- عبدالرحمن بجاش
في لحظة هيام مكثفة ،تتحول المرأة إلى وردة ..
تتحول السحب إلى روائح من عطر…تسكب مزنها دموع من حديث يأتي رويدا الى تلافيف القلب ويحيله الى بحيرة من لؤلؤ…
من التي جاءت من الأخرى ؟ من التي ولدت الأخرى ؟؟
ايهما قبلا المرأة أم الوردة …
يسكن المساء تلافيف الليل ،فيحل قلبها الأحمر إلى جمر من ذهب …تتحول حروفها الى قلوب خضر…
حين يقرر القلب الاحمر السكون الى مآلات توحد الليل ببقايا النهارات ،ببقايا أشعة غادرت فتحولت الى الوان ،قررت هي أن تتحول إلى وردة اسمها ملكة الليل توزع رائحتها الزكية على الأنحاء ، يتحول الليل إلى هديل حمام يتبادل العشق داخل أعشاش من ياسمين …
يجف السؤال في الحلق ،فأن تنوي فقط سؤال امرأة من لآلئ ، فلابد أن تكون احرفك من سنا …
عندما تفكر هي أن تبتسم فقط ، تغني العصافير شلالات من ضوء تتدفق من عينيها الوان من ندى وتباشير الغبش …
جلست بخيالي هناك على تلك الجلسة المشرفة على نجمة ووردة …
ثمة خط واضح من شعاع يكتب من وجه قمر الليل يصب نفسه على الوهاد ،ورؤوس الآكام ، يتحول الى خطوط واحرف على جدران الدور العتيقة….
ظلال من سواد ، تعرجات الليل ترتسم على الطريق ، يأتي الريح بأصوات متداخلة من هناك حيث يربض الجبل المهيب ..ومن على كتفيه يهطل الضوء قادما من بقايا النهار….
بخيالك عندما تهدأ الانفاس اللاهثة عشقا لكل ما حولك من نتف الضوء التي تتوزع لوحات رسمتها ريشة آلهة الليل ،يعبق المكان بارتعاشات حميمة قادمة من خلجات شوق يتبادله المغرمون انصبابات الصبايا العالقات على أوراق شجيرات النشم …بين ارجلهن ثمة أعشاش طيور ملونة بالذاكرة الهاجعة في صدورها ،تتنفس حركة الحصى تحت فعل اقدام وجلة تناجي الليل بالبروق والرعود ..فتضاء الاماكن بابتسامات الورود التي تسكن الخدود المراهقة شجنا للمسة حانية من يد الغسق ….
ثمة نافذة هناك في الدار المعتق لا تنام ، تظل ساهرة طوال الليالي الطوال تنتظرالذي سيأتي فلا يأتي سوى ريح رغبة مكتومة لا تجد متنفسا سوى في الأهازيع الأخيرة من دخان سيجارة نفثت نفسها ذات منحنى علها تلتقي رغبته صاعدة من أقاصي نتف السحب الشاردة ….
وحدها تتنهد الليل وجد وارتعاشة انتظار الصبح يسبح بحمد السماء التي ما بخلت ترسل غيثها مدرارا ليأتي الفجر الذي طال انتظاره …