- منال الشيباني
عبد العزيز المقالح رحمة الله عليه، رائد الحداثة والتنوير اليمني رمز الأدب اليمني قمر اليمن المنير صاحب الحضور الأكبر في قلوب وعقول أجيال يمنية توالت من الشعراء والمثقفين ، يصادف يومنا هذا الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر والناقد والأستاذ الجامعيّ اليمني عبد العزيز المقالح ، الذي غيّبه الموت، يوم الاثنين (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، في مدينة صنعاء، عن عمر يناهز 85 عامًا، تاركًا خلفه موجة حزن كبيرة تملكت اسرته أصدقائه ومحبيه وتلاميذه ومريديه، في اليمن خاصة، والوطن العربي عامة.
لحظات الوداع الحزينة عمت الجميع في محبة مبدع يمني عربي استثنائيٍّ هو واحد من اقمار الشعر العربي المعاصر واسم لافت في مضمار الحداثة العربية.
“يومأ تغنى فى منافينا القدر لابد من صنعاء وان طال السفر.”
قبل أربع سنوات من وفاته، كتب الأديب والشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح قصيدته المفجعة: «أعلنتُ اليأس…!»، يقول فيها: «أنا هالكٌ حتماً / فما الداعي إلى تأجيل موتي / جسدي يشيخُ / ومثله لغتي وصوتي / ذهبَ الذين أحبهم / وفقدتُ أسئلتي ووقتي».
عبد العزيز صالح المَقالِح، أديب وشاعر وناقد يمني، ولد عام 1937م، في قرية المقالح في محافظة إب.
يُعد في مقدمة شعراء اليمن المعاصرين، وأحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث. ويُعتبر رائد القصيدة اليمنية المعاصرة، وتدين له أجيال من شعراء اليمن الشباب بالأبوة الرمزية.. فتجربة المقالح كأنها خلاصة التجربة الشعرية الحديثة في تمردها على القوالب الشعرية القديمة وتوقها إلى خلق قصيدة شعرية جديدة ترهف السمع.
فقيدنا الكبير يعد من أهم الشعراء الذين تركوا أثراً عميقاً على حركة الشعر في بلاده، كما تجاوز تأثيره إلى بقية أرجاء العالم العربي، فأصبح واحداً من أهم الشعراء العرب.
بدأ كتابة الشعر في مرحلة مبكرة عندما بلغ الرابعة عشر من عمره..
تَخرّج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960م ، وحصل على الشهادة الجامعية عام 1970م. حصل على شهادة الماجستير من كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1974، عن رسالته المعنونة “الأبعاد الفنية والموضوعية لحركة الشعر المعاصر اليمني”.
حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس عام 1977م، عن أطروحته بعنوان “شعر العامية في اليمن”.
حصل على درجة الأستاذية عام 1987م أستاذ الأدب والنقد الحديث في كلية الآداب – جامعة صنعاء.تميزت كتابته بشيء من الكلاسيكية، لكنها سرعان ما انفتحت على الحداثة.
ويعد المقالح واحدا من أهم الأسماء الشعرية التي مثلت إضافة ورصيدا لقصيدة التفعيلة والنقد العربي الحديث، علاوة على التعليم الأكاديمي الذي كان من أبرز أعلامه.
وقد تقلد الفقيد العديد من المناصب منها رئيس جامعة صنعاء ورئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني ورئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني.
عمل أستاذاً للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب -جامعة صنعاء
عين رئيس جامعة صنعاء من 1982 – 2001م.
المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية منذ 2001م.
رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني من 1979 حتى 2022م. رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني من 2013 إلى 2022م عضو المجمع اللغوي – القاهرة.
عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت.
عُين عُضواً في الهيئة الإستشارية لمشروع – كتاب في جريدة.
وأصدر المقالح 15 ديوانا شعريا أبرزها”لا بد من صنعاء” و”أبجدية الروح” و”عودة وضاح اليمن” و”بالقرب من حدائق طاغور”.
كما ألف أكثر من 20 كتابا منها “صنعاء” و”شعر العامية في اليمن” و”عبد الناصر واليمن” و”شعراء من اليمن” و”أزمة القصيدة الجديدة”.
الإصدارات الشعرية:
(لا بدّ من صنعاء) سنة1971م
- (مأرب يتكلّم) بالاشتراك مع السفير عبده عثمان ، سنة 1972م 3. (رسالة إلى سيف بن ذي يزن) – 1973م
- (هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي)، سنة 1974م 5. (عودة وضاح اليمن)، سنة 1976م.
- (الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل)، سنة 1978م
- (الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة)، سنة 1981م..
- (أوراق الجسد العائد من الموت)، سنة 1986م.
- (أبجدية الروح)، سنة 1998م.
- (كتاب صنعاء)، سنة 2000م
- (تكسير الصمت) – 2000م
- (كتاب القرية)، سنة 2000م
- (كتاب الأصدقاء)، سنة 2002م.
- (المجموعة الشعرية الكاملة) في 3 مجلدات كبيرة، سنة 2004م.
- (تأملات شعرية)، سنة 2004م.
16.(بلقيس وقصائد لمياه الأحزان)، 2005م. - (كتاب المدن)، 2007م.
- (كتاب الأم)، 2008م.
- (قصائد قصيرة)، 2010م.
- (كتاب الحب)، 2014م.
- (الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة)، 2017م.
- (بالقرب من حدائق طاغور)، 2018م.
- (يوتوبيا.. وقصائد للشمس والمطر)، 2020م.
حصل على عدد كبير من الجوائز والأوسمة منها:
- وسام الفنون والآداب – عدن 1980م. وسام الفنون والآداب – صنعاء 1982م.
- جائزة (اللُّوتس) عام 1986م. جائزة الثقافة العربية (اليونسكو) باريس 2002م.
- وسام (الفارس) من الدرجة الأولى، في الآداب والفنون، من الحكومة الفرنسية 2003م.
- جائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 2004م.
- جائزة الشعر من مؤسسة العويس الثقافية 2010م جائزة ملتقى الشعر العربي الدولي – القاهرة 2013م.
- جائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري 2019م.
لم يكن عبد العزيز المقالح، الشاعر والناقد والمفكر اليمني بالغ الشهرة، مجرد اسم لأديب كبير ترعرع على هذه الأرض وخاض غمار الأدب والنقد والصحافة والعمل الأكاديمي في مدنها، وتغنى وكتب لكل تفاصيلها، بل كان الذاكرة الأدبية والفكرية اليمنية لكل الأجيال الادبية اليمنية بكل مسمياتهم.
بلغت الإصدارات الأدبية والفكرية أكثر 41 اصدار:
- قراءة في أدب اليمن المعاصر. – الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن. – شعر العامية في اليمن. – أصوات من الزمن الجديد. – إضاءات نقدية. – قراءات في الأدب والفن – الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي – أزمة القصيدة الجديدة. – اليمن الإسلامي؛ قراءة في فكر الزيدية والمعتزلة. – من البيت إلى القصيدة. – ثرثرات في شتاء الأدب العربي. – الحَوْرَش؛ الشهيد المُرَبِّي. – شعراء من اليمن. – أوليّات النقد الأدبي في اليمن. – زيد الموشكي؛ شاعرًا وشهيدً. – الوجه الضائع؛ دراسات عن الأدب والطفل العربي. – أزمة القصيدة العربية؛ مشروع تساؤل. – الشعر بين الرؤية والتشكيل. – عبد الناصر واليمن، فصول من تاريخ الثورة اليمنية. – بدايات جنوبية. – ذكرياتي عن خمس وعشرين مدينة عربية. – من الشعر والقصة في اليمن. – من أغوار الخفاء إلى مشارف التجلّي. – تلاقي الأطراف. – صدمة الحجارة. عمالقة عند مطلع القرن. – علي أحمد باكثير، رائد التحديث في الشعر العربي المعاصر. – أوليّات المسرح في اليمن. دراسات في الرواية والقصة القصيرة في اليمن. – ثلاثيات نقدية. نقوش مأربية؛ دراسات في الإبداع والنقد الأدبي. – هوامش يمانية على كتابات مصرية. – ثوّار ومتصوّفة. – مدارات؛ في الثقافة والأدب. – ذاكرة المعان. – مرايا النخل والصحراء. – القاضي عبدالسلام صبرة. – الكتابة البيضاء. – تأملات خضراء.
تم تشيع فقيد اليمن الكبير بحضور حشد كبير من الجماهير المحبة، والصلاة عليه في جامع الخير الكائن في شارع مجاهد- حي الفقيد، وتشييعه إلى مقبرة خزيمة، كما كانت وصية المقالح لأسرته.
لحق المقالح بزوجته التي غادرت الحياة قبله بسنوات، الأحد 2018/09/23م. تركا حزنا كبيرا، ليس بين أسرته واحبته فقط، بل في قلب كل يمني وعربي… غاب جسده ليظل بيننا بافكاره وقصائده وكتبه حاضرا لا يغيب.
يومأ تغنى فى منافينا القدر لابد من صنعاء وإن طال السفر.
السلام والرحمة لروحك فقيد اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح.