- عبدالمجيد التركي
اندهش صاحب محل الموبايل حين قلت له: لا اريد رقماً مميزاً..
ما جدوى الرقم المميز في بلد ليس فيها شيء مميز أكثر من اسطوانة غاز وكيس قمح؟
أنا إنسان بسيط، وليس في حياتي شيء ذو أهمية يدعو لاقتناء رقم مميز..
أخاف الاتصالات التي تأتي من أرقام مجهولة.. أخاف صوت الرنين، لذلك أبقي هاتفي صامتا طوال الوقت.
أخاف من الوقوف أمام المرآة.. أخاف موس الحلاق الذي يحدثني عن غربته في السعودية وهو يضع شفرته على رقبتي.. أخاف من الصابونة حين تسقط من يدي وأنا أغتسل.. أخاف السباحة حين لا يكون في المسبح أحد سواي.. أخاف من الأخطاء الطبية، ومن إبرة الأسنان..
ما حاجتي إلى رقم مميز وأنا لا استطيع حتى التظاهر بالرزانة والوقار والتعامل برسمية حتى مع الأغراب؟
قبل عامين حاولت أن أشرب الشاي بصمت، دون أن أصدر صوتاً فلم أفلح.. ليس للشاي أي متعة دون سماع صوت الرشفة.
أحب مصافحة العمال ذوي الأيدي الخشنة.. أشعر حينها كم أنا تافه مقارنة بعزيمتهم وهمومهم وابتسامتهم التي ترى فيها الرضا رغم كل شيء.