- ضياف البراق
التصنُّع شيء قبيح. إنه سلوك مقزِّز، تقليد
مُزعِج، ابتذال فيه عدوان على الجمال والحقيقة.
التصنُّع مقرف، لأنه يخلو من الصدْق، يخلو من الشفافية ومن اللمسة البريئة. أي سلوك أو عمل يخلو من الصدْق، هو قبيح.
التصنُّع يخفي الحقيقة، يغش الوعي، ويشوه ذائقة المتلقي أو المشاهد.
الجمال هو الصدْق. كل ما هو صادق، هو جميل.
حيث نجد الصدق، نجد الجمال، فيعترينا عنده إحساسٌ ساحر مُمتِع. الصدق هو الوضوح، عدم الادّعاء، عدم التقليد والتكرار.
أي كتابة فيها تصنُّع، أو تقليد، هي مقرفة، هي إضجار، هي تضييق مؤلم على
ذهن ومشاعر القارئ. أي عمل إبداعي لا أجد فيه عنصر الصدْق، لا أجد فيه
العفوية، يُضجِرني!
لا تكن
مُتَصنِّعًا. لا تدّعِ ما ليس لك. لا تلبس وجهَ غيرك. التصنُّع يجعلك
قبيحًا. الادّعاء الكاذب يفضحك، يحصرك في زاوية ضيّقة، يعيق سيْرَ انتشارك.
كن حقيقيًّا، واضحًا في فعلك وقولك.
لا تدّعِ الحداثة إن كنتَ
أصغر منها، أو لا ترغب بها. الحداثة لا تعني التلاعب بالألفاظ ولا العنترة
في إظهار ملامح الشخصية، بل هي موقف ومحبة. الحداثة لا تعني التذاكي أو
التغابي، بل هي الشفافية والإتقان.
العنترة لغة الضعيف، الهش، اللا مبدع.
التلاعب في استعراض المواقف، يحيلك إلى مهزلة، إلى ركام فاسد.
لا تصف لنا مظاهر الأشياء، بل سَمِّها بمسمياتها الحقيقية.
التعرّي في غير مكانه، شيءٌ شنيع جدًّا.
تَعرَّ من أجل التوصُّل إلى الحقيقة، من أجل إظهارها كما هي، ولا تتعرَّ من أجل إبعادها عن أنظار الناس، أو تزييف حقيقتها.
كيف تدافع عن الوردة المُهمَّشة، وفي الوقت ذاته أنت تغتصبُ بكارتها، أو تزدريها؟!
كيف تدعو إلى السلام وتقف مع أعداء السلام؟!
لا تغش وعي الناس بكتابتك المزخرفة، الخادعة، لا تغتلْ براءتهم.
لا أريدك أن تكون عميقًا في كتابتك، يكفي فقط أن تكون واضحًا في موقفك، صادقًا في تعبيرك.
لا تتمظهر على غير حقيقتك.
أنت جميل، فقط، حين تكون على حقيقتك.