- نبيل الشرعبي
أخبرني زميل كان عمل بالمصحة النفسية بالعاصمة صنعاء منذ منتصف التسعينات وحتى نهايتها، بأنه كان يوجد سجين أو بالأصح مخفي قسراً ينادونه قناف ومن فضاعة التعذيب والسجن صار كمن عمره يفوق الـ 100سنة..
يقول صديقي هذا، إلى ما قبل عام 1995 كان ما يطلق عليه المصحة النفسية، كان في الأساس سجن حربي فيه كثير من السجناء_ أو بالأصح مخفيين قسراً بعضهم كان فقد الذاكرة، وجراء عدم الاهتمام بذاك السجن توقف حتى منح طعام للسجناء فكانوا يلجأون للأكل من المجاري التي تمر من نفس المكان.
ويضيف مع تعاظم الإهمال وعدم الإلتفات للسجناء، تقدم الصليب الأحمر الدولي عام 1995 بطلب إلى الحكومة في حينها لتحويل السجن الحربي إلى مصحة نفسية، ووافقت الحكومة وقام الصليب الأحمر بإنشاء مباني حديثة وهدم الأولى ودرب أشخاص لرعاية المعتقلين..
ومن المآسي التي ذكرها لي، مأساة معتقل مُسن وهو من يطلقون عليه قناف، هذا المعتقل حاول الصليب الأحمر اطلاق سراحه أكثر من مرة إلا أنهم كانوا يخرجونه إلى حيث طلب وهو مكان سوق الحمير بعصر أو باب اليمن، فكانوا يخرجونه ولكنه لا يتعرف على المكان ويطلب ارجاعه إلى حيث كان..
والمعتقل قناف كان يبدو على جسده كثير من التعذيب الوحشي حتى بعد العناية به ظلت آثار ندوب الجروح والحريق وأظافره المخلعة ظلت بائنة، ليتوفى أواخر التسعينات..
يذكر صديقي بأنه عندما توفي قناف حضر النائب العام آنذاك وأخبرهم بأن قناف سجين سياسي قديم جداً، وحد معلومات صديقي من فترة رئاسة السلال..
كل ما ذكره النائب العام آنذاك وفق صديقي هو أن قناف كان سياسي محنك ومعتقل سياسي من زمن السلال..
وللعلم حد تأكيد صديقي لم يكن قناف الوحيد بل هناك ما يقارب الـ 60 معتقل آخر عاشوا نفس المأساة..
الرحمة والخلود لأرواحهم ولأسرهم ولنا وللإنسانية خالص العزاء.