- محيي الدين جرمة
لا ابالغ بالطبع إن قلت: ستكون خسارة أن لايعرف اليمنييون هذا الرجل الإنسان والمثقف المدني والوطني والأممي التعايش والنزاهة والخطاب.وستكون خسارة أن لايعرف كثيرون من هذا الرجل الشامخ بمواقفه وإستبساله الكبير وبساطته في الاندماج بمجتمع الناس وشجاعته في الدفاع عن الفقراء ليس في بلاده اليمن فحسب ولكن في العالم فهو دائم الكتابة في أعياد العمال وعلى تماس بإنسان الجهات في سياق تاريخ تأسيس “إتحاد الشبيبة اليمنية الديمقراطية منذ الستينيات الذي مثل أحد أعمدتها منذ دراسته في المجر والقاهرة وزياراته ومشاركته في غير دولة عربية وأجنبية منذ عقود باسم العمال والطلاب والفلاحين بريطانيا.
لا أبالغ إذا ما قلت بأن ارقى جائزة
في الحقوق الإنسانية كانت جديرة بأن تذهب إلى هذا الأستاذ تقديراً وتكريماً له في
حياته..هذا هو محمد عبد الوهاب الخراساني «القاضي» هو مؤسسة وفكرة نضال متراكمة من
أجل الحرية ومن أجل العدالة الإجتماعية وبأفق أن يتحول اليسار إلى هوية وطنية
وأممية منصفة بحرية حقوقية تكفل كرامة الإنسان على ارضه من ريع مواردها الطبيعية.
الأستاذ المهندس
محمد عبد الوهاب الخراساني «القاضي» هذا الإنسان النبيل،كم تعرض للتهميش وللأذى حد
محاولة اغتيال آثمة كان خلالها رفقة العزيز الشاب باسم الحاج الذي تعرض للرصاص
أيضاً وسال دمه.لكن القاضي وبالرغم من اللامبالاة وتهميشه والانتقاص من دوره الذي
يوازي دور حزبه الذي كان من بين مؤسسيه فقد بقي نخلة مثمرة.هو ذلك الزاهد الوطني
والإنسان الجميل الروح والهيئة والموقف لكل من عرفه بجمال الرؤية والموقف، الإنسان
والكريم في بيته العامر بخبز ومودة للناس.كما بقي ولايزال شامخاً بشخصيته بسيطاً
عميقاً إذا تحدث.ومفكراً إذا حكى وسرد.وقال من واقع التجربة.
وقد عُرف
ويعرف عنه صراحته في النقد والسلوك المدني وثقافته ومعرفته وحداثته العالمة ورقي
طرحه وعلميته في الحياة وديمقراطية مواقفه المناهضة لكل طغيان متجبر أو إقصاء واستبداد
فاسد بحق الإنسان..رجل بحجم الهواء الذي نتنفسه. صديقاً للإنسان والكادحين
والعمال..ومثقفاً بعقل نقدي منصف ومنبر ماركسي أصيل لنظرية « غايته الوصول إلى فرز طبقي يخدم العمل
النقابي والعاملين» ويؤدي غرض نشوء الدولة المتوازنة في تعايشها ومدنيتها ولديه
مشروع حقيقي هو بناء الإنسان قبل كل شيء مفلتراً من كل خرافة.
[email protected]