- عبدالرقيب طاهر
من الآن وصاعداً سأكون رفيقاً بذاتي لحد الأنانية المفرطة . لن أشاهد فديو صادماً ولن أنظر لصورة ضحية مهما طالها الظلم ، سأنأء بنفسي عن مشاهدة ضحيا الحرب والجوع والظلم والطغيان ، سأكون نذلاً بما فيه الكفاية ..
كي تعيش سعيداً في هذا الزمن العصيب يجب أن تكون نذلاً وعديم الضمير ، هذه الخلطة السحرية ستجعل منك رجلاً هادئ البال و ميت القلب والإحساس لكنك بالمقابل ستنام على فراشك غير مشوش الذهن ولا معكر المزاج …
لن تؤرقك تلك الفتاة البرئية التي تناوب على إغتصابها أربعة رجال حتى فارقت الحياة ، ولن يطاردك صُراخ الأطفال الذين جرفهم السيل و لن تلوح أمام مخيلتك ضحايا الحرب أو شبح فتاة الماء وخيط دمها المُسال على الطريق …
لن تفكر من كان السبب في ضياع الوطن ، ولن تعصر روحك حُزناً على فقد ثرواته أو من يعبث بمقدراته وخيراته ، بينما أبنائه في بلاد المهجر ، يدفعون ثمناً باهظاً جداً جراء بقائهم هناك ..
لأنك نذلاً وميت الضمير لن تفكر سوى في تلميع سيارتك ومكتبك ومنزلك وحسابك البنكي و تحسين مظهرك ومركزك
إذاٍ لماذا لا أكون نذلاً ؟! وليس نذلاً عادياً بل منافقاً أيضاً ..
أجيد موهبة النفاق لدرجة كبيرة فلماذا لا أستغلها ياترى ؟ ربما من وراء هذه الموهبة قد أحصد أموالاً طائلة وأجني مراكزاً عالية ..
- مايجري في سقطرى ليس إحتلالاً ..
- وحكومة صنعاء هم أحباب الله وأحفاد النبي .
- ورئيسنا رجلاً حكيماً من الدرجة الأولى وغير غبياً البتة .
- وليس لحزب للإصلاح يدُ في المؤامرة و خراب تعز .
- والإنتقالي ليس لعبة في يد الإمارات
- والأمطار ليست من الله و الشمس ليست هي مصدر النور – – – والإيمان مجرد وجهة نظر ، بل قل بكل الثقة ياعزيزي
( التدخل في بلادنا جاء كي ينقذنا وليس له أي مطامع في ثروات الوطن )
قل كل شيء ماذا ستخسر ؟ إكذب و نافق ودلس وراوغ . كل هذه غدت من خصائص ومميزات الأذكياء ، وأنت إلى متى ستظل غبي وأهبل ، لا تقلي يمنعك تأنيب الضمير ؟ لعناتي على هذا الضمير ، قل كل ذلك وكن حماراً من جملة الحمير . صدقني لربما طلعت سالماً صحتك على الأقل في الأخير …
لا تخجل من تزوير الحقائق في هذا الزمن لا ينجو في هذا الزمن غير اللكيع إبن اللكيع ، هذا ليس زمن الأفياء وليس زمن الطيبين ..
يا إلهي ..
أنا لستُ وكيلاً لعبادك ولا أنا من عبادك الصالحين ، وليس هذا الوطن إرثاً حصلتُ عليه أنا وحدي من بعد أبي وجدي . أنا مجرد مواطن يمني مطحون من أصل ثلاثين مليون طحنتني السياسة ورجالها وأهلكتني الأحزاب وأفعالها مشرد بلا وطن ومغترب بلا ثمن …
ماذا عليا إذاٍ أقترفت الخطئية وكذبتُُ من أجل أن أعيش ونافقتهم على أفعالهم ليس طمعاً بأن أركب السيارات الفارهة وأبني العمارات العالية بل فقط لأعيش حياتي العادية أحصل على لقمة الإكتفاء وأنام دون خوف من الواشي والرقيب ..
هل فقط أخشى تأنيب الضمير أليس كذلك ؟ اللعنة على هذا الضمير وهل أنا على هذا الحال الذي وصلت إليه غير هذا الضمير الذي يعذبني ، ماذا جنوت أنا من ضميري الحي بربك ماذا جنوت غير الفقر والمرض أأكل نفسي كما يأكل السيف الأصيل غمده … …
إذاٍ فلماذا كل هذا الوجع الذي يعتريني ؟ وهذا الألم الذي لا يفارقني ؟ فلا أنا من ظغط الزناد وقتل النفس المحرمة ولا أنا من رفع شعار ( يسقط يسقط النظام ) ولا كنت من سعى لتفجير دار الرئاسة ولا شاركت في حصار دماج ولا سعيتُ في سقوط صنعاء ..
أنا مواطن بسيط ومن حقي أن أعيش حياتي الطبيعية كما أرادة لي مشيئة الإله في السماء أن أعيش ….
ع.ط