- د. حمود العودي
حضرموت: حكمة الماضي ونموذج المستقبل.إذًا علمت بأن حضرموت هي عمق اليمن وجذر هويته الحضارية الحقة في الماضي والنموذج المدني المنشود للمستقبل، حيث تتجلى حكمة الماضي في تفكير وسلوك أهلها في بعد النظر وطول البال وسعت الصدر تجاه مختلف المتغيرات مهما كانت مثيرة أو مستفزة، مثاليين في تدينهم المستند إلى حق الاختيار والعلاقة المباشرة بين العبد وربه، وترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر. فأئقي التميز في معاملاتهم التجارية بضمير وأخلاق المؤمنين حقاً، حيث استطاعوا بهاتين الخصلتين “طهر التدين وحسن المعاملة ” أن يكسبوا الإسلام بالسلام وحسن المعاملة في جنوب شرق اسيا وشرق افريقيا من مساحة الأرض والبشر ضعف أضعاف مضاعفة عما كسبته الفتوحات الإسلامية في الحرب، يعيش النظام والقانون والمدنية في عمق أعماق حياتهم السلوكية والثقافية، يصبرون ولا يستسلمون، قد يفرض عليهم بالقوة ما يكرهون لكنهم ينتصرون على ذلك بالثبات النفسي الاجتماعي وطولة البال، إنهم الأفضل والأقوى بالسلام وحسن المعاملة في وطنهم وأين ما ذهبوا على وجه الأرض، إنهم ليسوا مجرد النموذج الأفضل للإنسان اليمني بل ولمعنى الإنسان والإنسانية في كل مكان.فماذا يمكننا أن نقول عنهم بالنسبة لليمن أقل من أنهم حكمة ماضينا المفقود ونموذج مستقبلنا المدني المنشود.فهل لا آن لكم يا مجانين الشمال وصعاليك الجنوب أن تتعلموا من حكمة الشرق بعض ما تحسنوا به ماء وجوهكم؟ وستر عوراتكم السياسية والاجتماعية؟أجيبوا هداكم الله، وتذكروا أن العقل مال، وعدو عاقل خير من صديق جاهل.