- عبدالباري طاهر
محام قدير تخرج من كلية الحقوق. ارتبط بالنشاط المدني والحقوقي والسياسي منذ البداية. التحق بالحركة الطلابية، وانتخب في قيادتها، وهو في الثانوية العامة. انتمى باكراً لاتحاد الشعب الديمقراطي، وكان النابغة والطالب النابه. من أهم تلاميذ المفكر العربي التقدمي الأستاذ عبد الله عبد الرزاق باذيب. تفرغ لفترة للعمل الطلابي في اللجنة التنفيذية، وأفاده ارتباطه بالنشاط الوطني والسياسي كثيراً. كان نجماً لامعاً في النشاط الخاص بالشبيبة الديمقراطية التي أسسها الفقيد عبد الله عبد المجيد السلفي، والشهيرة بشبيبة السلفي.
تنقل وتدرج في عدة وظائف في وزارة الثقافة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكعضو في الهيئة الاستشارية. ساهم مع الفنان محمد مرشد ناجي في إعداد تصور قانوني لنشاط الفرق الفنية والفنون الجميلة، وساهم في إعداد اللوائح والقوانين لوزارة الثقافة في دولة اليمن الديمقراطية، وفي إلحاقها بالمنظمات الدولية، والاتفاقات المتعلقة بالملكية الفكرية، والاتفاقيات العربية لحماية حقوق المؤلف.
بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990 عمل كمدير عام للشئون القانونية بوزارة الإعلام، وبعد حرب 94 الإجرامية جرى إبعاده كمئات الكوادر الاشتراكية الجنوبية من الوظيفة العامة، واعتبر كالمئات ضمن الوظائف الفائضة في سلطة ما بعد حرب 94.
ساهم في التأسيس للتنظيم السياسي الموحد لفصائل اليسار الثلاث كعضو في الاتحاد الشعبي الديمقراطي، وللفقيد الكبير مشاركات كانت واسعة في النشاط السياسي وطنياً وقومياً ودولياً؛ فقد شارك في العديد من الأنشطة السياسية والفكرية والقانونية في العديد من البلدان، ولعب دوراً بارزاً في المؤتمرات التوحيدية للطلاب اليمنيين والصحفيين، وأسهم في القضايا الوطنية العامة والديمقراطية المتعلقة بالحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، وقضايا التعليم والفساد والحكم الرشيد. وللفقيد دور مشهور في المجال الصحفي؛ فقد ارتبط بالكتابة الصحفية منذ الدراسة. رأس مجلة «الحقوق» في الكلية، كما عمل محرراً ثم مديراً لمجلة «الثقافة الجديدة»، وله العديد من المقالات والدراسات والأبحاث في الصحف والمجلات كـ «صوت العمال»، و«الثوري»، و«القسطاس»، و«الأيام»، و«التجمع»، و«الشورى»، و«26 سبتمبر»، و«الحوار»، و«رأي »، وشارك في إعداد وصياغة العديد من القوانين واللوائح الخاصة بالعديد من الهيئات والوزارات.
المحامي القدير ياسين ناشر دافع عن الحريات العامة والديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، وكان في مقدمة الصفوف، وقدم الرأي والمشورة في حماية الحقوق والحريات، ودفع الثمن غالياً من أمنه وسلامه ومعاشة.
لقد رحل الفقيد في ظل حرمان من الحقوق الطبيعية للإنسان- أي إنسان- ؛ فهو بدون سكن وبدون راتب. لم ينصف ياسين المحامي القدير والمفكر الكفء والنزيه، فهل من ينصف أسرته ومن يعول؟