومن راحتها !!
وحين اخرجت رأسها من الطاقة تسأل من يكون !!
ترامى الى سمعها صوتٌ يقول لها :
-” افتحي الباب يالول انا عبده صالح زوجك ”
ولشدة رعبها اقفلت لول شاهر الطاقة ،وجرت الى غرفة نومها،و اندسّت تحت البطانية .
لكن الخبطات على الباب صارت اقوى واقوى ..حتى ان جاراتها افقنَ من نومهنَّ ورحنَ ينادين عليها من سقوف بيوتهن : - لُوْلْ يالُوْلْ
وخرجت لول من تحت البطانية.. وصعدت الى سطح بيتها ..وراحت ترد على نداءات جاراتها بصوتٍ خفيضٍ لايكادُ يُسمع.
سألنها عن الشخص الذي يدق باب بيتها من هو؟ ومن يكون؟
قالت لهن وصوتها مُبْتَلٌ بخوفها :
-“رجّال يقول انه زوجي “
وسالنها وقد انتقل خوفها اليهنّ عن ردها، وبماذا ردّت على الرجل الذي يدّعي انه زوجها !!
قالت لول : - “كشَّتْني الزُّوْبَة وقشْبَبْتُو وقفّلتُو الطاقة وجريتو لافوق القعادة ودخلتو تحت الكُنبُل.”
وطلبت لول من جاراتها ان يقُلنَ لها ماالذي عليها ان تفعلهُ!! وكيف تتصرّف مع هذا الذي ايقظها من نومها مدّعياً بأنه عبده صالح زوجها !!
قالت لها فازعة :
- قولي له: زوجي عبده صالح مات الله يرحمه
قالت له لول- وقد تشجّعت بوجود جاراتها في سطوح بيوتهن – : - “زوجي عبده صالح مات الله يرحمه”.
وتناهى الى اسماع لول واسماع جاراتها صوت الرجل وهو يصيح : - حرام عليك يالول !! انا عبده صالح زوجك !! سألتك بالله تفتحي لي الباب انا بردان ومافيش فوقي غير الكفن.
ولشدة رعبها نشف ريقها ولم تدرِ ماذا تقول!! ولابماذا ترد !!
قالت لها فازعة من سقف بيتها تغشّشها : - قولي له :
-” لِمَوْرجعت من الموت ؟ مُوْرجّعك؟ ومُوْرجعت تعمل “؟
قالت له لول :
-” لِمَوْرجعت من الموت ؟مُوْرجّعك؟ ومُوْرجعت تعمل”؟
قال الرجل الذي يدّعي بانه زوجها وهو يواصل طرق الباب :
-” قبرونا يالول وعادِهْ مش هِي يومي.. شفت نفسي داخل القبر لوما طارت حمامة قلبي من الخوف.. وتذكرتك يالول.. تذكرت زينب بنتي ..وكنت ابكي واصيح ..واقول بيني ونفسي :
-“مالهم فعلوا بي هكذا !!لمو يقبرونا واناحي!! و من شدة حبي لك خرجت من القبر “.
قالت لها جارتها كاذية :
- “زوجك يحبك يالول ..ومن شدة حبه لك رجع من القبر ..الحب يابنتي اقوى من الموت”.
وطلبت منها ان تفتح له الباب
لكن فازعة قالت لها تحذرها :
-” لاتفتحي له يالول لوفتحتي له الباب شسحبك معه للمقبرة مثلما سحب سيف البتول زوجته زمزم”.
وخافت لول من كلام فازعة . ومماضاعف من خوفها.. هو ان حكايةسيف البتُول كانت معروفة، ومتداولة في القرية، والكل يعرفها ،وسمع بها ،بمافي ذلك الاطفال.
كان سيف البتول قدمات صباح يوم جمعةٍ وكانوا قد غسّلوا له ،وكفّنوه ،وصلّوا عليه صلاة الميِّت، وشيّعوه للمقبرة ،وقبروه.
وفي ثاني يوم موته عندما حضرت نساء القرية لتعزيةومواساة زوجته زمزم وجدنها ميتة فوق قعادتها. وعندما كانوا يسألونهن عن سبب موتها يلقين باللوم على زوجها الميت سيف البتول لانه – بحسب كلامهن -كان يحب زمزم زوجته، ويغير عليها ،حتى انه من شدة حبه لها ،وغيرته عليها، ولخوفه من ان تتزوج بعد موته،خرج من قبره ليلة موته ،وعاد لأخذها .لكن فازعة القت باللوم على زمزم لانها فتحت له الباب .
كان عبده صالح يواصل دق الباب ويصرخ بكل صوته طالبا من زوجته لُوْل ان تفتح له وكانت لول خائفة لاتدري كيف تتصرف !!هل تفتح له الباب وتتركه يدخل!! ام تواصل رفضها!! وفيما كانت كاذية تطلب منهاان تفتح له ،وتسمح له بالدخول .كانت فازعة تحذرها، وتخوّفها ،وتذكرها بحكاية سيف البتول وزوجته زمزم .وكانت فازعة حُجّة، وكلمتها مسموعة حتى ان نساء القرية كن يصدّقن كل كلمة تقولها، ويعتقدن بأنه يوحى اليها، وبأن الوحي يتنزّل عليها. وليلتها قالت فازعة لنساء القرية المفزوعات :
-“الله يانسوان حكم على ابونا آدم يموت قبل امنا حواء ،وحكم على الرجال يموتوا قبل نسوانهم. لكن الرجال ملاعين مااعجبهمش حكم الله وقالوا يحتجوا على ربنا:
“موذا الخبر حقك ياربنا !! كيف نموت قبل المكالف حقنا !!
وكيف ننزل القبر وحدنا !!
ومو هو اللي يضمن لنا انهن ماشتزوجينش بعدموتنا !!
وقالت فازعة تواصل تحريضها :
- الرجال مالهمش امان .. يحبوا انفسهم ولايحبوا لكن الخير ..وحتى لوربي شلّهم من قدامكن شرجعوا لكن من القبر يتقنّشوكن. مايعجبهمش تربُخَين، وترتاحين في حياتهم ، ولايعجبهم تتزوجين وتفرحين بعد موتهم .
وبعد كلام فازعة لم يعد لديهن شك في ان عبده صالح عاد من القبر ليسحب لول زوجته الى المقبرة .ولشدة تعاطفهن مع لول رحن يتشاجرن مع ازواجهن ويتهمنهم بأنهم انانيون يعودون من موتهم ليسلبوهن حياتهن .
وقالت فنون تحذر زوجها عبد الستار : - “والله ياعبد الستار لومت ورجعت ليلة موتك من القبر تدق الباب لااسكب فوقك ماحامي يفور واصمطك من راسك لاارجلك”
وفيما عبده صالح يواصل دق الباب وينادي على زوجته لول ان تفتح له طلبت النساء من رجال القرية ان يخرجوا له، ويعيدوه للقبر، ويقبروه، ويسمِّتُوا قبره بالإسمنت حتى لايخرج ثانية لكن لااحد منهم تجرّأوخرج .
ومن سقف بيته قال سعيد مدهش بأن الرجل الذي يقف بالباب مرتديا الكفن قد يكون شخصا آخر غير عبده صالح
قالت فازعة: الصوت صوت عبده صالح
وقالت لول : الصوت صوته لكن والله ماافتح له لو يجلس يدق الباب ويصيح من ذلحين لا يوم القيامة.