- محمد الشرجبي
لا تفعلي، إنني الرجل الحرباء، فهل تثقين برجل حرباء، بل أنني كنغر، أعرف أنك الأن قد حزمت خلايا عقلك وشددت مئزرها وها أنت توسوسين كسيدتنا ابليسة عليها السلام، من باب البر و الأدب فهي صديقة أمنا حواء، أعرف أن الشك يراودك كما راود سيدنا يعقوب وتقولين أنني أود التهرب منك كالعادة بادعائي أنني رجل حرباء أو جرو أجرب، اهدئي قليلاً، وقبل أن تسترسلي، أتعرفين ما أعني بأنني رجل حرباء، أعني يا مها أنني أتلون كسيدتنا الحرباء. بلا شك أنك تعرفين الحرباء وتدركين وجه الشبه.
أقصد يامها أنني أجدني ضحلًا وأحيانًا لزجًا وأحيانًا أخرى سائلًا وأحيانًا كثيرًة صلبًا كجدار سجن بل أنني هشًا كقشرة بيض. إنني يامها لا أنام على فراش ولا أمش على قدمين بل أنني لا أجلس على مؤخرتي كباقي البشر، وقد أجرمت في حقك عندما لم أخبرك أنني وهم ساذج، بل مهين ولا أكاد أبين، مها افهمينني، حتى اليوم لا أدرك أأنا رجلٌ أو امرأة بل إنني غراب يامها وأحيانًا كثيرة جلمود نتن.
هذا عن شكلي الخارجي أما أنا من الداخل فأحيانًا أجدني كافر لاعن ماقت ساقط بل أنك ليخيل لي أنك ستجدينني ذات نهار ككلٍب عاطش أو كهٍر يترقب فريسته، مها أنا لست بشرًا أنا حشرة بل إنني ديناصور، أنا لا أعرف من أنا. أتحبين رجلاً يؤمن ويكفر في الليلة ألف مرة وفي اليوم ألفين فإذا كفر سب ولعن وقتل في عقله ألف جثة، وإن آمن تصوف واعتكف وقرأ أية الكرسي وابتهل لعشتار وموسى، إنني متناقض يامها وحارق وبارد، أرجوك يامها، ادعي الألهة أن تغفر لي ضياعي.
أوه نسيت، هل تعرفين ماذا حدث البارحة، البارحة يامها سننت سكيني لأرح نفسي من الهواء ولأنهي تشتتي وتخبطي ولقد اشتقت للخواء فإذا بي أحن إليك، لكنني اكتشفت بعدها أنني لم أحن إليك بل كنتِ أنت السبب في محاولة انتحاري.
مها هل ترضين برجل خبرته الجنسية متردية وفهلوته رديئة بل أنني لم أبلغ بعد، أوه أعتذر يامها لكني لم أعنِ خدش الحياء. بالفعل، إنني رجل حرباء لا لون له ولا شكل بل أنني خواء فإن اجتمعتي بي في غرفة مغلقة ذات مساء أصبحتُ كالذبذبة أو كالإشعاع فلن تنالي مني شيئًا بل أنني دون رؤية أو هوية و دون قلب أو حواس. سأقول لك الحقيقة إنني يامها رجل عبد خادم قرعي حجري أمتهن، أكرمك الله، حراسة دورة مياة وتنظيفها كل صباح ومساء، وأتناول قهوة الصباح عند مدخلها وأحتسي شربة المساء في أحد أركانها، حتى أنني في أغلب الأوقات يستأجرونني لتنظيف… استغفر الله، مها أنا متعب، إنني لا أنتمي لفصيلة الحيوانات ولا البكتيريا ولا الفيروسات حتى أنني لا أعرف كورونا ولا انفلونزا الخنازير، إنني شهوة عابرة وقدر قاسٍ وحياة بائسة!
ومع كل هذا أمازلت تحبينني! اسمعي، أحذرك أنا رجل غير صالح وزوج غير صالح وذكر بلا فحولة، أمازلت تحبينني؟
أنا العدم
أنا يمني!
أمازلت تحبينني؟