- كتب: أمين درهم
هذه الليلة سيكون ضيفنا فنان درس الموسيقى واهتم بتعليم الموسيقى أكاديمياً ومازالالأعهد جميل غانم للموسيقى شاهداً على حضور هذا الفنان المتميز.. لم ياخذ حقه الكامل من الشهرة وكثير من الجيل الجديد لايعرفه.. أحببت أن أسلط الضوء عليه بشكل مختصر.. أتمنى أن ينال إعجابكم..
قام بغناء الاغنية الشهيرة (حرام عليك تقفل الشباك) بتوزيع موسيقي حديث وكورال رائع وصوته جميل أسم على مسمى.. وللعلم هذه الاغنية كتب كلماتها الشاعر محمد عبده غانم ولحنها الموسيقار محمد خليل..رجو ان تسمعوها..
وأتمنى لكم أطيب الاوقات وأسعدها..
بمناسبة مرور الذكرى الثلاثين على رحيل الموسيقار الكبير والعازف المتفرد على العود الأستاذ جميل غانم حيث رحل عن دنيانا في الاول من سبتمبر عام 1990م الموسيقار الاستاذ جميل غانم.. اسم بارز في حقل الموسيقى والتربية الموسيقية والفنون الجميلة وحياة زاخرة بالعطاءات لا زالت بصماتها ماثلة ومؤثرة في الحركة الفنية اليمنية.. فنان يستحق الاشادة والتكريم..
معرفتي بالموسيقار جميل غانم:
تعرفت عليه عن طريق ابن عمه الأستاذ فيصل علي غانـم – زميل الدراسة في مدرسة البادري، وكان عضواً بجمعية المدرسة الخيرية والتي كانت تدير مسرح المدرسة من منتصف عام 1956م وحتى أواخر عام 1959م – وفي أوائل عام 1958م استأجرت شقة في منطقة الخساف بجوار المحراق، وكنا نقيم جلساتٍ فنية في تلك الشقة، وكان نجم تلك الجلسات الفنان جميل غانـم، والذي كان يحيي هذه الحفلات، كما كان هو من يقوم بالعزف على آلة العود للفنان الصافي، والفنان اليهودي موسس حسن إبراهيم – زميل الدراسة أيضاً بالمدرسة – والأخير كان يـمتلك صوتاً جميلاً ويقلد الموسيقار فريد الأطرش.. وفي إحدى الجلسات طلبت من الفنان جميل بأن يعلمني العزف على آلة العود، وفعلاً اشتريت عوداً فاخراً لي – لا أزال أحتفظ به كتذكار لتلك الأيام الجميلة – واستمر بتعليمي السلم الموسيقي ومقدمة أغنية (أنا قلبي إليك ميال)، ووقفت عند هذا الحد حيث لم استطع التقدم بالعزف، ونصحني هو بأن أكتفي بالسمع، أما العزف والغناء فهي موهبةٌ من الله تُخلق مع الإنسان وليس تُدرَّس بالمدراس.. واستمرت صداقتي معه حتى أواخر عام 1959م بعد ذلك كل واحدٍ أخذ طريقه؛ فأنا انتقلت إلى تعز أما هو فقد استمر يطور موهبته الفنية حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الإبداع.
ولد جميل غانم في مدينة التواهي بعدن الجميلة في 5 يناير 1941م من اسرة تنتمي إلى دوحة الفنون والثقافة فوالده الميكانيكي ولا عب البلياردو عثمان احمد غانم . وعمه شقيق ابيه المهندس علي غانم كليب اول خريج على مستوى عدن في هذا المجال ووالد المذيعة فوزية علي غانم واسرة غانم كليب من الاسر العدنية الشهيرة بمدينة التواهي اما أمه فهي زينب احمد خليل ومعروف عن اسرة خليل رماده الساكنة بمدينة كريتر في عدن ولعها بالفن والادب والتقوى فعمها الاصغر الفنان مؤسس الندوة العدنية خليل محمد خليل الذي تربي على الفن على يد اخويه الاكبرين احمد محمد خليل وطه محمد خليل وكان للاسرة الفنية شرف وضع اللبنات الاولى في صرح النبوغ العبقري للفنان جميل غانم فقد احتضنته عائلة خليل الكبيرة وعلمته العزف على العود والغناء وحب الشعر والادب .ورأت فيه موهبة المبكرة تنبئ بميلاد فنان سيكون له شأن فني كبير.
دراسته في العراق:
من حسن حظه كان لصاحب المشروع الثقافي الندوة العدنية الدكتور محمد عبده غانم الذي شغل منصب مدير المعارف الدور المساعد ان هيأ للفنان جميل غانم سبل الدراسة الموسيقية والحصول على منحة دراسية عام 1963م إلى بغداد حيث كان حينها مديرا المعارف التحق في معهد الموسيقى العالي ببغداد لمدة اربع سنوات وكان متفوقا وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية وتتلمذ على اساتذة العود العراقيين الكبار وعلى رأسهم الموسيقار جميل بشير.
بعد عودة الفنان جميل غانم من العراق اسهم مبكرا في تقديم العديد من البحوث والدراسات حول الموسيقى ونشر العديد منها في صحف عربية ويمنية وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة فتاة الجزيرة الصادرة بعدن في عددها 2882بتاريخ 18يوليو1965م ف بحثاًعلمياًعن اسباب تأخر الموسيقى في اليمن.
علاقته بالشاعر الكبير لطفي جعفر أمان
ساعده أيضا في بدايات حياته الشاعر الرومانسي العدني لطفي جعفر أمان الذي لمس في الشاب جميل غانم موهبة اصيلة وميلا فطرياً للموسيقى .يقول الأستاذ خليل محمد خليل عن الفنان جميل غانم :لقد عاش الفنان جميل غانم حياة عجيبة جمعت بين المجد والنكد بين النشاط والاحباط .ولكن هذه شهادة حق اقولها من خلال معرفتي الطويلة به (إن الدنيا أقبلت عليه أكثر مما أدبرت وأتاحت له الفرص لإبداء موهبته وطورت أدائه وأوصلته في سلم النجاح إلى أعلى المراتب وخرج من دائرة الشهرة الضيقة أو المغلقة إلى الدوائر العربية والعالمية..
الحياة الأسرية:
تزوج الفنان جميل غانم 3 مرات في حياته الزوجة الاولى هي المذيعة عديلة محمد ابراهيم واستمر زواجهما سنة ونصف واثمر طفلة واحدة اسمها جميلة وهي ابنته الوحيدة…و الزوجة الثانية هدى الشميري وانفصل عنها.. ثم تزوج من الفنانة العراقية إلهام حسن ودام زواجه منها اكثر من اربع سنوات ولم تنجب له اطفال وانفصل عنها كذلك..عاش حياة عاطفية غير مستقرة بل شهدت اضطرابات عديدة .وكان له اخوة من ابيه فقد توفيت امه في صغره وتزوج اباه بزوجه ثانية عاش معها ومع اخوته منها وعددهم ثلاث فتيات وثلاثة اخوة برز منهم المبدعون مثل المخرج المسرحي المرحوم خليل غانم والمبدعات مثل التربوية وفاء غانم وكان الموسيقار جميل غانم محبا لهم ولأبيهم ..وكان يتمتع رحمه الله بمحبة جميع الاهل والاقارب والاصدقاء.
ابنته الوحيدة المذيعة التلفزيونية جميلة جميل:
جامعية درست في الجامعة الاردنية تخصص حقوق لكنها اتجهن للاعلام وعملت في قناة عدن الفضائية وتعتبر المذيعة جميلة جميل من اشهر المذيعات اليمنيات، وهي عضو نقابة الصحفيين اليمنيين وتكتل الإعلاميات اليمنيات. وحققت حضور متميز على شاشة القناة الثانية بعدن، وعبر تقديم عدد من البرامج المغايرة على مستوى الفكرة وأسلوب المعالجة، واستطاعت أن تؤكد أنها مذيعة من طراز جديد، تستند إلى موهبة أصيلة وثقافة رفيعة وجرأة خاصة وطموح لا يعرف الحدود، هذا فضلا عن أنها من أسرة إعلامية وفنية معروفة، فأمها المذيعة عديلة إبراهيم، ووالدها الفنان الموسيقار الراحل وعازف العود جميل غانم ، يُضاف إلى ذلك إلمامها الجيد باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
توفيت بظروف غامضة لانعلم عنها شيئاً.. لكن لانقول إلا رحمة الله عليها وعلى ابيها الاستاذ والمعلم..
قالوا عن الموسيقار جميل غانم:
- الموسيقار خليل محمد خليل:
- الفنان أنور مبارك:
كان موسيقارنا الراحل جميل غانم ذا موهبة وذكاء وعقل وتفكير ذكي ا بمواكبته التطور بموهبته المتحركة و مواكبته العصر ساعده على ذلك ثقافته الصحيحة والواسعة التي اهلته ان يكون العالم الموسيقي والتربوي القدير والاداري المحنك والعازف الماهر على آلة تخصصه الاساسية آلة العود .واللذين عايشوه في تللك الفترة من عصره الذهبي وجدوا انفسهم ليس امام مجرد مداعب اوتار بارع بل كان مدرسة بعزفه وتعامله مع العود واثبات مكانة هذه الآلة وقدراتها التعبيرية الخلاقة .
كانت تقاسم الموسيقار جميل غانم على العود غيرتقليدية وانما تستند لأسس علمية تثبت ان العود آلة قادرة على تجاوز حدود العالمية لقد ادهش الاوروبيين بعزفه في مشاركاته الخارجية حيث كان ينتقل من المقامات الشرقية الى المقامات الغربية الخالية من الربع تون بحرفية عالية ورؤية علمية تنقل المستمع من اعلى مستوى من الرقي الفكري والذهني ويدخله في روح التراث الموسيقي العربي وتراثنا اليمني الاصيل .
وخلال الرحلات الخارجية الفنية لفرقة الرقص الشعبي الوطنية في منتصف السبعينات الى دول اوروبا الشرقية ومدن الاتحاد السوفيتي سابقا كان موسيقارنا الكبير يقدم عزفه المنفرد على العود بين الفقرة والاخرى وكان الجمهور الاوروبي يعيش في متعة وذهول امام قدرات هذا المبدع وألته التي قد يكونوا سمعوا عنها لكنهم لم يعايشوها عن قرب. ورفع اسم اليمن عاليا . - قال عن نفسه عندما سأله احد المهتمين بالموسيقى فرد قائلا: جميل غانم الموسيقار الذي ارتبط بالعود وبث فيه من روحه وحاكى اوتاره بأرق ما تكون المخاطبة وأنطقه بأعذب الالحان والانغام وجعله يبوح بأشجانه ليصل بعلاقته بالعود حد التماهي والانصهار يقول عن نفسه :(إنني أعتبر الوقت الذي أعزف فيه على العود كأنني أعزف أمام استاذي وأكون من الدقة والحرص على الوصول إلى نتيجة حسنة .وأعتبر الفن حرفة ورسالة إنسانية في نفس الوقت.
جهوده الموسيقية :
لقد عمل الفنان جميل غانم على تكريس جهوده وتسخير كل خبرته العلمية الموسيقية لارساء قواعد اساسية للموسيقى اليمنية بطرق علمية مدروسة خاصة مواضيع التراث والموروث الشعبي الذي اعطاه اول اهتماماته تجسد ذلك في تكوين اول فرقة موسيقية شعبية (تخت يمني )تعزف الآلات الشعبية التقليدية المتوارثة مثل العود الصنعاني والسمسمية والمزمار والبزق والطاسة والهاجر و المراوس وجاء بعازفين لديهم الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه الآلات مثل الفنان القدير انوراحمد قاسم على العود الصنعاني ومحمد الخزقة على البزق وناصرجعبل على المزمار وكان من ضمنها الفنان محمد العزاني وغيرهم.
وقد قدمت هذه الفرقة العديد من الاعمال التراثية والفلكلورية المسجلة لدى اذاعة عدن
المساهمة بتأسيس الفرقة الوترية :
ولأن الفنان جميل غانم كان من الخريجين الاكاديميين القلائل في مجال الفنون في تلك الفترة وبعد ن رزت ملكاته الموسيقية للوجود والعلن انتدب من قبل وزارة الثقافة الى وزارة الدفاع لتأسيس الفرقة الوترية للقوات المسلحة إداريا وفنيا. والتي كانت تضم في العديد من الفنانين المبدعين منهم عندليب لحج عبد الكريم توفيق وغيره وسريعا ما ثبتت اقدامها هذه الفرقة وقدمت العديد من الاعمال الفنية وحققت شهرة واسعة .
تاسيس الفرقة الوطنية :
وبعد انتهاء عمله مع الفرقة الوترية عاد لعمله الرسمي في وزارة الثقافة في بداية عام 1972م ليواصل مشاريعه الابداعية كما يقول الفنان انور مبارك في شهادته المكتوبة بمقال لصحيفة الايام العدنية بعنوان في ذكرى الموسيقار جميل الراحل جميل غانم بتاريخ 24يناير2008م (وضع الاسس الاولى لتشكيل فرقة وطنية تضم افضل ومعظم العازفين والفنانين اللذين كانوا يمارسون نشاطهم الابداعي كهواة في فرق اهلية مختلفة ومعروفة وعملهم الاساسي موظفون في السلك المدني في دوائر حكومية مختلفة ليس لها علاقة بالفن والموسيقى و عمل الموسيقار الكبير جميل غانم جاهدا على استخراج قرار رسمي بتفريغ هؤلاء الفنانين من اعمالهم الرسمية لستة اشهر كخطوة اولى وان تكون ممارسة بروفاتهم وتدريباتهم في الفترة المسائية فقط حتى يخلق الاجواء المناسبة لنشاطهم الابداعي من جهة ومن جهة اخرى حتى يعكس شعور الاعتراف بجهود المبدع على انهم كمبدعين يستحقون ان يجمعوا انفاسهم في متسع من الوقت ويركزوا تفكيرهم ليقدموا عطاءات متطورة. ويكون لديهم من الوقت ما يسمح لهم بالتطور والاطلاع على كل مستجدات الفنون .
رحم الله الموسيقار جميل غانم الذي اهتم بالشباب وتاهيلهم موسيقياً بدلاً من السفر للخارج.. بعكس الاخرين الذين رحلوا وانشغلوا باعمالهم الموسيقية.. وتناسو ان الفن اليمني يحتاج الى توثيق ودراسة.
مهرجانات وجوائز:
الموسيقار جميل غانم.. أشتهر أسمه وبرز في المحافل الدولية والمهرجانات الموسيقية وحصد العديد من الجوائز والاوسمة والمشاركات العربية فهو عضو مؤسس في مجمع الموسيقى العربية ببغداد وعضو المجلس التنفيذي واحد اشهر عشرة عازفين للعود في الوطن العربي .
كماحصل الموسيقار جميل غانم على جائزتين كبيرتين الاولى من مسابقة اقامتها جامعة الدول العربية في بغداد عام 1975م والثانية تقديرية صدرت في باريس من اكاديمية شارلز كروس عن اسطوانته الموسومة (عود اليمن).
معهد جميل غانم:
ويؤكد المتابعون لمسيرة الموسيقار الراحل جميل غانـم أن طموحاته لم تقف عند هذا الحد؛ فقد برزت الحاجة أمامه لتأسيس صرحٍ علمي يشبه الذي كان يدرس فيه بالعراق، أملاً منه برعاية المبدعين ومواصلة رحلته باستكشاف المواهب، ولقد تلقت أفكاره قبولاً من الدولة وخاصةً من قيادة وزارة الثقافة آنذاك وعلى رأسها الوزير الأديب عبدالله باذيب( ) – رحمه الله – حيث كان توجه الدولة آنذاك ينصب في الاهتمام بالثقافة والفنون وخاصةً الموسيقى والغناء حيث شهدت عدن منذ الخمسينيات نهضةً فنيةً كبيرة، وكان لابد من مواكبة وتطوير الموسيقى اليمنية لتواكب العصر، ولن يتحقق ذلك إلا بتأسيس معهد للموسيقى يُسهم في التربية الفنية السليمة، ويرفد المجال الفني بالكوادر المؤهلة علمياً ومعرفياً.
وحقيقةً فإن إنشاء هذا المعهد يعدُّ من أهم منجزات الدولة بعد الاستقلال عام 1967م في الثقافة عموماً والفنون خصوصاً، والذي كانت نواته في البداية باسم (معهد الموسيقى) مطلع السبعينات على يد الموسيقار العدني أحمد بن أحمد قاسم بعد عودته من القاهرة، وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية، وكان الهدف هو تعليم الفرق الموسيقية القائمة آنذاك، والتي كانت تجيد العزف الموسيقي بتلقائيةٍ وبحسٍّ سـماعي، وعدم درايةٍ علمية لذلك تكفل بن قاسم أن يقوم بهذه المهمة لمحو الأمية الأبجدية الموسيقية للفرق، وتعليمهم أصول العلوم الموسيقية، وكتابة وقراءة اللغة الموسيقية أو الجملة الموسيقية، وحقق معهم نجاحٌ باهر؛ مما دفع بالحكومة بالاهتمام وإصدار قرار بقانون تأسيس (معهد الفنون الجميلة) عام 1973م لتعليم الموسيقى، ولمدة ثلاث سنوات كدراسةٍ تخصصية فقط، وكان قرار تعيين أول مدير له الموسيقار جميل غانـم الذي عاد من بغداد بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى في بغداد، وكانت هذه المرحلة الأولى ثم تلته بعد عام تأسيس (قسم الفنون التشكيلية) على يد الفنان (درويش)، والذي تخرج على يده كبار الفنانين التشكيليين في عدن ومنهم عبدالله الأمين، وفؤاد مقبل، ونبيل قائد، وعبدالله عبيد.. وغيرهم.
وفي بداية عام 1973م كانت خطوات التأسيس قد بدأت في حافون بالمعلا حيث تـمَّ استغلال مبنى (كنيسة حافون) ليصبح معهداً للفنون، وسخرت للمعهد الإمكانيات الفنية والإدارية والأساتذة المتخصصين، وتـمَّ رفد المعهد بالعديد من الآلات الموسيقية، وكان التدريس بالمعهد بنظام حرٍّ لمدة (3) سنوات بعدها يتخرَّج الدارس بدبلوم موسيقى معترف به من وزارة التربية والتعليم.. وعمل في المعهد إلى جانب الموسيقار جميل غانـم الذي شغل منصب مدير المعهد نخبةٌ من المتخصصين من أمثال: الفنان يحيى مكي، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان أحمد بن غودل( )، وأساتذة من مصر والاتحاد السوفيتي سابقاً.
وفي عام 1976م تخرَّجت أول دفعة من الطلاب من أبرزهم: الفنان أنور مبارك، والفنان نجيب سعيد ثابت الذي أعطاه الموسيقار جميل غانـم أول لحن وهو (خصامك زاد) تقديراً لموهبته، ثم أغنية (كلام أحلى من السكر)، وأغنيتين أخريين لم تُسجل بعد ليومنا هذا.. ومن العازفين المشهورين خريجي المعهد أيضاً عازف الكمان الأول نديم عوض( )، والفنان عبدالله بافضل، والفنان عوض سليمان، والفنان خالد باوزير، والفنان عبدالحكيم حيدر أفضل عازف ناي في الجمهورية.. والمايسترو أنور عبدالخالق، والباحث الموسيقي عبدالقادر أحمد قائد( )، والمايسترو سعيد فندة، وهؤلاء الثلاثة الآخرين عمل الموسيقار جميل غانـم على ابتعاثهم للدراسة بالخارج.
وقبلها بعامين؛ أي في عام 1974م بدأت الخطوات الأولى لتشكيل فرقة الرقص الشعبي حيث بذل الفنان جميل غانـم جهداً عظيماً بالنزول لمختلف مدن وريف الجمهورية، والقيام بـمسحٍ ميداني لجميع رقصاتها الشعبية وإيقاعاتها وأزيائها وإكسسواراتها حتى يتم تصميمها وإخراجها وتقديـمها بصورةٍ علميةٍ مدروسة بدون المساس بجوهرها، واختير الراقصون والراقصات من طلبة وطالبات المدارس الثانوية، وتـمَّ تدريبهم من قبل الخبير الروسي (ألبرت)، ووضع بعض موسيقى الرقصات بـمختلف ألوانها وإيقاعاتها الموسيقي الملحن أحمد بن غودل، وعازف المزمار محمد راجح شريان.. وقدَّمت الفرقة عروضها خلال فترةٍ قصيرة، ونجحت نجاحاً منقطع النظير.. وتـميزت الفرقة بتقديـمها للرقصات الشعبية من كل مناطق اليمن ومثَّلت الوطن في كل المحافل الدولية.
وفي عام 1976م غادر أول عميد للمعهد؛ أي الموسيقار جميل غانـم منصبه، كما غادر البلاد، ليصبح الفنان أحمد صالح بن غودل العميد الثاني، وأطلق إسم «جميل غانـم» على المعهد تكريـماً له ولجهوده في إدارة المكان في سنوات انطلاقه.. بعدها بثلاث سنوات أصدرت الحكومة قراراً رسـميا تحوّلت بـموجبه الدراسة في المعهد إلى دراسةٍ نظاميةٍ تابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو ما أدى في تلك السنة إلى افتتاح قسم الدراسة الثانوية الفنية.