- كتب: عبدالرحمن دغار
عنوان المجموعة يوحي بما تحمله القصص من قوة وثبات رغم صغرها الذي يوحي به التصغير (قصاصة) لدرجة أن تعاند الرياح ،
تسميته لمجموعته بقصاصات قصيرة جدا لأنها جاءت على شكل ومضات قصيرة لحظية خطرت له
ذات (آهة)( شاعر) هطلت (بين السطور) على شكل (دموع خارج الوقت) من (ذاكرة النسيان) لتصبح (سيرة ذاتية) ل(إرهاق)(بين عمرين) من (امتداد) (حرب) (لثغاء) و(رعب مضاد) ل(أحلام ليست يقظة) و(تخاطر) (أعمى) ل(أعذار) (ميراث) (تدين) (أجيال) و(تبادل ثقافي) (نكاية) ب(أمل قادم) و(هدف أسمى) ل(مشهد وطن) يصبح هو ال(حب) وال(فن) وال(فكرة الجيدة) ،
هذه بعض من عناوين قصاصات الشميري المتوهجة التي كانت تضيء رويدا رويدا ثم تصل في كل نهاياتها لقمة الضوء والتوهج ،
واضح جدا من خلال هذه القصاصات القصيرة احترافية هذا الكاتب الجميل في إلتقاط الأفكار المدهشة التي تمر بنا جميعا كل يوم ونعيشها في تفاصيل حياتنا، لكن الشميري أستطاع أن يلتقطها بطريقة ذكية وأسلوب أدبي رائع ليحولها إلى ومضات رائعة تدهشنا كثيرا وتضيء أرواحنا بمجرد أن نصل لخاتمة كل ومضة أو قصاصة،
في كل قصاصاته التي قدمها لنا في هذه المجموعة الرائعة تطرق الدكتور محمد الشميري للكثير من القضايا والتفاصيل واللحظات والظروف والمواقف والعادات والسلوكيات التي مر بها ونمر بها جميعا في حياتنا وعالجها بشكل أدبي رائع ، حضر في تفاصيل قصاصاته الجوع والفقر الحزن والفرح البقاء والفرار، الموت والخلود، العطر والبخور، العمى والرؤية، الغياب والحضور، الذاكرة والنسيان، العناق والفراق،الأعذار والحقائق، الشك واليقين، الكرامات والدين والميراث والأحلام،الفوز والخسارة، الفلسفة والمنطق، الرقصة والموسيقى، الأمل واليأس، القيد والحرية، الفكرة والتخاطر، الأمومة والأبوبة والأخوة والأجيال، الدين والحرب والشعر ،
وكل هذه القيم والسلوكيات والمشاعر والإنفعالات والأحاسيس بما تحمله من تقابلات وتضادات رائعة خدمت سياق اللغة والفكرة والجمال الفني داخل النصوص الموجودة شكلت زخم كبير وأثرت النصوص بتفاصيل الحياة والواقع الذي عاشه الكاتب ونقل لنا مدى تفاعله الكبير بما حوله من أحداث ، حيث جاءت اللغة في كل ومضاته وقصاصاته الرائعة ثرية بالجمال قادرة على نقل الصورة والمشهد للقارئ بشكل رائع ودقيق، وهذا يدل على معايشة حقيقية وملامسة واقعية عاشها الكاتب لكل تلك التفاصيل التي جاء بها في نصوصه التي تدفقت على شكل مشاهد درامية وليست مجرد خيال،
يقال أن اللغة وعاء الفكر لذا فاللغة هي من تحدد أفكارك ومعتقداتك وتشكل وجهة نظرك وقناعاتك تجاه الأشياء من حولك
تتجلى قيمة اللغة في انها وسيلة التعبير والتواصل وترتقي كلما كانت قادرة على إيصال المعاني كما قصدها قائلها بدقة وبأقل ألفاظ ممكنة وهذا ما لمسناه في قصاصات الشميري .