- سعيد الصوفي
في سوق ” أدمات ” يلتقي تجار البن من أبناء شرعب، وتجار الأسلحة والذخائر
والأقمشة والتنباك وهم من أبناء المناطق المجاورة وخاصة ماوية وسورق
والحشاء والشعيب والحصين وجحاف وقعطبة وبلاد الشاعري،ونجد الجماعي ، وبلاد
الشعيبي ،وخلال مساء الأحد وصباح الأثنين تتم الصفقات التجارية بين تجار
البن والأسلحة والذخائر والتنباك والأقمشة ويسوقونها للبيع في مناطقهم ،
والبن يسوق للبيع في عدن . وفي هذا المقهى استمعت لأول مرة.للموالد والمدائخ النبوية التي أقامها نزلاء المقهى طوال تلك الليلة أثناء وبعد اتمام عمليات الصفقات التجارية المتبادلة.
قبل ظهر اليوم التالي ” الأثنين ” غادرت سوق أدمات عائدا باتجاه العماقي
برفقة أحد رجال القافلة جارنا العم ” غالب ردمان ” فيما تخلف والدي في
أدمات لاستكمال تحصيل ما تبقى له من ديون ،وشراء ما يحتاجه من بضائع لبيعها في أسواق منطقتنا الأسبوعية كسوق الربوع مركز مديرية شرعب السلام حاليا،
وسوق الفلق في منطقة الوزيرة مديرية فرع العدين، الذي تحول فيما بعد إلى
منطقة قريبة ولكنها تتبع مديرية شرعب السلام وأطلق عليه اسم ” سوق الحرية ” وسيطرت عليه الحبهة الوطنية الديمقراطية وجعلت منه مركزا لها أواخر
سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي . وفي طريق العودة هطلت أمطار غزيرة
ونحن في منطقة الجندية وحاولنا الاحتماء منها تحت إحدى الأشجار الكبيرة
وبعد أن خفت الأمطار حاولنا أن نقطع ساقية تجري فيها مياه كثيرة فمر الجميع ولأنني كنت صغيرا وخفيف الوزن سحبتني مياه الساقية معها وكلما كنت أحاول
التمسك ببعض الأشجار والحشائش الصغيرة على جانبي الساقية كانت تقتلع بسهولة فيما الماء يسحبني بقوة فلحقني العم غالب وسحبني بقوة من بين المياة
ودفئني ببعض ملابسه واردفني بحضنه فوق الجمل حتى وصلنا مقهى الحداد
بالعماقي واهتمت بي زوجة صاحب المقهى وغطتني ببطانية وناولتني بعض
المشروبات الساخنة ولكن هذه المرة بدون القرن !