- عبدالجبار الحاج
(( حيفان .. ان تحدثت عن جهابذة السياسة تذكرت حيفان ..
وان تحدثت عن رجال المال والاعمال والاقتصاد ودورهم الوطني تذكرت حيفان ..
وكذلك اذا ماقمنا للنشيد الوطني وتذكرنا الاناشيد الوطنية ذكرنا حيفان وكان لها الدور الوطني الابرز والكبير .. في هذه الاناشيد ..
وإنا اذا تذكرنا الحضور النضالي ضد الاستعمار البريطاني لوجدنا حيفان كانت الحاضنة الحقيقية لثوار 14 اكتوبر وطرد المستعمر البريطاني .
من هذه المديرية انعقدت لقاءات الثوار وفي احدى المنازل من هذه المديرية انعقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في منتصف الخمسينيات .
وعقدت المؤتمرات واللقاءات الثورية في هذه المديرية ..
وفي احدى المنازل تم مناقشة واقرار الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ..
حيفان كانت الظهر الحامي والبيت الدافئ لثوار 14 اكتوبر .. وهاهي اليوم تجدد عهدها وتسير على خطى الاباء والاجداد واختارت لتكون حاضنة الجهاد والنضال ومواجهة المستعمر الجديد .
فليس غريبا عليها عقد هذا الاجتماع الموسع فهي تعيد مجدها لاغير وتأبى ان تتخندق الا حيث العزة والكرامة والاباء والحرية امتدادا لتراث اباءها واجدادها .
هاهي حيفان تنتفض ضد المشاريع القادمة من وراء البحار ضد المستعمر الجديد ..
هذا الموقف اليوم يمثل ابلغ رد على من يفكر في إحتلال هذا البلد . .))*1
…….
اكتفي بهذا القدر من صدر الخطاب الذي القاه الاستاذ سليم مغلس محافظ تعز اثناء زيارة لحيفان خلال الاسبوع الماضي اواخر يوليو .. و فيه استطاع ان يلخص دور الحركة الوطنية التحررية في اليمن .
…..
بهذه الكلمات استحضر الرجل تاريخ الحركة الوطنية اليمنية ومسارها التحرري وبجمل موجزة وضع منطقة حيفان القبيطة ( كانت بالأصل ناحية ادارية واحدة ) في سياقها التاريخي وقد جمع خصوصية الجغرافيا والمكان ودور الافراد في صناعة التاريخ وقدم لنا مخزونها الوطني في صناعة التاريخ اليمني المعاصر . تاريخ الثورة والتحرير ..
للحقيقة فان ما لفت انتباهي امام هذه الكلمة وما جعلني اتوقف امامها هو في منسوب الوطنية العالية في خطاب من طراز وطني جامع يحسن الجمع بين الجزء والكل في اطار كلية القضية الوطنية ..
وفي قدرة الخطاب على شد اللحمة بين الخصوصية المحلية في نسيجها الوطني وتوجيه الدفة من ساحة اصغر الى ساحة الوطن الكبرى .
على عكس ذلك الخطاب الممجوج والمبتذل في استجداء القبلية والمناطقية في مستويات دونية من خطاب مسف يعلي المنطقة والقبلية بتوجيه يستصغر الوطن . للاسف هو ما يتكرر على مسامعنا اليوم في فعاليات ( النكف القبلي .
ذلكم هو خطاب الوطنية اليمنية في تجميع القوى من ساىر الجسد نحو صد الخطر الماثل امام اليمن واليمنيين الان .)
وانا اسمع هذا المستوى من الخطاب رحت استحضر ذاكرتي وذاكرة عدد من رفاقي ممن هم من مواليد وابناء تلك المنطقة ومنهم من كان بدوره حاضرا بالقرب من قيادة حركة القوميين العرب والجبهة القومية والديمقراطي الثوري والجبهة الوطنية الديمقراطية ..
حقا .. فمن قرية حارات الاعبوس من جبال حيفان ..( القبيطة ) ومن منزل الفقيد عبدالرحمن عمر اتخذ عدد من المناضلون قرار الكفاح المسلح وعليه خاض الشعب اليمني مرحلة الكفاح المسلح وانتزعوا الاستقلال المجيد …
( في قرية حارات الاعبوس في منزل المناضل الفذ عبدالرحمن عمر كان قد جرى التحضير والاعداد الوثائقي لعقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب (المركزية) اواخر الخمسينات
وفي هذا المنزل شاركت اجتماعات لحركة القوميين رموز عربية
وفي نفس المنزل عقدت العديد من المؤتمرات والفعاليات والاجتماعات والتحضيرات لثوار واحرار ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر 63
وفي ذات المنزل تم مناقشة واقرار الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني .. ..
وفيه جرى انتخاب قيادة حركة القوميين العرب (فرع اليمن) شمالاً
وجنوباً وفيه عقدت اجتماعات شارك فيها عبدالفتاح اسماعيل وفيصل عبداللطيف الشعبي وسلطان أحمد عمر وسالمين وسعيد أحمد الجناحي والسلامي و( ابراهيم الحمدي )^2 وعبدالكريم الارياني ..
وفيه عقدت لقاءات واجتماعات قيادات الجبهة القومية لترتيب عقد المؤتمر الثاني للجبهة القومية في مدينة جبلة إب
وفيه تم اعداد وتحضير الاعلان عن قيام الحزب الديمقراطي الثوري في اغسطس من عام 68م بقيادة سلطان أحمد عمر العبسي وعبدالقادر سعيد أحمد طاهر الاغبري وعبدالحافظ قايد القباطي .
وفي هذه المنظرة (المنزل) شكلت لجان الاصلاح الاجتماعي التابعة للحزب الديمقراطي والتي كان لها الاثر الايجابي في اصلاح جملة من الاوضاع الاجتماعية في العديد من محافظات البلاد.
وكانت الاعبوس قد شهدت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حركة تعليمية نشطة حيث انشئت أول مدرسة ابتدائية اعدادية ، ثانوية في قرية بني علي الاعبوس وهي مدرسة البعث وتحول في وقت لاحق اسمها الى مدرسة الحرية ومضت عملية انشاء المدارس بوتيرة متسارعة لتبلغ في منتصف الستينات (15) مدرسة من الابتدائية الى الثانوية .)
……….
توقفت امام الفقرات في مطلع المقال وامام تلك الجمل والعبارات التي اوردتها كجزء من خطاب حيفان التي صوبت النظر من نافذة منزل في قرية حارات في حيفان تخاطب وجدان كل اليمنيين .
ومن مقتضيات اللحظة الراهنة وواجب التحرير علينا فرض وطني وديني
للتطهر من دنس الاحتلال والمحتلين .
===================
هامش:
1: نص الكلمة في الرابط التالي …
2: كان الشهيد الرئيس الحمدي عضوا في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني وتم تجميد عضويته في الحزب عام 72 بسبب حرب السلطة على الجنوب وحملات السلطة ضد القوى الثورية والوطنية في المناطق الوسطى . وعادت صلات الوصل بينه وبين بالحزب وبشكل كثيف ومتواصل منذ مارس 77
….