- أحمد سلامي
صار مفهوم الدولة في يمن اللحظة الراهنة مفهومًا هلاميًا لا يخضع للمقاييس الدقيقة والتعريفات العلمية الشائعة لها، بوصفها من يفترض أن تحتكر القوة وتفرض القانون، وتسعى للوصول إلى هذا الاحتكار المشروع بل والمطلوب بكل السُّبُل. كما صار مفهومنا للدولة يرتهن للأمنيات وللتعويل والتعسي، إذ عاد التفكير بشأنها إلى التشكل البدائي على هيئة بذرة في رحم وطن تنهشه آفات متنوعة الجهل والأطماع، وهي كذلك – أي الدولة- تراجعت إلى طور البذرة الضعيفة بناسها وبمن يتربعون على كراسيها ويتقلدون مناصبها العاطلة عن الفاعلية والفاقدة للجدوى، فهي لا تقوى حتى على أن تساعد نفسها ولا تحظى بشخصيات تلبي حاجة المجتمع إلى الآمال الحقيقية بعودتها ونهوض سلطتها، تلك السُلطة التي يتوجب أن تحل في الواقع بدلاً من البقاء في خانة الأمنيات المجردة. وبذلك لم يعد لدينا سوى جسم دولة لا يجرؤ من يمثلون واجهته على أن يجربوا تغيير أساليب علاج الهشاشة في تكوين هذا الجسم، ولا أن يغيروا استدامة الاتكاء على صُناع اليأس والتسويف. ولكل ما سبق ستبقى الدولة المأمولة في خانة الشبح الخجول والضعيف بناسه إلى أن تتغير الظروف الموضوعية والشروط التي تكفل نهوض كيانها الحديث والطبيعي كامل الأهلية!!