- صادق القاضي
التاريخ عبارة عن لعبة غميضة.. السفلة يختبئون في ملاجئ، والشعوب تحاول
قفشهم، وكلما انكشف أحد المخابئ، انتقل السفلة إلى ملجأ آخر، لتبدأ دورة
جديدة من اللعبة.
كان السفلة القدامى يختبئون خلف الدين. احتاجت الشعوب آلاف السنين لاكتشاف هذا الملجأ، وبالكاد استفاقت من هذا الأفيون.
في الدورة التالية، كان على السفلة الجدد، أن يلجأوا إلى مقدسات بديلة،
وكانت الثورية هي الشكل الجديد الذي تلبست به مختلف الشموليات الجديدة،
كالنازية والفاشية والشيوعية والقومية.. والوطنية..
ليس من الصحيح أن “الوطنية آخر ملاجئ السفلة”، فاللعبة مستمرة، وستظل مستمرة، بين الشعوب التي تصبح
أكثر خبرة باكتشاف الملاجئ، والسفلة الذين يصبحون أكثر خبرة بالاختباء
والتمويه.
..
ملاحظة:
العالم العربي هو مخزن خردوات هذه
اللعبة، حيث الانتهازية هي سيدة الموقف على أصعدة الدين والقومية والثورة
والوطنية.. وعلى حساب كل المعاني النبيلة لهذه القيم السامية.