- عبدالرحمن بجاش
لأول مره يخذلني , اذ ظليت ابحث عنه بلا كلل وبدون جدوى , فاتصلت بمن احترم واقدر الاستاذ النبيل ابراهيم عبد الحبيب : زودني برقمه , فكان لي ما اردت , اتصلت مره ومرتين وعشر ولاسبوع تقريبا , فلم اسمع صوته , كتبت رساله :
انا فلان فلم يرُد , ففهمت العباره , ليكبر في نظري من جديد , ويصبح اكثر
بياضا مثل تلك القمم العالية التي تسكنها الثلوج اروع رسائل السماء الى
الارض , وانظر فالثلوج تتحول الى ماء زلال يروي الارض العطشى , وبياض شعره
يشع كما كان طوال حياته , هل رأيتم انسانا شعره يضحك ؟ لأن قلبه البياض كله بلا حدود .
القاضي , خذ الطشان , خذ المساح , ماركه واحده لحلم خُذل
في هذه البلاد , فلم يتحمل قلب صاحبي , بعد ان تذرذر السواد اللعين على
راسه حين كان رافعا في العام 2011 راية التغيير , فلم يكل ولم يمل عنوانه
الدائم الذي لم يغير (( الانسان )) .
محمد عبد الوهاب القاضي , ذي
التاج الابيض المطرز بكل درر وجواهر اليسار الحقيقي من صنف عبد الفتاح ,
وعبد القادر سعيد, وجار الله , والجاوي , ومن ((اليسار اليسير)) عبد الله
البردوني , ذلك هو القاضي الذي عند ان تلتقيه لا تنفك الا ان تتقدمه ضحكة
ملئ السماوات والارض , فلا تملك الا ان تفخر بكونك صديقا له , وقد كنت ,
وكنتم , وكانو , وكنً , من عز اصدقائه , فالمناضل الحقيقي هو الانسان
الحقيقي , تلك معادلة صحيحه , ان لم تتوافر في شخصية المناضل فهو ليس
بالمناضل , كان ذلك الانسان ايضا يسكن نفس وعمق عبد السلام الدميني , واحمد حسن الحمادي , ومحسن الرداعي , ومنبه ذمران , وعبد الحليم محمد عبد الله , وما يزال يسكن عمق اعماق المساح والطشان , وياسين عبد العليم ,وفوزي
العريقي , والطويل , والزاويه .
ماذا يمكن لي ان اقول غير : هل
ستواصلون السير على طريق القاضي , أوان الملل اصاب الطريق , فاصاب الاقدام , فتاهت ؟؟!! , هنا السؤال المحوري في هذه اللحظة الفارقه التي تبين كبر
مساحتها وحجمها لحظة ان فارقنا الشعر الابيض ينثر نتفه البيضاء على كل
مساحة جرح الوطن الكبير , الذي نريده وطنا لكل الناس بدأ بمن ناضل من اجله
القاضي ومن ذهبو قبله بكل ما استطاعو , ابتداء بالابتسامة وانتهاء بالكلمه .
من اين لي بدموع استعيرها ؟؟ فانا ربما اكثر من خسر القاضي كمعنى ومدلول , خسرته في عيون الاطفال الذين ذهبو ضحايا الجوع , والقهر , والقذائف ,
والصواريخ , اطفال كان القاضي يحلم لهم بمستقبل آخر , وعلى القضاة
الحقيقيين الاخرين ان يواصلو ليس من اجله , بل من اجل من تعب من اجلهم
الرجل الذي لم ار بياضا مثل بياض روحه .
لن اتعهد لك بشيئ , اخاف ان
نخذلك , اعد ك ان ان اظل ابحث عن الطشان وان يظل التاج على راسي , انت
درته وجوهرته , و((رفاق)) ذهبو , لكنهم يعيشون في اعماقنا .
نم يا صاحبي , لن نوقظك الا متى ما طلع النهار , وان لم فسنقول لاولادنا : لا تنسو وصية من كان تاجا لليسار .
لله الامر من قبل ومن بعد .