- كتب: غالب العاطفي
في مسيرة الشعر الخالدة، وعلى امتداد تاريخنا العربي عمومًا واليمني خصوصًا ظهرت أسماء كثيرةٌ لا تكاد تُحصى، أسماء كان لها حظها من الشهرة في حياتها ، ومازال صداها يتردد حتى يومنا هذا، بعض هذه الأسماء نالت حقها عن جدارةٍ واستحقاق، والبعض الآخر نال حقه بمساعدة عوامل مختلفة كالسياسة والجغرافيا والحظ الحسن إن جاز التعبير .
وعلى الجانب الآخر من المشهد، سطعت نجومٌ كثيرةٌ أيضًا، لم تكن أقلَّ نبوغًا، ولا أخفتَ شاعريةً من غيرها، لكنها لم تنل حقها من الشهرة لأسبابٍ عديدةٍ من بينها السياسة والجغرافيا أيضًا ، فانطفأ ضوؤها، وانمحى أثرها ، وتلاشى ذكرها في عتمة النسيان .
“أقلام عربية” تفتح هذه النافذة الجديدة، لتضع بين يدي قارئها بعض هذه الأسماء التي غابت ،أو تكاد تغيب، عن أذهان المثقف ،العربي عمومًا، واليمني على وجه الخصوص .
يزيد بن مُفرِّغ الحميري… مقدمة لا بد منها:
قرأت هذا الاسم أول مرة في قصيدةٍ لشاعر اليمن (عبدالله البردُّوني) بعنوان “تحولات يزيد بن مُفرِّغ الحميري” ، وقد دفعتني هذه القصيدة إلى البحث عن شعر “ابن مفرغٍ” ، وبعد جُهدٍ جهيدٍ، أوصلني البحث إلى ديوان يزيد بن مفرِّغ الحميري ، الذي جمعه وحققه الدكتور عبدالقدوس أبوصالح عام 1975م . وبما أنني لستُ ناقدًا ولا باحثًا أكاديميًّا ؛ فإنني أكتفي بهذا الكتاب لأضع بين يديكم قراءتي المتواضعة لشعر يزيد بن مفرِّغ الحميري ، ضيف الحلقة الأولى من سلسلة (من بين الركام)
سيرة ذاتية:
أورد البردُّوني في مقدمة القصيدة _ السالفة الذكر_ نُبذةً تاريخية توجز حياة “ابن مفرِّغ” ، فنقلتها إليكم ؛ لما فيها من الإيجاز والتوضيح :
وُلد يزيد بن مُفرِّغ تقريبًا سنة 64 للهجرة ، وكان أجرأ شعراءِ صدر الإسلام رغم ضعف شوكته القَبَلية، لأنه كان ينتمي إلى غمار اليمنيين، ويسمي نفسه في _ شعره_ بالرجل اليماني بدون تحديد قبيلةٍ بعينها . وكان _ على جُرأته _ طيبَ الحضور، وشديد البغض والخوف، تَنازَعَهُ فتيانُ قريش لحسن عشرته، وتحاموه لِحِدَّةِ بادرته، وميلهِ إلى الحرية. اختاره (عَبَّادُ بن زياد) صاحبًا إلى ولايته في (سجستان) على محبةٍ وتوجسٍ، وذات يوم شاهدَ ابنُ مفرِّغٍ الريحَ تعبثُ بلحية (عَبَّاد) فغلبَ عليه المزاجُ الشعري ، وقال :
ألا ليتَ اللِّحَى كانت حشيشًا
فنعلفَها خُيولَ المسلمينا.
فكانت هذه أول شرارة عداوةٍ بينهما، انطوى عليها تَجاهُل (عَبَّاد) حقوقَ الشاعر من الصِّلةِ ، فاستدان من التجار للإنفاق على جاريته (أرَاكة) وغلامه (بُرد) . ثم أَلَّبَ (عَبَّاد) الدائنينَ على الشاعر، فأمر ببيع سلاحه وفرسه وأثاث بيته ثم سجنه فيما تبقى حتى اضطره إلى بيع الجارية والغلام.
لَجَأَ (ابنُ مُفرِّغ) إلى (يزيد بن معاوية) بدمشق، وهناك تمادى في هجاء (آل زياد) فطلبه (عبدالله بن زياد) والي العراق، فاستجاب الخليفةُ يزيد، شارِطًا أن لا يُلحِقَ به من العذاب ما يؤدي إلى تلفه . فابتدع له (ابن زياد) أشنعَ عقوبة، فسقاهُ نبيذًا مخلوطًا بالمُسَهِّل، وربطه إلى خنزيرٍ وكلبٍ ، وطافَ به في شوارعِ البصرة، وبعد سجنِ أيامٍ أرسله إلى أخيه (عَبَّاد) آمرًا أن يمحوَ الشاعرُ بأظافرهِ كلَّ ما كتب على الجدران في هجائهم.
وبعد سجنه في (سجستان) غضب له الشعب فأُفرجَ عنه ، وفي طريقه إلى الشام ، كان ينشد بغلته المُسمَّاةَ (عدس) هذا الشعر:
(عَدَسْ) ما لِعَبَّادٍ عليكِ إمارَةٌ
أمِنتِ ، وهذا تحملينَ طليقُ .
ولعل في هذه النبذة القصيرة ما يكفي لفهمِ المعاناة التي واجهها الشاعرُ في حياته، وفهم العوامل التي أدت إلى ضياعِ مُعظمِ شعره بعد موته، وذلك فِعلُ السياسةِ بأدبِ مُعارضيها في كل زمانٍ ومكان .
المُعاناةُ بلسانِ صاحبها .
وهكذا يصفُ (ابنُ مُفرِّغ) معاناتَه الكبيرة في إحدى القصائد التي قالها وهو في السجن، ولأن الصمتَ في حرمِ الجمالِ جمالٌ؛ سأكتفي بالصمتِ، وأترككم مع القصيدة :
دارَ سَلمى بِالخَبتِ ذي الأَطلالِ
كَيفَ نَومُ الأَسيرِ في الأَغلالِ !
أَينَ مِنّي السَلامُ مِن بَعدِ نَأيٍ ؟
فَاِرجَعي لي تَحِيَّتي وَسُؤالي
أَينَ مِنّي نَجائِبي وَجيادي
وَغَزالي؟! سَقى الإِلَهُ غَزالي
أَينَ لا أَينَ جُنَّتي وَسِلاحي
وَمَطايا سَيَّرتُها لِارتِحالي ؟!
هَدَّمَ الدَهرُ عَرشَنا فَتَداعى
فَبَلينا إِذ كُلُّ شَيءٍ بالِ
إِذ دَعانا زَوالُهُ فَأَجَبنا
كُلُّ دُنيا وَنِعمَةٍ لِزَوالِ
أَم قَضَينا حاجاتِنا فَإِلى المَوتِ
مَصيرُ المُلوكِ وَالأَقيالِ
لا وَصَومي لِرَبِّنا وَزَكاتي
وَصَلاتي أَدعو بِها وَاِبتِهالي
ما أَتَيتُ الغَداةَ أَمرًا دَنِيًّا
وَلَدى اللَهِ كابِرُ الأَعمالِ
أَيُّها المالِكُ المُرَهِّبُ بِالقَتلِ
بَلَغتَ النَكالَ كُلَّ النَكالِ
فَاخشَ نارًا تَشوي الوُجوهَ ، وَيَومًا
يَقذِفُ الناسَ بِالدَواهي الثِقالِ
قَد تَعَدَّيتَ في القِصاصِ، وَأَدركتَ
ذُحُولًا لِمَعشَرٍ أَقتالِ
وَكَسَرتَ السِنَّ الصَحيحَةَ مني
لا تُذِلَّنْ ؛ فَمُنكَرٌ إِذلالي
وَقَرَنتُم مَعَ الخَنازيرِ هِرًّا
وَيَميني مَغلولَةٌ وِشِمالي
وَكِلابًا يَنهَشنَنَي مِن وَرائي
عَجِبَ الناسُ ما لَهُنَّ وَما لي
وَأَطَلتُم مَعَ العُقوبَةِ سَجني
فَكَم السَجنُ أَو مَتى إِرسالي؟!
يِغسِلُ الماءُ ما صَنَعتَ ، وَقَولي
راسِخٌ مِنكَ في العِظامِ البَوالي
لَو قَبِلتَ الفِداءَ ، أَو رُمتَ مالي
قُلتُ : خُذهُ ، فِداءُ نَفسيَ مالي .
لَو بِغَيري مِن مَعشَرٍ لَعِبَ الدَهْرُ
لَما ذَمَّ نُصرَتي وَاحتيالي
كَم بَكاني مِن صاحِبٍ وَخَليلٍ
حافِظِ الغَيبِ حامِدٍ لِلخِصالِ
لَيتَ أَنّي كُنتُ الحَليفَ (لِلَخمٍ)
(وَجُذامٍ) أَو (طَيِّءِ) الأَجبالِ
بَدَلًا مِن عِصابَةٍ مِن (قُرَيشٍ)
أَسلَموني لِلخَصمِ عِندَ النِضالِ
كُنتُ مِنُهُم، ما حَرَّموا فَحَرامٌ
لَم يُرَامُوا، وَحِلُّهُم مِن حَلالي
خَذَلوني ، وَهُم لِذاكَ دَعَوني
لَيسَ حامي الذِمارِ بِالخَذّالِ
حَسرَتا إِذ أَطَعتُ أَمرَ غُواتي
وَعَصَيتُ النَصيحَ ، ضَلَّ ضَلالي .
ليتهُ خلدَ .
ولما باع (ابن مُفرِّغ) غلامه (بُرد) وجاريته (أراكه) قال فيهما :
شَرَيتُ (بُردًا)، وَلو مُلِّكتُ صَفقَتهُ
لَما تَطَلَّبتُ في بَيعٍ لَهُ رَشدا
يا (بُردُ ) ما مَسَّنا دَهرٌ أَضَرَّ بِنا
مِن قَبلِ هَذا، وَلا بِعنا لَهُ وَلَدا
أَمّا (الأَراكُ) فَكانَت مِن مَحارِمنا
عَيشًا لَذيذًا ،وَكانَت جَنَّةً رَغَدا
كانَت لَنا جَنَّةً كُنّا نَعيشُ بِها
نَغنى بِها إِن خَشينا الأَزلَ وَالنَكَدا
لَولا الدَعِيُّ وَلَولا ما تَعَرَّضَ لِي
مِنَ الحَوادِثِ ما فارَقتُها أَبدا
يا لَيتَني قَبلَ ما نابَ الزَمانُ بِهِ
أَهلي لَقيتُ عَلى عُدوانِهِ الأَسَدا
قَد خانَنا زَمَنٌ لَم نَخشَ عَثرَتَهُ
مَن يَأَمَنِ اليَومَ ؟! أَم مَن ذا يَعيشُ غَدا؟!
لامَتني النَفسُ في (بُردٍ) فَقُلتُ لَها
لا تَهلَكي إِثرَ (بُردٍ) هَكَذا كَمَدا
كَم مِن نَعيمٍ أَصَبنا مِن لَذاذَتِهِ
قُلنا لَهُ إِذ تَولّى: لَيتهُ خَلَدا .
وهل قبلَ الثلاثينَ ملعَبُ ؟!
وأسلوب (ابن مُفرِّغ) سهلٌ مُمتنع، لا يشعر القارئ معه بالتكلف، بل يتفاعل معه، ويتنقل بانسيابية وسلاسة من بيتٍ إلى آخر، ومن فكرةٍ إلى فكرة ، ومن غرضٍ إلى غرض، تمامًا كما سيحدث لك وأنت تقرأ هذه القصيدة :
أَلا طَرَقَتنا آَخِرَ اللَيلِ زَينَبُ :
سَلامٌ عَلَيكُم، هَل لِما فاتَ مَطلَبُ؟!
فَقُلتُ لَها : حُيِّيتِ زَينَبُ خِدنَكُم
تَحِيَّةَ مَوتى وَهوَ في الحَيِّ يَشرَبُ.
وَقالَت: تَجنَّبنا وَلا تَقرَبنَّنا.
فَكَيفَ وَأَنتُم حاجَتي أَتجَنَّبُ ؟!
يَقولونَ : هَل بَعدَ الثَلاثينَ مَلعَبٌ؟!
فَقُلتُ : وَهَل قَبلَ الثَلاثينَ مَلَعبُ ؟!
لَقَد جَلَّ قَدرُ الشَيبِ إِن كانَ كُلَّما
بَدَت شَيبَةٌ يُعرى مِنَ اللَهوِ مَركَبُ
أَصابَ عَذابي اللَونَ فَاللَونُ شاحِبٌ
كَما الرَأسُ مِن هَولِ المَنِيَّةِ أَشيَبُ
قُرِنتُ بِخِنزيرٍ وَهِرٍّ وَكَلبَةٍ
زَماناً وَشانَ الجِلدَ ضَربٌ مُشَذِّبُ
وَجُرِّعتُها صَهباءَ مِن غَيرِ لَذَّةٍ
تَصَعَّدُ في الجُثمانِ ثُمَّ تَصَوَّبُ
وَأُطعِمتُ ما إِن لا يَحِلُّ لِآَكِلٍ
وَصَلَّيتُ شَرقًا ، بَيتُ مَكَّةَ مَغرِبُ
مِنَ (الطَفِّ) مَجلوبًا إِلى أَرضِ (كابُلٍ)
فَمَلّوا وَما مَلَّ الأَسيرُ المُعَذَّبُ
فَلَو أَنَّ لَحمِي إِذ وَهى لَعِبَت بِهِ
كِرامُ مُلوكٍ أَو أُسودٌ وَأَذؤبُ
لَهَوَّنَ مِن وَجدي وَسَلّى مُصيبَتي
وَلَكِنَّما أَوَدى بِلَحمِيَ أَكلُبُ .
أمرٌ فيه لبسٌ .
وبالرغم من أن (بني زياد) فعلوا ما فعلوه بشاعرنا بسبب هجائه إياهم، فإن أكثر ما بقي من شعره تلك القصائد التي هجاهم بها، ومن أجملها قوله :
أَأَن غَنَّت حَمامَةُ بَطنِ وادٍ
حَمامًا جاءَ مِن طَرَفِ اليَفاعِ
جَرَت أُمُّ الظِباءِ بِبَينِ لَيلى؟!
وَكُلُّ وصالِ حَبلٍ لانقِطاعِ
وَما لاقَيتُ مِن أَيّامِ بُؤسٍ
وَلا أَمرٍ يَضيقُ بِهِ ذِراعي
وَلم تَكُ شيمَتي عَجزًا وَلُؤمًا
وَلَم أَكُ بِالمُضَلَّلِ في المَساعي
سِوى يَومِ الهَجينِ ، وَمَن يُصاحِب
لِئامَ الناسِ يُغضِ عَلى القَذاعِ
حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ لَو سِلاحي
بِكَفّي إِذ تُنازِعُني مَتاعي
لَباشَرَ أُمَّ رَأسِكَ مَشرَفِيٌّ
كَذاكَ دَواؤُنا وَجَعَ الصُداعِ
أَفي أَحسابِنا تُزري عَلَينا؟!
هُبِلتَ ، وَأَنتَ زائِدَةُ الكُراعِ
تَبَغَّيتَ الذُنوبَ عَلَيَّ جَهلًا
جُنونًا ما ، جُنِنتَ اِبنَ اللَكاعِ
فَما أَسَفي عَلى تَركي سَعيدًا
وَإِسحَقَ بنَ طَلحَةَ وَاِتِّباعي
ثَنايا الوَبرِ عَبدَ بَني عِلاجٍ
(عُبَيدًا) فَقَع قَرقَرَةٍ بِقاعِ
إِذا ما رايَةٌ رُفِعَت لِمَجدٍ
وَوُدِّعَ أَهلُها خَيرَ الوَداعِ
فلا بُلَّت سَماؤُكَ مِن أَميرٍ
وبِئسَ مُعَرَّسُ الرَكبِ الجِياعِ
أَلَم تَرَ إِذ تَحالَفَ حِلفَ حَربٍ
عَلَيكَ ؟! غَدَوتَ مِن سَقَطِ المَتاعِ
وَكِدتَ تَموتُ أَن صاحَ اِبنُ آوى
وَمِثلُكَ ماتَ مِن صَوتِ السباعِ
وَيَومَ فَتَحتَ سَيفَكَ مِن بِعيدٍ
أَضَعتَ وَكُلُّ أَمرِكَ لِلضَياعِ
إِذا أَودى مُعاوِيَةُ بِنُ حَربٍ
فَبَشِّرْ شَعبَ قَعبِكَ بِانِصداعِ
فَأَشهَدُ أَنَّ أُمَّكَ لَم تُباشِر
أَبا سُفيانَ واضِعَةَ القِناعِ
وَلَكِن كانَ أَمرٌ فيهِ لَبسٌ
عَلى وَجَلٍ شَديدٍ وَارتِياعِ .
مليءٌ بالهوى .
وبالرغم من حدة لسانه ، وسلاطة هجائه ، فإن له غزلًا عذبًا رقيقًا ، يأسر القلبَ ، ويمتعُ العين ، ويجبرُ الخاطر . كقوله :
يَقرُّ بعيني أن أراها وأهلها
بأفضلٍ حالٍ . ذاك مرأى ومسمعُ
وخُبِّرتُها قالت: لقد حالَ بعدَنا
فقد جعلتْ نفسي إليها تَطَلَّـعُ
وقلتُ لها _ لما أتاني رسولُها
وأي رسولٍ لا يضـرُّ وينـفـعُ _
: أحُبِّكِ ما دامت بـ(نَجدٍ) وشيجةٌ
وما رُفِعت يومًا إلى الله إصبـعُ
وإني مليءٌ يا جمانةُ بالهوى
وصِدقِ الهوى ، إن كان ذلك يُقنِعُ .
إلى أن نلتقي .
حين انتهيت من قراءة ديوان (ابن مُفرِّغ) شعرت بألمٍ مُضاعَف، فلا شكَّ أن ما ضاع من شعره أكثر مما بقي، وما هذا إلا غيضٌ من فيضٍ ، وقطرةٌ من بحر طمره النسيان، وجففته عوادي الزمان الأرعن. وفي هذا المقام ، لا يسعني إلا أن أردد مع شاعرنا المنسيّ أبياته الخالدة التي يقول فيها :
حَيِّ ذا الزَورَ وَانهَهُ أَن يَعودا
إِنَّ بِالبابِ حارِسَينِ قُعودا
أَيَّ بَلوى مَعيشَةٍ قَد بَلَونا
فَنَعِمنا وَما رَجَونا خُلودا
وَدُهورٍ لَقينَنا موجِعاتٍ
وَزَمانٍ يُكسِرُ الجُلمودا
فَصَبَرنا عَلى مَواطِنِ ضيقٍ
وَخُطوبٍ تُصيِرُ البيضَ سودا
أَفَإِنسٌ … ؟! ما هَكَذا صَبرُ إِنسٍ
أَم مِنَ الجِنِّ ؟! أَم خُلِقتُ حَديدا ؟!
لا ذَعَرتُ السَوامَ في وَضحِ الصُبحِ
مُغيرًا ، وَلا دُعيتُ (يَزيدا)
يَومَ أُعطي مَخافَةَ المَوتِ ضَيمًا
وَالمَنايا يَرصُدنَني أَن أَحيدا
طالِعاتٍ أَخَذنَ كُلَّ سَبيلٍ
لا شَقيّاً وَلا يَدَعنَ سَعيدا .
إلى اللقاء…
- أقلام عربية