من وقت لآخر تُنشر عبر المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى تحذيرات تثير قلق محبى القهوة، يتم المُبالغة فيها وإظهار أن فنجان قهوتك المُفضل يمكن أن يودى بحياتك، وانطلاقًا من حرصنا على إظهار الحقيقة، وتقديرًا منا لعشاق القهوة الكُثُر -ونحن منهم- قررنا توضيح الموضوع، وهل القهوة مُضرّة أم مُفيدة؟
وفقًا لموقع HealthLine.com الطبى، فإن 240 ملليجرام من القهوة تحتوى على العديد من الفيتامينات، مثل فيتامين B2 بنسبة 11%، وفيتامين B5 بنسبة 6%، وفيتامين B1 بنسبة 2 %، وفيتامين B3 بنسبة 2%، بالإضافة لحمض الفوليك بنسبة 1%، كما يحتوى على العديد من المعادن كالمنجنيز 3% والبوتاسيوم 3% والمغنيسيوم 2% والفوسفور 1%، بالإضافة للمواد المضادة للأكسدة.
أما العنصر الأهم والأشهر الموجود فى القهوة هو الكافيين، وهو مادة مُنبهة تعزز من وظائف المُخ، وتعد القهوة أكبر مصدر للكافيين فى العالم، يليها الشاى والشوكولاتة، وقد أظهرت الدراسات العلمية فوائد عدة للكافيين، مثل تحسين وظائف المخ واستقبال المعلومات والحالة المزاجية والزمن اللازم للاستجابة، بالإضافة لزيادة اليقظة.
وتشير الدراسات أيضًا إلى أن بعض تأثيرات القهوة على المزاج ووظائف المخ تكون قصيرة المدى، ومع الوقت والاستهلاك غير المُعتدل تقل الاستفادة من القهوة، لذا يُنصح بعدم الإفراط فى تناول القهوة، ولكن ما هو المُعدل المناسب لتناول القهوة؟
تجيبنا إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA عن هذا السؤال بموقعها على الإنترنت، وتنصح بألا يزيد استهلاكنا للقهوة على 4 أو 5 أكواب فى اليوم؛ بحيث لا تتجاوز نسبة الكافيين 400 ملليجرام يوميًّا، وتشير الهيئة الأمريكية أيضًا إلى أن أضرار الكافيين تبدأ بالظهور بعد استهلاك 1200 ملليجرام من الكافيين فى صورته الأولية، مثل الموجودة فى بعض المُكملات الغذائية وليس من خلال وجوده فى القهوة.
وتشير بعض الدراسات العلمية التى عرضتها مجلة “تايم” TIME الأمريكية الشهيرة فى مقال عام 2017، إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام قد يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى، بنسبة 11% من غيرهم، وذلك بفضل المكونات الموجودة فى القهوة، والتى يمكنها أن تساهم فى زيادة عمليات التمثيل الغذائى بنسبة من 3% إلى 11%.
كما تعمل مضادات الأكسدة الموجودة بالقهوة على التقليل من مخاطر السرطان، وهو ما قد يفسر أن بعض الدراسات أظهرت أن نسبة خطر الإصابة بسرطان الكبد بين من يشربون القهوة، أقل من مثيلتها بين الأشخاص الذين لا يشربون القهوة.
وفى دراسة أخرى شملت عشرات الآلاف من الأشخاص، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين شربوا من كوبين إلى 4 أكواب من القهوة يوميًّا، قلت نسبة تعرضهم لخطر السكتات الدماغية، ويضيف الباحثون أن ذلك بسبب تأثير القهوة على الأوعية الدموية؛ عن طريق الحفاظ عليها مرنة وصحية مما قد يقلل من خطر تصلب الشرايين، والتى يمكن أن تسبب نوبات قلبية.
وتشير مجلة “تايم” أيضًأ إلى دراسة شملت أكثر من 208 آلاف رجل وامرأة، بينت أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام كانوا أقل عرضة للموت المُبكر من أولئك الذين لم يشربوا القهوة، ويعتقد الباحثون أن بعض المواد الكيميائية الموجودة فى القهوة قد تساعد فى الحد من الالتهابات التى تلعب دورًا فى المشكلات الصحية المرتبطة بالشيخوخة، بما فيها الخرف وألزهايمر، وتشير بعض الأدلة أيضًا إلى أن القهوة قد تبطئ بعض عمليات التمثيل الغذائى التى تؤدى إلى الشيخوخة.
وقد قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية رسميًّا بحذف القهوة تمامًا من أى قائمة لمسببات السرطان المُحتملة، وذلك فى مايو من عام 2016، بل ذهبت لأبعد من ذلك بأن صنفت القهوة كإحدى المواد التى تقى من سرطان الرحم وسرطان الكبد.
ويؤكد تلك المعلومة الدكتور “روبرت شميرلنج” الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد فى مقال منشور بموقع الجامعة على الإنترنت، مُشيرًا إلى أن الدراسات القديمة التى حذرت من مخاطر القهوة وربطتها بالعديد من المشاكل الصحية كالسرطان؛ تم تفنيدها بشكل علمى وأكاديمى وإثبات خطأ معظمها، كما ينصح الطبيب والأكاديمى بجامعة هارفارد بألا يزيد عدد أكواب القهوة فى اليوم على أربعة.
أما الاحتياطات الواجب اتخاذها عند شرب القهوة فيجيبنا عليها موقع WebMD الطبى الشهير، وهى التحذيرات البديهية التى يعرفها معظم محبى القهوة، فيوضح الخبراء الطبيون للموقع أن الأطفال يجب أن يتجنبوا شرب القهوة فى سن مبكرة، لأن تأثيرها عليهم يكون أقوى من تأثيرها على البالغين.
كما يجب ألا تُفرط المرأة الحامل فى شرب القهوة، ويمكنها أن تكتفى بكوبين فقط فى اليوم، كذلك يوصى بتقليل استهلاك القهوة لمرضى القلب والسكرى والضغط العالى، ولا يوصى بمنعها نهائيًّا لهؤلاء المرضى بل تقليلها فقط وتقليل السكر بها لمرضى السكرى، ويوصى بمنعها لمن لديهم اضطرابات هضمية بسبب احتوائها على منبه الكافيين الذى يزيد من تلك الاضطرابات.