اليوم العالمي للسلام اليوم العالمي للسلام في 21 أيلول/سبتمبر.
أعلنته الجمعية العمومية للأمم المتحدة يومًا مكرّسا لتعزيز مُثل و قيم السلام في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها.
وبمناسبة الذكرى الثلاثين لإحياء هذا اليوم، سيكون شعار الاحتفالات في هذه السنة كالآتي: “السلام والديمقراطية: أَبلِغْ صوتك”. فقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة أنّ الغرض من إنشاء المنظمة هو منع نشوب النزاعات الدولية وحلّها بالوسائل السلمية، والمساعدة على إرساء ثقافة السلام في العالم.
إن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية. فهما معا يؤسسان شراكة تعود بالخير على الجميع. والديمقراطية، من حيث جسَّدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تهيئ بيئة مواتية لممارسة طائفة من الحقوق السياسية والحريات المدنية.
وتماشيا مع شعار الاحتفالات بهذا اليوم، يشهد العالم أحداثا في غاية الأهمية. فالشباب والشابات في كل مكان يُبدُون قوَّة في روح التضامن عبر التواصل وتعبئة الصفوف من أجل بلوغ الهدف المشترك المتمثل في مزاولة الكرامة وحقوق الإنسان.
وتحمل هذه القوة في طياتها احتمالات صنع مستقبل ملؤه السلام والديمقراطية. فلما لا تضمّ صوتك إلى هذه الأصوات! فهناك طرق كثيرة للمشاركة في الممارسات الديمقراطية، من بينها المشاركة في الحوار بشأن العمليات الدستورية، ومناصرة الدعوى إلى تمكين المجتمع المدني، والانضمام إلى الكفاح من أجل إحلال المساواة بين الجنسين ومناهضة التمييز، والمشاركة في التربية المدنية، وتشجيع تسجيل الناخبين.
إن اليوم العالمي للسلام يتيح لجميع شعوب العالم مناسبة مشتركة لكي ينظّموا أحداثا ويضطلعوا بأعمال تمجّد أهمية السلام والديمقراطية بطرق واقعية ومفيدة. في عام 1981م، تم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 36/67 تعيين الاحتفال باليوم العالمي للسلام ليكون متزامنا مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة، التي تُعقد كل سنة في ثالث يوم ثلاثاء من شهر أيلول/سبتمبر. وقد احتُفل بأوّل يوم للسلام في أيلول/سبتمبر 1982. وفي عام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282 الذي يعيِّن تاريخ 21 أيلول/سبتمبر يوما للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار. وبهذه المناسبة، تدعو الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف للأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام. ولا يمكن أن يتحقق السلام بدون وجود الديمقراطية، حيث أن السلام والديمقراطية يشكلان معاً رابطة وشراكة مهمة تهدف إلى ما يعود بالخير والمصلحة لدول العالم، ولقد هيئت منظمة حقوق الإنسان التي أعلنتها أيضاً هيئة الأمم المتحدة، للشعوب البيئة المناسبة لوجود الديمقراطية، وممارستها من أجل أن ينال الإنسان حقوقه السياسية والتمتع بالحريات المدنية في حياته الطبيعية والعادية. يتيح يوم السلام العالمي لشعوب العالم بالاحتفال معاً والتنظيم المشترك لأحداث وأعمال تدعم وتعزز دور السلام في حياة الشعوب والأمم، والدعوة في هذا اليوم إلى الالتزام بتوقف العداء والقتال، وإلى نشر الوعي والثقافة بين الناس، ويمنح الإنسان المثل الأعلى بنيل الحرية والسعادة للعيش بالأمان الذي يطمح له في كل العالم، وفي تحقيق السلام الذي يقارب بين الدول والشعوب على مختلف أجناسها وأديانها، والسلام من أهم الركائز والدعائم الأساسية والرئيسية في بناء ودعم قوة الدول العالم كله، فالسلام يعني الأمن والطمأنينة الذي هو عكس العنف والخوف والحرب، الذي يوفر للإنسان الحياة الآمنة والمستقرة، أما الدول التي تعاني من العنف والحرب، فإنها لا تعرف السلام ولا تنعم بالاستقرار، ولا يعيش شعوبها في أمن وسكينة. ومن هنا نرى أن توفر السلام العالمي هو مطلب أساسي وحضاري لتقدم الشعوب وتطورها، والذي يؤثر على الفرد والجماعة بشكل إيجابي للعيش بحرية ورفع معنويات الإنسان، ليصبح قادراً على الإنتاج والإنجاز بالعمل والعطاء وممارسة الحياة الطبيعية بدون تهديد حياته ومصالحه، ونشر المحبة والتآلف والطمأنينة في أرجاء العالم كله.