- موفق السلمي _ مدينة تعز
أنا موفق السلمي ، مواطن بسيط ، أقيم في ريف تعز من الجهة الشرقية ، ولا أتبع أحد الأطراف المتصارعة ، أمنيتي إيقاف هذه الحرب العبثية ، وفتح معابر المدينة ، وتبديد العداوات ، ودفن الأحقاد ، وترك المتارس والجبهات ، والعودة إلى الانتخابات ، وصناديق الاقتراع ، وليكن فوزكم بالأخلاق والقيم ، لا بالبنادق ، وتبادل التهم.
أيا أرباب الحرب ، لقد أحرمتموني وبعض زملائي من فرحة تخرجنا من الكلية ، شريكة حياتي الحبيبة ، والتي كانت تعد الساعات لفرحة تخرجي ، لم تستطع أن تحضر بسبب وعورة الممرات الاستثنائية ، وبُعدها ، وارتفاع أجورها ، كذاك أبي وأمي وإخواني بكل أسف لم يحضر منهم أحد!.
افتحوا معبر القصر يا حوثة ، ودعوني أرجع إلى أهلي بنصف ساعة وخمسمئة ، ولا تفتشوا الفيديوهات والصور ، فحفل تخرجي كان برعاية “حمود سعيد ” شيخ المقاومة ، ولا أجيد الفوتوشوب كي أطمس صورته من جواري.
أيها المتحاربون على أرض اليمن ، ألا يكفيكم ما دمرتموه ؟ ألم يأن أن تجنحوا للصلح والسلم ؟ ألستم جميعا يمنيين ؟ ألسنا أبناءكم ؟ لمَ صرتم أدواتٍ تتحركون وتسكنون بإشارة أعدائكم ؟ عودوا إلى الوراء قليلا ، واقرؤوا تاريخ الأوس والخزرج ، وتأملوا كيف كان اليهود يذكون الصراع والخلاف بينهم ، فلم يمت أولئك اليهود ، ونسلهم لم يزل باقٍ في أبو ظبي والرياض ، وأحبارهم في قم وتلابيب وواشنطن ، وهم هم المستفيدون ، ونحن نحن الضحية.
أيا مقاومة ، افتحوا لي جولة القصر، فليس بي طاقة للعيش بين أظهركم ، وأنتم تتقاتلون ، وتتقاذفون ، وكيف أعيش معكم؟ وقد اعتلى سلطتكم تخمة سارقة فاسدة.
يا حوثة ، افتحوا لي المعبر، ودعوني أواصل تعليمي العالي ، وأدخل وأخرج كما كنت ، دعوني أعود إلى زوجتي كل يوم كي أشاركها هموم فقري وجوعي .
نعم أنا موفق ، لا أتقاضى راتبا ، ولا أعمل ملمعا ، أكتب ما تفوض به القريحة ، وأعشق السلم ، وأكره الحرب.