- كتب: محمد ناجي أحمد
قد يذهب بعض القراء إلى استنتاج أن الناصريين لم يكن لهم علاقة بقيام حركة 13يونيو 1974م، وهو استنتاج صحيح من جهة أن الترتيب لحركة 13يونيو كان رموزها هم :
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، والشيخ سنان أبو لحوم، والعقيد إبراهيم محمد الحمدي.
لكننا حين نتحدث عن الحركة كمشرع تغيير وبناء للدولة المركزية ،بمؤسساتها الإدارية المدنية والعسكرية في الجيش والأمن، والاستعداد بخطوات عملية لبناء المؤتمر الشعبي العام، بغرض إشراك قوى الشعب في البناء الوطني والتنموي- فإننا حينئذ نتحدث عن علاقة تتطور بين الحركة والتنظيم الناصري وصولا إلى الاندماج التنظيمي لهما خلال عامي 1976/1977م.
بعد عودة عيسى محمد سيف في 28يناير 1975م إلى صنعاء رتب سكرتير الرئيس محمد محمد النزيلي للقاء جمع قيادة حركة 13يونيو بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي مع قيادة التنظيم الناصري، وقد كان اللقاء في شهر فبراير 1975 بصنعاء ، وهو أول لقاء جماعي ، حضر اللقاء من جانب قيادة حركة 13يونيو الأخوة:
1-المقدم إبراهيم الحمدي
2-الرائد عبد الله عبد العالم
3-الرائد علي قناف زهرة
ومن جانب قيادة التنظيم ، الأخوة:
1-عيسى محمد سيف
2-سالم محمد السقاف
3-عبدالسلام محمد مقبل
وقد تواصلت هذه اللقاءات الجماعية والثنائية بين الجانبين بصورة مكثفة، وتناولت القضايا السياسية والفكرية ودور التنظيم في معترك الإصلاح والتغيير والبناء ، ومن خلال الحضور والمشاركة الفعالة لكوادر التنظيم بلجان : التصحيح المالي والإداري والتعاونيات ، والجهاز الحكومي ، والصحافة والإعلام.ص24-25- تطور العلاقة بين الرئيس/إبراهيم الحمدي والتنظيم الناصري في اليمن-محمد سعيد ظافر-2020م.
في المؤتمر العام الرابع للتنظيم الناصري ، أواخر 1974 بصنعاء ، أقر المؤتمر مسمى جديد للتنظيم الأصل، وهو (الطلائع الوحدوية اليمنية) بدلا عن التنظيم القومي(الطليعة العربية) في خطوة تجميدية لعضوية قوميا ، والاتجاه نحو التحديات الوطنية ، وفي وقت كان التنظيم القومي قد أصبح مع مرحلة مصر السادات في وضع شكلي ومسار ساداتي، أدى إلى ضرب فرع التنظيم القومي بمصر، وأفرغ التنظيم القومي من أهدافه ، وفي وقت كانت العديد من فروع التنظيم الإقليمية قد جمدت نشاطها وانشغلت بتحدياتها الوطنية ، بعد وفاة الرافعة القومية للتنظيم ، الرئيس جمال عبد الناصر الأمين العام للتنظيم القومي (الطليعة العربية) في 28سبتمبر 1970م.
فتنظيم (الطليعة العربية) كتنظيم قومي أصبح شكلا دون محتوى، بعد ان قام الرئيس السادات بضرب وإنهاء (التنظيم الطليعي )بمصر ، والذي كان يطلق عليه (طليعة الاشتراكيين) على الصعيد العلني، في حين أنه كان فرعا لـ(الطليعة العربية) في مصر.
هذا التجميد لعضوية التنظيم فرع اليمن من التنظيم القومي كان نقطة لقاء مع حركة 13يونيو ، والتي كانت ترى أولوية البناء الوطني في لحظة زمنية كان الارتباط القومي في جوهره ليس سوى ارتباط إقليمي دون مشروع قومي ودون قيادة قومية ؛ أي دون المشروع والقائد القومي كرافعة رئيسية لكل تنظيم قومي…
قرر المؤتمر الرابع التعامل مع حركة 13يونيو بشخص رئيس مجلس القيادة الرئيس إبراهيم الحمدي.
ثم تم عقد مؤتمر استثنائي(المؤتمر العام الرابع الاستثنائي)في صنعاء 1975م، وأقر المؤتمر الاستثنائي التواصل والحوار مع قيادة حركة 13يونيو بذات رئيسها إبراهيم الحمدي ، وأقر المؤتمر الرابع الاستثنائي 1975 تشكيل إطار وطني (غطاء للتنظيم الأصل) تحت مسمى (الاتحاد الشعبي اليمني ) ومواصلة الحوار مع الحمدي تحت هذا المسمى، وتكليف عناصر محددة من قيادة التنظيم ، للحفاظ على السرية التامة- باستكمال قضايا الحوار ، وصولا إلى الانضمام للتنظيم الأصل. ص27.
وفي هذا المؤتمر الرابع الاستثنائي(1975) انتخب المؤتمر الأخ سالم محمد السقاف أمينا عاما للتنظيم ، والأخ عبد السلام محمد مقبل أمينا مساعدا ،والأخ عيسى محمد سيف عضوا في القيادة التنفيذية ، ومسئولا عن التخطيط والحركة السياسية.
في 15 ابريل 1976 تم استكمال اجراءات انضمام الأخ الرئيس المقدم /إبراهيم محمد الحمدي إلى عضوية التنظيم الناصري )الطلائع الوحدوية اليمنية) وأقرت القيادة التنفيذية إضافة الأخ المقدم /إبراهيم الحمدي ،والأخ الرائد عبد الله عبد العالم إلى عضوية القيادة التنفيذية للتنظيم. وقد كان عبد الله عبد العالم عضوا في تنظيم (الطليعة العربية) منذ عام 1967، لكن قيادة الداخل سالم السقاف وعبد السلام محمد مقبل وأحمد محمد إبراهيم لم يكونوا على اطلاع بخصوص عضوية عبد الله عبد العالم لتنظيم (الطليعة العربية) لأنه جمد عضويته، وبعد عودة عيسى إلى صنعاء أخبر قيادة التنظيم بذلك، أي بعد عام من قيام الحركة. فبحسب ما كتبه الأخ عبد الله سلام الحكيمي، في مقالة مكونة من حلقات ثلاث ، تضمنها هذا الكتاب “كان الأخ عبد الله عبد العالم قد جمد نشاطه التنظيمي ،وقطع صلته بالتنظيم منذ سنوات طويلة، والمعتقد أن ذلك الانقطاع جاء بعد تعرف عبد العالم بالحمدي، وتعزز العلاقة بينهما.”ص51- تطور العلاقة بين الرئيس إبراهيم الحمدي والتنظيم الناصري في اليمن-محمد سعيد ظافر-2020
المؤتمر العام الخامس للتنظيم ، والمنعقد في الحديدة ، خلال الفترة من 29إبريل وإلى 1مايو 1977م:
مثل انعقاد هذا المؤتمر اكتمالا ونضوجا تنظيميا وفكريا ومؤسسيا، وقد عقد هذا المؤتمر في منزل الأخ/ عبد العزيز سلطان المنصوب ، مدير مؤسسة الكهرباء في محافظة الحديدة-حينها- وهو المنزل الواقع على الكرنيش- وهذا المؤتمر يُعدُّ تتويجا لمخرجات المؤتمر الوطني الرابع العادي، الذي عقد في أواخر عام 1974م، والاستثنائي الذي عقد في فبراير 1975م.
كان المشاركون في هذا المؤتمر بمندوبين من فروع التنظيم في الداخل وفروعه في الخارج: فرع القاهرة ،والكويت، وأمريكا، والخليج، والجزائر، وهم:
عيسى محمد سيف، سالم السقاف ، ومحمد أحمد إبراهيم ، وإبراهيم محمد الحمدي، وعبد السلام محمد مقبل، ومحمد أحمد العفيف، والدكتور عبد القدوس المضواحي، وعبد الغني ثابت، وأحمد سيف حميد، وهاشم علي عابد، ومحمد سعيد ظافر، وعبد الفتاح البصير، وعلي عبد الله الضالعي، وعبد الله سلام الحكيمي ،وسعيد علي كحيل، وشائف حسان، وثابت أحمد ناجي، ومحمد سيف ناجي، وعبد الوهاب منصور، وعبد الله عبد الوهاب الشلفي، ومطهر حسان صالح، ومحمد سعيد عبد الله ،وعبد الله عبد العالم(غائب) وعبد اللطيف علي عبدالله(غائب) وعبده محمد الجندي(غائب) وعبدالله عبد القادر عبد الإله، وعوض علي صالح، وحسين هيثم عبد الرب، وعبد الرحيم عبد الملك المسني.
وفي الجلسة الأولى ،وبعد إقرار جدول الأعمال تم انتخاب اإخوة:
1-عيسى محمد سيف ، رئيسا للمؤتمر
2-عبد الغني ثابت ، مقرر أول للمؤتمر
-3محمد سيف ناجي، مقرر ثان للمؤتمر.
وتم انتخاب اللجنة المركزية من المؤتمر ،وهم:
1-عيسى محمد سيف
2-سالم محمد السقاف
3-إبراهيم محمد الحمدي
3-عبد الله عبد العالم-أضيف بعد الانتخابات
5- عبد السلام محمد مقبل
6-الدكتور عبد القدوس المضواحي
7-عبدالله سلام الحكيمي
8-هاشم علي عابد
9-عبد الغني ثابت
10عبد الفتاح البصير
11-محمد أحمد العفيف
12-محمد أحمد إبراهيم نصر
13-أحمد سيف حميد
والاحتياط :ياسين عبده سعيد.
وتم انتخاب أمانة عامة من المؤتمر، وهم:
1-عيسى محمد سيف-أمينا عاما
2-سالم محمد السقاف-نائب الأمين العام.
وقيادة تنفيذية منتخبة من اللجنة المركزية :
1-إبراهيم محمد الحمدي
2-عبد الله عبد العالم
3-عبد السلام محمد مقبل. ص29-33-تطور العلاقة بين الرئيس إبراهيم الحمدي والتنظيم الناصري في اليمن-2020م.
يقول المؤلف ” من حسن حظي في المؤتمر كان مقعدي بجانب الرئيس /إبراهيم الحمدي ، وعلى يساره ، وكان يعرفني جيدا، لأني كنت أعمل بمكتب رئاسة الدولة بدائرة التنمية، وكنا ندخل بأحاديث ثانوية كثيرة، مما اضطر رئيس المؤتمر(عيسى محمد سيف) يقول للرئيس/إبراهيم الحمدي :محمد سعيد سيأخذك علينا بالحديث ، نحن كنا نخصصه للتفاوض مع المتطرفين، فرد عليه الرئيس :لا، أنا محمد سعيد أعرفه جيدا، وهو يعمل معي في المكتب.”ص34.
وقد اتخذ المؤتمر “قرارا شديدا يصل إلى عقوبة الاعدام في حق أي شخص يقوم بتسريب أي معلومات عن المشاركين حضور المؤتمر، وحرصا على الرئيس /إبراهيم الحمدي”ص34.
لكن الكاتب الصحفي حسن العديني في مقالات منشورة له يؤكد أن تسريب خبر حضور الرئيس الحمدي لهذا المؤتمر تم عن طريق علي عبد الله سعيد الضالع فور عودته إلى القاهرة ، والتقائه بحسن العديني وغازي المفلحي. وكان الأخ أحمد محمد إبراهيم قد لمح على سبيل الطرفة أن إفشاء سر حضور الحمدي للمؤتمر سيكون عن طريق “الشهيد حزام” وهو الاسم التنظيمي لعلي عبد الله سعيد الضالعي!
كان حضور علي عبد الله سعيد الضالعي بحسب ما يورده حسن العديني زيادة في حصة فرع مصر، والذي كان محددا بثلاثة هم: ياسين عبده سعيد، وعبد الوهاب منصور، وعبد الله عبد القادر الأغبري، وبسبب إلحاح علي عبد الله سعيد الضالعي على عيسى تم إضافته لحضور المؤتمر.