- ضياف البراق
نرجسيٌّ، نَعمْ.
وخالٍ تمامًا من نزعة التملّك، وشهوة السيطرة!
لستُ غليظًا، بل أرقّ من ماء المطر.
أصابعي لا تكسر غصنًا، أظافري لا تخدش وجهًا، ولكنها تُمزّق الأقنعة.
أتقيّأ كراهيّتي بعيدًا عن الجميع، وأعتزل حلبة التوحُّش.
عضلاتي أفكاري، وكلماتي دقّات قلبي.
تخطفني فَرَاشةٌ، ولا يهزّني جبَلٌ..
أنتصر على صخرة، وتهزمني زهرة.
عصيٌّ على السقوط، وأسقطُ مِرارًا من باب التعلُّم.
آخذُ الحكمةَ عن الريح أو الطفل، ولا ألهث وراء ظلي، أو ظلال غيري..
متطرف عندما أكتب، عاشق بلا تكلُّف، وجراحي تُرفرِف، في الهواء الطلق، نهارًا وليلًا، على الدوام.
أستطيع الوقوعَ في الحب المرة تلو الأخرى، بلا توقُّف، بشغفٍ إلى الأبد. ولا أستطيع العكسَ إطلاقًا.
قُدُمًا أسير. عميقًا أنظر. وقليلًا أشتهي. ولا أبتغي الوصول.
أعشق الغرق طبعًا، وأهربُ من الضغائن، لا العواصف، ولي مغامرات فاشلة لا أخجل منها.
شفّاف جدًّا، وأبهى من الضوء نبضي، وأعرف حدودي.
حُرَّا أعيش، ممتلِئًا بذاتي!
وباكِرًا أقمتُ القطيعةَ الكاملة مع هويتي الموروثة.
أعلنتُ الثورة على كل أشكال الخوف، وأشعلتُها من جميع الجهات، ولم أهدم الجدار بعد. سأهدمه، فليس مستحيلًا.
الجدارَ النفسي، أعني.
أنحني أمام دمعي، فقط. ولا أنتقص من دمع أحد. دمي لا يجرح وجهَ الجَمال، ولا يُلوِّث رذاذَ العطر.
أطيرُ، ولا أتطاول.
لا أنتمي؛ كيلا أنحني يومًا من الأيام.
الانتماء، انحناء. أؤمن بهذا. ولستُ محايدًا، أكره أن أراني عملةً زائفة. لا يليق بي سوى التحرُّر: أيِ التطهُّر.
لا أسلاف لي.
لا أنكرهم، وإنما لا أريد أن يعلّموني واحدًا من دروسهم. لن أقتفي أثرهم، ولو كانوا ملائكة أو آلهة!.
شاهد على عصري، مأخوذٌ بعذاباته، وتحولاته، وهمومه، ولي فيه طريقي الخاص، ولكم هذيانكم، وقبوركم، أيها الموتى بيننا.
لم أفشل في الحب، ولم أنجح، وتلك الشريكة الأبدية لم أحصل عليها، طبعًا. إنني أبحثُ عنها دومًا.
رفيقةَ الحلمِ والعمر، ها أنا أبحث عنكِ في كل خطوط وتفاصيل وألوان الحياة، فأين تختبئين مني؟
إن وصلكِ ندائي، فتعالَي نرقص..
نرجسيٌّ، أو لا شيء، بشكل آخر.
وحتى الآن لم أكن شيئًا، وقانعٌ بهذا دون حسرة.
أكافح، ثم أنهار وأنا أضحَك..
ثم أنهض مكافِحًا من جديد.
فلي روحٌ لا تشيخ، روح تشبه السماء، لا الغابة أو الصحراء..
مزيج من الدخان والنور، ولا أستطيع التنفُّس بلا جنون، والتفكيرَ بلا وضوح.
الدنيا هابطة، وضميري أعلى منها.
وأحيانا، أنا الهاوية تمامًا.
ليس هذا أنا، ولكنني هو بالضبط.