- أنور العنسي
ظهر صراع الأيديولوجيات في رحيل الزنداني، الشيخ الإشكالي، مقرفاً إلى حدٍ مثيرٍ للإشفاق بل الاشمئزاز..
أسرف البعض في الثناء على رجلٍ اشتغل بالدين بما لا يجوز في تذكر محاسن الموتى، وتقيأ البعض الآخر بما لا ينبغي تجاوزاً عليه القول في جلال الموت.
في كل الحوارات الجادة والجريئة التي أجريتها معه وتم حذفها من كثير من المنصات التي تزعم احترامها للرأي والرأي الآخر، كنت متحدياً له بكل الحجج، طارحاً عليه أسئلة الدولة والأحزاب والنخب والمجتمع، الداخل والخارج، فكانت له من الحجج في الرد عليها ما يعتقد الكثير من أتباعه ومريديه أنها قوية ومقنِعة..
الزنداني كان جزءًا من ايديولوجية راديكالية متأسلمة متشددة، هذا أمرٌ لا شك ولا جدال فيه، لكن هل هو وحده من يستحق المحاكمة من بين رفاقه الأحياء والأموات؟
وهل كان يختلف في ذلك عن خصومه الذين لا يغسل رثاؤهم له والتظاهر بتسامحهم عن ماضيه مع ما ارتكبوه أنفسهم من كوارث ومجازر وانتهاكات..
الأمر يحتاج إلى شيء من العقلانية عند المؤيدين والمناوئين له على حد سواء، خصوصاً أن الرجل لم يوار الثرى بعد.