- محمد ناجي أحمد
من ركام الأعداء والحروب نمت القومية الأمريكية بجوهرها الأنجلو بروتستانتي، سواء في حربها واجتثاثها للهنود الحمر وثقافاتهم ، أو بحربها الاستقلالية ضد المملكة المتحدة ، أو حربها مع الإسبان ، أو الحروب البينية…
حذر أبرهام لينكولن من العواقب المحتملة لعدم وجود عدو خارجي.ص68-من نحن- صمويل هنتنجتون.
أمريكا تأسست كقومية على الكراهية لبريطانيا والهنود الحمر والإسبان. والسود، والاتحاد السوفيتي، وأخيرا الآسيويين كثقافات وأعراق .
جسد المسار الأمريكي تاريخيا مقولة جوزيف جوبلز (أوه ، يا لروعة أن تكره).
الحاجة لأن يكون لأمريكا أعداء كامن في تكوينها. فإذا خبا هذا الشعور بالكراهية تجاه الآخرين ، كون الآخر هو العدو ، وهو الجحيم- “وجه الأمريكيون كراهيتهم وغيرتهم وحسدهم وبخلهم ضد بعضهم البعض وانحدروا إلى طريق الحرب الأهلية”ص168-من نحن .
ولدت الولايات المتحدة من الاستيطان والحرب ، قال ودر ويلسون في خطبته في عيد الذكرى 1915″ إن الحرب قد خلقت في هذا البلد ما لم يوجد من قبل – وهو الوعي القومي”ص170-من نحن.
ووحدت الحرب الإسبانية الأمريكية البلاد معا. يقول هابام “إن حرب 1898 قد مهدت المسرح للمصالحة بين الطوائف وذلك بتحويل الحماسة العسكرية للتقاليد الكونفدرالية إلى حرب صليبية وطنية. وذلك بربط كل أجزاء البلاد بهدف مشترك ، وبمنح الجنوب فرصة لإظهار ولاء قومي جياش”ص174-من نحن.
ومفهوم الحرب الصليبية الذي يرد دوما في خطاب الساسة والمثقفين الأمريكيين المقصود به كل حرب تعزز القومية والمصالح الأمريكية. سواء أكانت حربا داخل أمريكا لطرد البريطانيين والإسبان واجتثاث الهنود الحمر ، أو كانت حربا لغزو العراق وإسقاط الدولة فيه، كما لاحظنا في خطابات بوش الابن وبوش الأب، أو في خطابات ترامب وقراراته.
راينا كيف تعامل الرئيس الأمريكي ترامب مع المظاهرات التي خرجت في الولايات المتحدة بسبب مقتل أمريكي من أصول أفريقية ، هدد ووصفهم بالمخربين ، كانت المظاهرات تأكيدا على التفكك الثقافي داخل الولايات المتحدة ، والعداء ضد السود والآسيويين والمسلمين…أي التمحور نحو الجذر الأنجلو بروتستانتي جوهر أمريكا البيضاء!
” أثارت حركة التفكيك الثقافي كثيرا من الجدل السياسي والثقافي . وفي التسعينيات من القرن العشرين حذر آرثر سيلز نجر الابن من أن “الانتفاضة الإثنية ” التي بدأت ” كبادرة احتجاج ضد الثقافة الإنجليزية ” قد أصبحت نوعا من الاعتقاد الراسخ . وانها اليوم تهدد ب أن تكون ثورة مضاد ضد نظرية أمريكا الأصلية بأنها ” شعب واحد وثقافة مشتركة ، وأمة واحدة”ص198-من نحن- صمويل هنتنجتون.