- أحمد النويهي
لا أعرف كيف أرد كل هذا الفيض الإنساني الذي يتدفق هنا؟
مثقلة روحي بالياسمين، مترفة جنباتي بالعشق، متخم حد الفاقة، ومثخن حد الفجيعة، عندما لا تخضر مشاعر من حولنا يتحلقون، باذخة الأماسي عند بحرها هذه “الكوزمبولتية” إنها العشق الصوفي، كرامات الأولياء، والصالحين، عند شيخها عثمان طابت مقاماتي، والنشيج نشيد.. أولي عرض البحر أصلي للنهود، وأطيل السجود، أغني مع الحبيبات، أراقص الحجول، تطير بي روحي وأهمي عند الغدير أهمس لصديقاتي هذا المساء سنحتفل، سنحج لديها زهرة النار، والجلنار، سنقيم قداساً عند الكنيسة المعمدانية سنهدي الشموع، والزهور لعيسى، ومريم البتول، سنقرأ من التوراة، والانجيل، والزبور، سنرتل سورة العناقات عند انبعاج المد عند تقاطع الرمل بالجبل، حيث سكن الموج، الصهاريج حراراتها صهرت روحي منذ عرجت هنا صليت للبحر، يممت عند القلعة صرت وتراً عندما مرجحتني النوارس أبحرت إلى حيث فقدتني، لم أعد هنا.!
صيرة خمرة العمر بروحي تصهل، والليل عند الموج مثير، وأنا يا صديقتي اكاد استردني من خلف الغياب.!
خذي بيدي كي نمضي نعبر هذا العباب، هناك عند المحيط تربض سقطرى تشرق عند سواحلها الشمس، وميون يرتسم شفق الغروب..
انها عدن يا سيدتي ابحرت في دمي قبل تفتق العمر، أزهرت بعيني مذ وعيت الوجود، لقد رسمتها بدفتر التعبير، والرسم، حفظتها عند سارية النشيد، يوم كنت أشيد، صرت بعد ذلك عضواً من طراز فريد، عندما غنى المغنى طار بي الشوق حين ثويت عند بحرها، نمت ليلتها بأحضان موجتين، رضعت الشطوط كمن يرضع الحلمات..
ما زل بي قدمي ولكن تاهت بعيني الجميلات فرحت اوزعني كورد الصباحات، واصبح الحب في دنيا المحبة لنا كرغيف الخبز كأوراق الدستور، يا عدن الحب، ولا غير سنعود نصلي، ونطيل المقامات تحية الحب لثغرك الباسم، والسلام على معبد العشاق حتى سدرة المشتهى.