- كتب: محمود ياسين
تسمح بريطانيا لشاب من أصول هندية بالوصول للعنوان 10dawning street ، العنوان الأكثر شهرة على كوكب الأرض، لا أظن مثالا أكثر ليبرالية وتخففا من العنصرية قد يتخطى هذا وتبدو لك بريطانيا في هكذا إفصاح وكأنها اليوتوبيا المتبقية على وجه الأرض، بينما تنزع القناع فجأة وتلقي بكل ثقلها لمساندة النظام العنصري الأول والأشهر والأكثر قذارة على وجه الأرض، متخلية عن كل التزاماتها المعلنة تجاه الحقوق والحريات والقيم الانسانية للوفاء فقط بوعد بلفور.
هناك شيىء ما خاطئ يا وليام شكسبير، موهبتك الفذة والفن المسرحي الذي قدمته يبدو مناقضا كلية للشخصية الانجليزية، كأن هذه الثقافة أبتكرتها مجموعة سرية مناهضة للوجه الأنجليزي البشع اللحظة.
أثناء ما تعلن السلطات البريطانية قوانين مرتجلة تجرم حمل العلم الفلسطيني أو الشعار الفلسطيني والهتاف المساند للفلسطيني المظلوم، يفكر أحدنا ويتلفت بحثا عن شارلز ديكنز وعن هنري جيمس وعن الموسيقى وإرث الفن على أرفف مكتبات بريطانيا ومسارحها..
لكن يبدو الفن وعظمة الثقافة وكأنهما فحسب مكياج الوجه الاستعماري الأكثر صلادة وصلفا ووقاحة عبر التاريخ.
هذه هي بريطانيا الصميمة، هذه بريطانيا وهي تفي بوعد بلفور مرتين وبينهما عشرات آلاف المرات من جرائم تحقيق الوعد وجعله واقعا على أرض الفلسطيني وبدم الفلسطيني وعذاباته والشتات في المنافي ولم يكن المنفى يوما برائحة طريق العودة إلى البيت.
تاريخكم لا يقترب أو يتقاطع قليلا أو كثيرا مع ما راكمته النخب المعرفية الفنية البريطانية، انتم الآن محصلة وحشية ملوك وملكات القرون الوسطى، أنتم الوعي الباطن لطبيعتكم الاستعمارية الصميمة، الوعي الانجليزي الباطن وهو يطفو على السطح مثل جيفة بقيت مطمورة في قاع مستنقع التاريخ ولا يحتاج البريطاني سوى مثال أو صراع عنصري ليتبناه مفصحا عن شخصيته الحقيقية بوصفه وريث آل وندسور وليس وريث شيكسبير..
يبدو الأخير شكلا من ترفيه تاريخي في سياق “نحن أيضا على درجة من التفوق الفني” هكذا بمزاج قرصان قديم أسس جماعة للدفاع عن البيئة.
أمريكا إجرام حديث ورعاية حديثة وهي أصلا “بريطانيا المجرمة وقد هاجرت للعالم الجديد” المستعمر الجديد يتدخل بحاملة الطائرات بينما ينهمك أسلافه في حماية الوعد الشيطاني على حساب شعب يمثل الصخرة التي تكسرت عليها معاولكم ومقدمات السفن وحمم الطائرات ومؤامرات الموقف الأممي الداعم للمرابي اليهودي الذي لا يشبع، تخلصتم من مرابي أوروبا ومنحتموه وطنا بديلا، والآن مكرسين – ليس لحماية المرابي القديم – ولكن لمساندة المسخ الذي أنشاتموه في مختبركم التجريبي الملعون، قمتم بتربية وحش وانصرفتم لدفعه قدما بين جموع من بشر كل جريمتهم انهم لا يستطيعون الحياة دون رائحة تراب الأرض التي نبتوا على تضاريسها.
بريطانيا، الجذر الأساسي لمعادلة إحياء مرارات التوحش ومصادرة الأوطان، بريطانيا المادة الخام لرذائل التاريخ الحديث، الحارس المتيقظ لحماية واحدة من أكثر الخطايا خسة وكلفة.
ذلك وعدكم وبعد سبعين عاما أطلق الفلسطيني وعدا بالخلاص، أقتحم معمل تفريخ المسوخ وقام بفصل الأسلاك والمجسات ووقف وحيدا لمواجهة ماليس بشريا ولا حيوان، كيان لزج محفور على جسده وشم العنصرية الأقدم عبر التاريخ، الصهيوني برعاية الشيطان الذي لا يكتفي من دم الانسان، بينما يحظى الفلسطيني برعاية الله اله العدل، الله وحده من كرم الانسان بني آدم وأمر الشيطان بالسجود له، الله الذي يكافئ جسارة الشجعان ويدفئ قلوب المظلومين.