- عبدالملك الحاج
يتوجه المغبش صباح الاربعاء هو وبقرته الى سوق “الربوع بحروه” ويقوم ببيعها هناك ثم اشترى ببعض من ثمنها حمار “صبياني” وسلمه الى (البُغَيل) لكي يقوده الى بيته وسيلحق هو فيما بعد، سالم حنش كان قد ارسل اثنين من رجاله لمراقبة المغبش وسرقة الحمار منه باي طريقة، لم يركب البُغَيل على ظهر الحمار خوفا من ان يفقد السيطرة عليه فيسقط من على ظهره وفضل (تصريمه) طي الحبل على رقبة وفم الحمار وامسك بطرف الحبل واخذ يقوده في الطريق وكان الحبل طويل بعض الشئ حتى وصل الى وادي “املح”، وعندما دخل بين اشجار” الاثل” المنتشرة بكثافة على طول الوادي، قام احد الرجال بقطع الحبل بشكل سريع من على رقبة الحمار وربطه على رقبته دون ان يتنبه البُغَيل، بينما قام الاخر باخفاء الحمار بين الاشجار.
كان البُغَيل يسير وهو يدندن ببعض الزوامل ولم يكن يشعر بما يدور ورائه، بعد ان تاكد للرجل المربوط بالحبل بان صاحبه قد تمكن من الابتعاد بالحمار مسافة لاباس بها قال :
سبحانك يارب… احمدك واشكرك.
- البُغَيل :
ينظر الى خلفه فيصاب بالدهشة، لم يصدق بانه طوال هذه المسافة كان يقود رجل وليس حمار.. يصيح في وجه الرجل وهو مذعور…. اصبح لا اسعد لك صبح منو انت… جني الاثل، قرعوا شيطانك.. وين سار الحمار. - الرجل :
انا الحمار. - البُغَيل :
كيف انت الحمار.. كنت اقود صعب مسبع مربع… منينه ظهرت لي انت. - الرجل :
كنت مسحور ذلحين ابتعد السحر ورجعت رجال.
يقف البغيل محتار ومندهش والحبل لازال في رقبة الرجل ثم يقول :
هي قده مركوض من صبحه، هيا هات الحبال شسرح اتراكض انا والمغبش وامري لله انا داري انه شرجعنا حمار بدل حماره.
يعود البُغَيل الى السوق ويخبر المغبش بما حصل إلا أن المغبش لم يصدق الحكاية وعرف بانها مكيده مدبرة ثم عاد الى بيته.
انتظر المغبش حتى الاربعاء القادم واخذ معه البُغَيل الى السوق، في نفس اليوم قام الرجلان بإدخال الحمار الى السوق لبيعه هناك وعندما وصل المغبش ومعه البُغَيل الى السوق عرف الحمار بينما اختفى الرجلان في مكان بعيد…
- المغبش :
يا بُغَيل هذك هو الحمار حقي مربوط هناك سير قوده وانا شعاين الجن منينه شظهروا شاناول ابتهم يا صميل. - البُغَيل :
يهرول نحو الحمار مسرعا وعندما عرفه كان يدور حوله ثم يصفعه على وجهه… فيهتف في اذنه قائلاََ..
قا رجعوك حمار من ثاني…… اراد البغيل ان يقود الحمار واذا بالرجل الذي ادعاء بانه مسحور وبجانبه صاحبه الذي قام بتهريب الحمار يعترض طريق البغيل ويقول له بان الحمار ملكه، فصاح البغيل هذا هو السارق، تجمع الناس وتدخل سالم حنش وامسك بالحمار متهما البغيل بانه هو من اراد سرقة الحمار ويجب اخذه لعامل الناحية لسجنه، في هذه الاثناء يصل المغبش ويرفع صوته ويقول لسالم بان الحمار هذا حماره وانه (ابن البقرة) ثم يرفع الصميل الذي في يديه وبخبط بها الرجلين، وقبل اعترافهم بان سالم حنش هو من حرضهم على سرقة الحمار.. تدخل مجموعة من الرجال للامساك بالمغبش واثناء احتشاد الناس تمكن سالم من تهريب الرجلين. - سالم حنش :
انت تعتدي على اسيادك يا مغبش. - المغبش :
انا اعرف ان اسيادي ما يسرقوشالحمير. - سالم حنش :
اثبت انه حمارك. - المغبش :
جزعت التبع وذلحين تشا تجزع الحمار لا والله ما جزعتلك، بعت البقرة واشتريت حمار. - ناشر البدح :
هات شهودك ان الحمار حقك. - المغبش :
شهودي الدلال والبياع. - ناشر البدح :
منه الدلال. - المغبش :
عبده محمد المغني.
يشهد الدلال المغني بان الحمار ملك المغبش وعندما بحثوا على الرجلين في السوق لم يجدوا لهما اثر… وحكموا على المغبش كونه قام بإثارة الشغب في السوق، بان يركب على ظهر حمارة ويغادر السوق دون ان ينزقه او ينطق بكلمة حي،
واذا نطق بها يتم مصادرة الحمار.
وبينما كان الناس في السوق ينتظرون التصرف الذي سيتبعه المغبش في اخراج حماره من السوق.
حاول المغبش ان يركل الحمار بقدمه الا ان الحمار لم يتحرك بل ظل واقف مكانه دون حراك، فوجد المغبش طريقه مناسبه كي ينادي بها الحمار للتحرك دون ان يخل بالشرط المفروض عليه، فاخذ يتزمل وينادي حماره وهو يقول:
حكمــوا عليا حكــم لا انزق ولا قول حييي
الناس معاهم جراب وانا بـــلا مـــــد حييي
اشتي شويـه صليط ادهــــن صرامي حييي
واذا بالحمار ينطلق…. ويستمر المغبش بمواصلة الزامل…