- عبدالملك الحاج
كان محسن يحدث نفسه فيقول:
باين عليه ليله حوسه من اوله، من اينه طلع لي المجنون هذا ثم يخاطب عبده قاسم بالقول:
هذن قاهن قنابل وااا عبده مو من قُبب.
يصل عبده قاسم الى مقبرة (الصوامل) قبل الذنبة بمسافة قصيرة فيقول له محسن:
وصلنا واا عبده هيا نزلنا،
ينزله عبده قاسم ويحاول محسن التحرك نحو الذنبه، الا ان عبده قاسم يناديه:
وا محسن اين اشتسير؟!!
محسن:
شدخل بيت المجيدي.
عبده قاسم:
لا والله ما دخلت.
محسن:
قا وصلتنا روحلك.
عبده قاسم:
لا والله ما كانت شركب.
يقوم محسن بحمل عبده قاسم على كتفيه، وعندما اوصله الى السبيل بعد عراك شديد بسبب ثقل جسم عبد قاسم، يدفع به من على كتفيه الى (كدومة النيس)، وينطلق مسرعا بكل قوته عائدا باتجاه الذنبة.
كان عبده قاسم يشاهد منظر محسن وهو يجري مسرعا فيضحك بصوته الخشن والمرتفع وهو في قمة السعادة، فيتبعه بخطواته الكبيرة الى ان يلحق به سريعا فيمسك محسن برقبته ثم يقول:
واا محسن.
محسن:
هااااا هاااااا.
عبده قاسم:
اين اشتسيررر.
محسن:
الذنبة.
عبده قاسم:
برجلك.
محسن:
اه برجلي.
عبده قاسم:
لا والله انك اشتركب.
في تلك الليله كان المجيدي يسمر في مترسه المرتفع بالتبه بالقرب من منزله والذي اعتاد ان يتمترس فيه ليليا تحسبا لتعرضه لاي هجوم مباغت.
بعد منتصف تلك الليله شعر المجيدي بحركة في رأس العقبة فحمل بندقيته واخذ وضع الاستعداد الى ان اتضح له بان القادم هو رجل يقود جمل،
يعمر المجيدي بندقيته (الجرمل) موجها حديثه للرجل القام نحوه بالقول:
مكانك ولا حركة.
يجيبه القادم قائلا:
معروف.
انه (عبده الوصلة) فقد كان المجيدي بانتظاره.
المجيدي:
هو انت و عبده مو اللي محمله فوق الجمل؟!
عبده الوصلة:
معي (سامان) ارسلوهم الجماعة لك، اربع جواني بس ثقال.
المجيدي:
فيسع افرد الحمول ورجع الجمل للشعبه، الموقع دجاهنا، معاهم نواضير يروا بالليل النملة.
عبده الوصلة:
مو بك تتشمرع منتظر احد.
المجيدي:
منتظر محسن ولا ظهر، يعلم الله مو حصل له.
يضحك عبده الوصلة ثم يقول:
رايته بالصوامل بين اعدان عبده قاسم نشَرُه مطلع.
المجيدي:
ما دام وعبده قاسم متعدشه ولا شفكله الا لما يضوي الصبح.
قول لي وا عبده مو معك من خبر؟!!
عبده الوصلة:
الجماعة يشتوا منك الجوع والليوي اللي طبزوا بالعبسي قتيل الجبارنه، واندولك (صحن حلاوة) هديه توصله لقايد القطاع وفي شقادف جمبه.
المجيدي:
الهديه يا سهلتاه اشتوصل، لكن الحوشة بالخبرة كيف اعمل لهم.
عبده الوصلة: انت ما عليك الا تستدرجهم
للعُساقي والباقي على الخبره.
المجيدي:
مو عاد باقي من خبر؟!
عبده الوصلة:
تصور لهم داخل موقع شميله واذي الكيمره زغيرة منشان محد يشك بك.
المجيدي:
سكته به خبرة واجيين والله انهم عسكر كانوا يراقبوك لما اجيت كيف نعمل، امانة انهم كشفونا وا عبده.
يذهب عبده الوصلة مسرعا الى الجمل وياخذ سلاحه والذخيرة ومجموعة من القنابل ثم يعود ليتمترس في المكان المقابل لمترس المجيدي. انهم في حالة استعداد تام للمواجهة، وتنفيذ الخطة التي وضعها المجيدي بشكل سريع وهى المباغته واطلاق النار مباشرة علي العساكر عند اقترابهم من الخط المحدد عند البرحة.
لم يذهب تفكير المجيدي في تلك اللحظة تجاه تنظيم المقاومين، انما توجهت شكوكه مباشرة نحو الاستخبارات الشمالية، فقد تكونت لديه فكرة سريعة بانها هى من رصدت تحركات (عبده الوصلة) وبموجب المعلومات التي تلقتها تم ارسال حملة عسكرية من قيادة القطاع لمداهمة منزله.
كانت الخطوات تقترب بشكل اكثر وتطرق الارض بقوة وكانها كتيبة عسكرية، وقبل وصولهم الى البرحة اعطى عبده الوصلة اشارة للمجيدي بعدم اطلاق النار ويقول:
طلعوا معاريف يا خبير.
المجيدي:
منهم.
عبده الوصله:
المجنون والمصطرع، عبده قاسم متحمل محسن بين اعدانه، اخر الليلة تاتيك الدواهي يا مجيدي.
المجيدي:
داهيه تكبهم لا مَصوّر، امانة فلتين ركبي، اللي يسمع البركضة حقهم يقول انهم جيش جرار.
عبده الوصله:
ذلحين قولي كيف اشتعمل بالسامان.
المجيدي:
ولا عليك قد عملت احتياطي، انت بس رميلي بالجونية اللي به صحن الحلاوة.
عبده الوصلة:
هذي اللي فوقه علامة حمراء.
يقوم المجيدي باخذ الشوال التي فيها الهدية المرسلة خصيصا لقائد القطاع ووضعها في مكان معزول، اما بقية الشوالات فقد قام بتقسيمها الى ثلاث مجموعات ثم طلب من عبده الوصلة ومحسن بوضع كل مجموعة في مكانها المحدد.