في الثاني عشر من شهر مايو الجاري وجهت جماعة نداء السلام نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعض المنظمات المعنية، تناشدهم فيه المسارعة إلى إنقاذ الشعب اليمني في جميع مناطقة ومدنه، ولا سيما في مدينة عدن المنكوبة، بإرسال المساعدات العينية، من تجهيزات وأدوية وفرق طبية متخصصة. وقد تبع ذلك النداء نداءات عديدة، من شخصيات ومكونات اجتماعية يمنية. ومع ذلك، ورغم تفاقم الحالة المأساوية وازدياد أعداد الموتى والمصابين، من جراء وباء كورونا وأوبئة أخرى، بعضها لم يتم تشخيصه حتى الآن، رغم ذلك لم يستيقظ الضمير العالمي، ونخشى أن لا يستيقظ، إذا استيقظ، إلا بعد فوات الأوان.
إن مدينة عدن خاصة، تتعرض الآن لهجوم شرس من فيروس كورونا وأوبئة أخرى، تواصل جميعها الفتك بالأرواح على نحو متزايد ومريع في المدينة وفي المناطق القريبة منها. وقد إنتقلت العدوى من عدن إلى محافظات يمنية أخرى. وقد لحقت صنعاء بعدن، وبدأت تظهر فيها حالات إصابة متزايدة. مما ينبئ بأن إتساع رقعة إنتشار الوباء ماهي إلا مسألة وقت حتى تشمل الكارثة أنحاء اليمن كافة.
وفي ظل إنهيار الوضع الصحي في البلاد لن يستطيع اليمن، دون مساعدة دولية، أن ينجو من كارثة إنسانية رهيبة ومحققة، قد تأتي على معظم سكانه.