- عبدالملك الحاج
كانت الساعة تشير الى العشرة والنصف قبل منتصف الليل، تقترب السيارة اكثر فاكثر انها سيارة عسكرية فتش، يقف محسن على مقربه من الطريق ويضع عصاته الى جانبه كي يوحي للقادمين بانه مسلح ثم يرفع صوته قائلا:
وقف محلك مكانك ولا حركة.
يوقف السائق السيارة.
محسن:
حيا يا خبره من معي.
احد العسكر:
عساكر القطاع.
محسن:
داري انكم عسكر.. من تتبعوا؟.
السائق:
دوريه تابعه لقيادة القطاع.. وتبدأ السيارة
بالتحرك.
يقف محسن امام السياره ليعيق تحركها ثم يقول:
القايد حرص على المشايخ لا تجزع سيارة
بالليل لا عسكري ولا غيره حتى لو جزع هو
بنفسه الا لما نعرف منهم، عرفو بانفسكم
وجزعتم فوق راسي.
السائق:
انت هانا بتحرس وحدك.
محسن:
مننا خيرات مسلحين مترسين بالاسوام.
سائق السيارة:
مفهوم.. معك قايد القطاع.
محسن:
اهلا وسهلا بالقايد اين اشتسيروا يا فندم؟!.
قائد القطاع:
نتفقد حراسات المشايخ نفذو الاوامر او مع.
يتفحص محسن السيارة بنظرة خاطفة وهو
يقول:
تمام يا فندم وداعة الله.
قائد القطاع:
ريَّع هانا ولا تتحرك لو ما ارجع عاد اديك امر
بصرف بندق مكافئة من القطاع.
كان المغبش يتابع من مكانه ما يدور عن بعد ولم يشعرهم بوجوده.
تواصل السيارة تحركها إتجاه (الجبارنة) يقودها قائد القطاع وفي المقعد الخلفي شاب لا يتجاوز عمره السابعه والعشرين يتوسط اثنين من الجنود.
المغبش:
عرفت الوليد الذي بالوسط!!.
محسن:
هو الوحيد من جنابنا اما الباقي من حق مطلع.
المغبش:
تقول اين شنشروه؟! خينا مسئول وخرجوه
معاهم يستكشف او واحد مطابز من
حقنا شوديهم يقبضوا على واحد من اصحابنا.
محسن:
الليد صورته مش حق محراشه، وكيف مسئول
والعسكر كل واحد زاقره بيد وهم فوق
الكرسي!!
اقولك الخبر باين علوه مش سوى، انا اعرف
نفسي لما صياد وبناته يلعبين شرح براسي،
توقع مصيبة من المصايب الكبارررر.
لم تمضي سوى فتره قصيرة لا تتجاوز الخمسة عشر دقيقه حتى ارتفعت اصوات طلقات نارية سريعة مصدرها شعبة (الجبارنة)، فينهض المغبش من مكانه مفزوعا ويقول:
محسن قوم نجزع قبل ما يرجعوا يجزعونا.
محسن:
تقول مو وقع.
المغبش:
جزعوا الليد وشرجعوا جنابك.
محسن:
حلقت ام الصروم، وانا مو عملتو.
المغبش:
سمعته مو قال تني لما ارجع لك.
محسن:
قال شندي لي بندق.
المغبش:
له لعيصه شنديلك بالبندق، فيسع هيا اشتل.
ينتقل المغبش ويلحقه محسن الى مكان اخر مخفي بين غلال الزرع بالقرب من صبل العظروط، عادت السيارة مسرعة الى نفس المكان الذي كان فيه محسن وتوقفت هناك ثم نادي القائد لمحسن والحراسه فلم يجيبه احد، ثم يقول مرافقيه:
انزلوا ابصروا اين سار هذا المدبر!!
يعو والفعله عيفضحنا هذا الخضعي.
جندي:
يا فندم هو ما هو شي لحاله قال معه خبره اين ساروا ؟؟
القائد:
هو لحاله بس كان بيوهمنا انه به خبرة معه، لو كان به مترسين كان اتقطعوا لنا، ما بلا كان لحالة.
جندي:
كان وين سار هذا اللغجة؟؟
القائد:
اما هرب او هو بيتخبى هانا قريب.
يبحث الجنود عن محسن في جوانب الطريق لكن دون جدوى، فيناديهم القائد قائلا:
مش وقت هيا اركبوا غدوه عنبصر ما عنسوي فيه.
تتحرك السيارة عائده باتجاه مقر قيادة القطاع بمدينة الراهدة.
يتجه المغبش نحو (الجبارنة) يخطوا بخطوات سريعة ويتبعه محسن جاريا خلفه محاولا اللحاق به، انهما يسلكان طريق فرعية اخرى تمر بالقرب من بئر (الكربي) يقتربان الان من المكان الذي تم فيه اطلاق الرصاص، المغبش يحمل بجيبه كشافاََ صغيراََ احضره معه من عدن، انهما يبحثان في الاحوال الزراعية المجاورة ثم يواصلان البحث بعد ذلك في (الجدلة) الاولى من شعبة الجبارنة.
المغبش:
اسمع يا محسن انت اتوجه بشق وانا شجزع من الشق الثاني.
محسن:
مله ما راش دجاهي، داخل الجدلة غدره.
المغبش:
اتحسس بارجلك وسير دلا دلا على زوح القمر.
ينطلق كل واحد منهما في اتجاه، (الجدلة) واسعه وطويله انها ارض زراعية فسيحة ومفتوحة، والزرع كثيف ومثمر والجدلة تتزاحم بمحاصيل الذرة الرفيعة من الغرب والدخن والتحرك او السير في وسطها لا يتم الا بصعوبة شديدة وذلك لوجود ايضا بعض الاشجار المتعرجة كالدجر والكشري، تعيق تحركاتهما بين الغلة بالاضافة الى ان هذه المنطقة مشهورة بالافاعي السامة فيها، انها حقا ليلة موحشة وعصيبة للغاية، فالخوف والرعب ينتشر في جميع ارجائها، استمر البحث الى ان نادى محسن من وسط الجدلة بصوت خافت ومرعوب.
محسن:
مغبش اوحي الزئبة تكشنا للعظم، ماعرفتوش اخطي من عراجش الدجر قده محشبك حشباك.
المغبش:
دور سكته بلا صوت نحن على الطريق والموقع جنبنا.
محسن:
هه هه مو ذاه.. مغبش وَ مغبش الحقنا رزبتوا ولا قدرتو عاد اندي وتله ركبي فلتين.. غير عليا.
المغبش:
مو بك تغَوّر، لقيت شي.
محسن:
اوحي حاجة رطب عند ارجولي.
المغبش:
وطي صوتك شسمعوك العسكر، يكونوا يسعسعوا بكل بقعة.
محسن:
عند الله وعندك ضوي فيسع بالتريك رجلي حنبه بحاجة رطب.. قدنا مقشبب بحالة، فيسع شدوخ.