فيما يشبه التحية والتقدير للمايسترو الحضرمي المبدع محمد القحوم
- كتب: د. قاسم المحبشي
وأنا أتابع مشروع (السمفونية التراثية؛ نغم يمني في باريس)، الذي هندسه وصممه وأداره وأخرجه الموسيقار الرائع محمد القحوم ابن حضرموت الحانية؛ وأنا اتابعه منذ أشهر عبر وسائط التواصل الاجتماعي لاحظت إن الماسترو القحوم خبير فني يعرف عن ماذا يتحدث؟ وإلى أين يذهب ؟ وكيف ينجز مشروعه بسلاسة وجودة عالية خالية من الاضطراب والارتباك اليمني الذي كان يمكن أن يصاحب مشروع كبير كهذا!.
إذ لأول مرة في تاريخ اليمن يتم جمع هذا العدد الكبير من الفنانين؛ مطربين وعازفين ومساعدين الممثلين لمختلف أنماط الفن والغناء اليمني في تنوعيتها التراثية المدهشة إذ تحتوي مجموعة متعددة من الألوان الغانية (اللون الصنعاني واللون العدني واللون اللحجي واللون الحضرمي واللوان اليافعي والألوان التهام واللون التعزي وربما هناك ألوان أخرى تمخضت عن تمازجها).. ربما كان محمد القحوم هو أفضل من فهم سر معنى التنوع السيموفيني والتنساق الهرموني فالصوت الوحد لا ينغّم والوتر المفرد لا يعزف والكف المفرد لا يصفق. نعم اليمن مجتمع متنوع بطبيعته الجغرافية الأرضية والمناخية السكانية والاجتماعية المتذررة بطول وعرض مساحته التي تقدر 555000 كليومتر مربع.. حيث يوجد فيها أكثر من مئة وخمسين الف تجمع سكاني محلي في المدن الساحلية والصحاري والبوادي والهضاب وبطون الوديان والشعاب وقمم الجبال منذ الألف السنين وهذه التركيبة الجغرافية المعقدة أفضت إلى تنميط المجتمعات المحلية بأنماط ثقافية متنوعة في العادات والتقاليد وطرق الانتاج واللهجات والزي والعلاقات والقيم والمواقف والاتجاهات، فسكان المدن الساحلية يختلفون عن سكان القرى والأرياف وسكان المدن الجبلية القاحلة يختلفون عن سكان الهضاب الزراعية المنتجة.
تلك الطبيعة الجيوبوليتيكية هي ما يفسر تنوع الأنماط الحضارية العديدة التي شهدتها اليمن القديمة (حمير وحضرموت ومعين وريدان وقتبان وأوسان وسبا) وفي اليمن خمسة مراكز ثقافية تليدة هي (حضرموت وزبيد وعدن وصنعاء وتعز) وفي اليمن خمسة ألوان غنائية هي (اللون الصنعاني واللون اللحجي واللون الحضرمي واللوان اليافعي والألوان التهامي)، وفي اليمن أنماط متعددة من الفن المعماري الفريد في العالم منها النمط اليافعي والنمط الحضرمي والنمط الصنعاني، وفي اليمن أساليب متنوعة من الفنون الشعبية والأزياء والأطعمة واللهجات والحكم والأمثال الشعبية وتمثل الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية والصناعية الصغيرة في اليمن رافداً حيوياً للشعب اليمني منها: الفخار، البخور، الزباد، الحصير، الجنابي، آلات العزف، المشغولات الفضية، والعقيق اليماني، والمشغولات الجلدية، والنسيج، والنحت على الخشب الذي يتضمن زخرفة، ونحت اللوحات، والأبواب، والشبابيك الخشبية، والكراسي، وبعض الطاولات بتصميمات يمنية ذات طابع تراثي وتاريخي ومعماري أصيل، وعمل الجصيات، غيرها هذا التنوع الطبيعي والتاريخي والثقافي فضلا عن الثروة البشرية التي تتميز بها اليمن.. إذ تعد اليمن من أكثر الدول كثافة بالسكان في شبه الجزيرة العربية وبمعدل نمو سنوي يبلغ 5.3 ، %وفي حالة بقاء معدل النمو على حاله فإن عدد السكان سيبلغ 000.844.37 نسمة بحلول عام 2026م، فضلا عن ما تمتلكه من تنوع طبيعي مناخي فريد وغنى زاخر بالموارد النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة المفيدة والتي تقوم بوظائف حيوية مفيدة، فالتنوع الطبوغرافي أسهم في وجود تنوع حيوي ومناخي ساعد في ظهور بيئات متنوعة لعبة دورا هام في التنوع الحيوي الزراعي والاستقرار البشري و الحفاظ على نوعية الهواء وضمان بيئة صحية للسكان، آما أن غنى التنوع الحيوي وآثافة الغطاء النباتي ساعد على حماية التربة من الانجراف. ووفقاً للمعهد الدولي للموارد فإن الأنظمة البيئية تعتبر “آليات الإنتاج للكون” حيث توفر الغذاء والماء والمواد المستخدمة في الملابس والورق والخشب للبناء (عام 2000).. وقد مارس اليمنيون منذ فجر التاريخ مهنة اصطياد الحيوانات وصيد الأسماك وبرعوا في استخدام المنتجات النباتية والحيوانية لسد حاجاته اليومية من الغذاء والملبس والبناء وغيرها من الاستخدامات المختلفة والتي لازالت تمارس حتى اليوم.
هذا التنوع الطبيعي والتاريخي والثقافي فضلا عن الثروة البشرية التي تتميز بها اليمن تعد من مقومات التنمية المستدامة لو صلحت السياسية التي بدون صلاحها يصعب الحديث عن أي شئ ممكن.. إذ أن لتنمية المستدامة تنمية طويلة الأمد، حيث تأخذ بعين الاعتبار حقوق الأجيال القادمة في موارد الأرض وتسعى إلى حمايتها.. تلبّي احتياجات الفرد الأساسيّة والضروريّة من الغذاء، والكساء، والحاجات الصحيّة والتعليمية التي تؤدّي إلى تحسين الأوضاع الماديّة والاجتماعيّة للبشر دون الإضرار بالتنوّع الحيويّ، وهذا من أولويّاتها فعناصر البيئة منظومةٌ متكاملةٌ والحفاظ على التوازن ما بين هذه العناصر يوّفر بيئةً صحيةً للإنسان. تحافظ على عناصر المحيط الحيوي ومركباته الأساسيّة، مثل: الهواء والماء؛ حيث تشترط الخطط عدم استنزاف الموارد الطبيعيّة في المحيط الحيويّ، وذلك برسم الخطط والاستراتيجيات التي تحدّد طرق استخدام هذه الموارد مع المحافظة على قدرتها على العطاء.. تعتمد على التنسيق بين سلبيّات استخدام الموارد واتجاهات الاستثمارات؛ حيث تعمل جميعها بانسجامٍ داخل منظومة البيئة، بما يحقّق التنمية المتواصلة المنشودة وقد أكدت نظرية الثقافة على أهمية التعددية الثقافية كمعطى جوهري وحيوي للحياة الإنسانية والتنمية المستدامة، لأن الأمة التي تتعدد فيها وتتوازن أنماط الحياة تصبح اقل تعرضاً للمفاجآت وأكثر قدرة على الاستجابة للمواقف الجديدة، ومن ثم فان النظم السياسية التي تشجع تنوع أنماط الحياة المتعددة اقرب للنجاح من تلك التي تقمع التنوع الضروري. وتؤكد النظرية أن التعددية جوهرية، لان اختلاف الناس في هذا العالم هو الذي يمكـَّن أنصار كل نمط حياة من أن يعيشوا بطريقتهم بحيث تصبح معيشة الناس في نمط واحد نوعاً من (اليوتوبيا) المهلكة، لأن أنصار كل نمط حياة يحتاجون للأنماط المنافسة، سواء للتحالف معها، أو الشعور بالذات في مقابلها أو حتى لاستغلالها لمصلحتهم. تؤكد نظرية الثقافة على أهمية التعددية الثقافية كمعطى جوهري وحيوي للحياة الإنسانية، وحينما ننظر نظرة سريعة إلى شكل المجتمع الإنساني نرى أن الفرد في المجتمع يتفق مع بعض الناس في كل النواحي كما يتفق مع بعض الناس في نواح أخرى، ولا يتفق مع أي من الناس في نواح ثالثة.
وإذا ما انطلقنا من تعريف الأمريكي (روبرت بيرستد) للثقافة بأنها « ذلك المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نمتلكه كأعضاء في المجتمع» ومن ثم فان النظم السياسية التي تشجع تنوع أنماط الحياة المتعددة اقرب للنجاح من تلك التي تقمع التنوع الضروري.وتؤكد النظرية أن التعددية جوهرية، لان اختلاف الناس في هذا العالم هو الذي يمكـَّن أنصار كل نمط حياة من أن يعيشوا بطريقتهم بحيث تصبح معيشة الناس في نمط واحد نوعاً من (اليوتوبيا) المهلكة.
المتتبع للتاريخ اليمني سوف يجد أن الصراع على السلطة والثروة قد شكلا العامل الأساسي في الصراع بين العصبيات والقوى التقليدية المتنازعة على الاستئثار بعناصر وأدوات القوة، السلطة والحكم والثروة والأرض والعقيدة والهوية وكل فرص العيش الممكنة، وفي سياق ذلك المحور الملتهب للعصبية بمعناه الخلدوني كان ومازال يجري توظيف الدين والطائفية لاسيما في الشمال ولأن اليمن بلد فقير وإمكانياته محدودة جدا، فإن الحصول على الثروة قد تطلب أن يقوم على قهر وسلب الفئات المنتجة وحرمان الفئات الضعيفة ولمهمشة، وبهذا أصبحت (السلطة) تسلطية عنفية تستخدم أداة للقهر والظلم والحرمان وبؤرة للصراع الدائم غير أن بناء وتأسيس الدول لا يقوم ولا يدوم إلا على أساس الشراكة المجتمعية التي تقوم على قوة الحق؛ حق كل مواطن في أرضه ووطنه بغض النظر عن مواقفه واتجاهاته السياسية والأيديولوجية، والدين لله والوطن للجميع! وسبب خراب اليمن يكمن في أن النخب السياسية الغبية جعلت من حق القوة قاعدتها الأساسية، إذ أن كل من استولى على السلطة أقصى الآخرين منذ ١٩٦٢ في صنعاء وعدن بنِسَب متفاوتة من العنف والقسوة إلى أن جاء من يقصي جميع الإقصائيين، جاء من غياهب التاريخ وأعلن نفسه مالك اليمن وما عليها تحت راية طائفية من خارج التاريخ،. اسمها ( أنصار الله) والحق اللهي والبطنيين والمسيرة القرآنية.. يصف برايان وينكر اليمن-في كتابه The Birth of modern yemen (ميلاد اليمن الحديث)- بأنه بلد ذو تاريخ طويل للأرض وقصير للدولة.. وليس في توصيف كهذا مبالغة، فالتاريخ السياسي للبلاد تأريخ جهوي تمحور حول الجغرافيا، فهذه-من خلال ما فرضته من موقع معزول وتضاريس متنوعة وصعبة وبما منحته من موارد شحيحة- ظلت وما زالت تتمتع بسطوة على الحقل السياسي، وكانت قادرة دوما على التدخل فيه والتأثير عليه، واستطاعت ان تكون الطرف الأقوى في العلاقة التي جمعتها بالحياة السياسية وبالدولة، وان تكون البوابة التي تمر عبرها علاقة الأفراد والمجتمع بهما.. فبسبب موقعه القصي، وما يوفره هذا الموقع من منعة، أصبح اليمن فردوسا مرغوبا للمتمردين والخارجين على دولهم، ومقصدا مفضلا للدعوات الدينية المتسيسة منذ القرن منذ قدوم ابرهه الحبشي وجيشه مرورا بسيف بن ذي يزن إلى الإمام الزيدي الهادي الرسي وأخيرا أسامة بن لإذن..
أكرر أن الدولة بوصفها مؤسسة المؤسسات الوطنية الجامعة هي البيت السياسي المشترك للموطنين القاطنين في مكان وزمان متعينيين بينما السياسية هي اللعبة التي يمارسها سكان البيت في الصراع على عناصر القوة؛ السطلة والثروة والوظيفة العامة والجاه والتمثيل.. الخ. فاذا لم تأسس الدولة على أساس تعاقدي دستوري مدني يكفل حق متساوي لجميع المتعاقدين في العيش الكريم والوصول والحصول على الفرص فمن العبث الحديث عن السياسة ونتائجها.
اليمنيون عجزوا عن تأسيس بيتهم السياسي المشترك (الدولة)فصاروا يتصارعون في الشارع على الجثة المتعفنة، وصراع الشوارع لا حكم عليه ولا معيار له.. حرب الجميع ضد الجميع!.
لقد شاهدت في مسرح السيمفونية التراثية في باريس كبار النخب السياسية الذين شاركوا وشهدوا في خراب اليمن الحديث وضياع ثورته وجمهوريته ودولته وسيادته في مهب الحروب والعواصف وهو فاغربن افواههم من شدة الذهول مما شهدوه من لوحة فنية باذخة الفن والجمال على مسرح موغادور الباريسي العالمي كلهم؛ وزراء وسفراء ووكلاء ودبلوماسيين ولاجئين ووكلاء وهاربين وغيرهم جاءوا من مختلف مواطن الشتات والمنافي جاءوا لكي يروا ما عميت أبصارهم عن رؤيته حينما كانوا يتناهشون جسد الجمهورية.. شاب صغير بعمر أحفادهم، متقن لعمله وواثق من نفسه وبحنكته الأدارية، الميسترو محمد القحوم وبإمكانية متواضعة وربما أهلية أستطاع أن ينجز ما لم تتمكن من انجازه كل النخب السياسية اليمنية وحكوماتها منذ أن قبضها على خناق السلطة ومؤسساتها المتهالكة. وهكذا هي الثقافة توحد ولا تفرق.
تحضرني الذاكرة أنني نشرت في ٧ سبتمبر عام ٢٠١٣م مقال بعنوان ( السلطة والعنف أو زوال السياسة) نشرته في صحيفة عدن الغد ولازال متاحا في جوجل.. أشرت فيه إلى أن السلطة التي تتخذ من العنف الخيار الوحيد في حل مشكلاتها وأزماتها تعمل على تقويض ذاتها وتهديد حياة مجتمعها، أذ يستحيل تبرير مشروعية العنف في كل الحالات، فاذا لم يكن العنف استثناء تستدعيه ضرورة قاهرة وفي لحظة مباغتة للحفاظ على حياة الناس ومصالحهم وتأمين سعادتهم ومستقبلهم ضد أي تهديد خارجي مؤكد، فإن السياسة والتسلطة السياسية تضع نفسها على شفير الهاوية و«حينما يكون الحصان على شفأ الهاوية، فلا يجدي شد اللجام لا يقافه».. أليس هذا هو الحال الذي بلغته تسلطية قوى الهيمنة التقليدية الشمالية التي حولت مشروع الوحدة العظيم الى جريمة حرب وتكفير غاشمة؟.
إن سلطة أو تسلطية العنف والحرب والاحتلال والقمع والاستبداد.. أي القوة الفجة في بلاد (اليمن السعيد بجهله) كما قال الدكتور أبوبكر السقاف “إذ آخذت القوة العنيف تحل محل السياسة بوصفها تدبير أمر الشأن العام ومحل السلطة بعدها حكم الناس برضاهم ومحل قوة الحق والرشد والحكمة والشرعية في حل المشكلات والازمات التي تواجه البلاد والعباد في الجنوب والشمال ليحل الخراب وتضيع السيادة ويصير الأمر كله مرهون في ايادي خارجية.. اقليمية ودولية، وهذا هو الأمر المتوقع من تغليب العنف على السياسة”! (وهذا هو ما حدث بحذافيره وكما توقعه مفكر اليمن الكبير الذي مات منفيا في موسكو الأستاذ الدكتور أبوبكر السقاف رحمة الله عليه..
والعنف حينما يزيد عن حده ويتسع مداه وتترسخ تجاربه وتتعمق آثاره في البنية الاجتماعية والحياتية للناس،
لا ريب وانه على المدى الطويل سوف يخلق دينامياته الخاصة، وانماط علاقاته وقيمه واساليب ديمومته بحيث يستحيل على المجتمع وقواه السيطرة عليه وعلى نتائجه، ليس هناك ثمة أمل في الأفق الظليم لتجاوز هذا الوضع الذي صنعته سنوات طوال من ممارسة العنف العاري سوى مزيد من العنف والخراب والدمار وها هي رقعة العنف تتسع يوماً بعد يوم في الجنوب والشمال وها هي السياسية تختفي من حياتنا كما تختفي معالم الطريق في عاصفة من الرمال وكلما غابت السلطة السياسية، وحضر العنف، كلما عجل بزوال السياسة وسلطتها وشرعيتها، وتفكك النظام وكل يوم تتدهور فرص الحياة الأمنة في بلد تغلبت فيه الجريمة والقوة والسيف والساعد على العقل والعقد والحق والسياسة وتجاوزت كل احتمال الاحتمال.. وتلك هي نتيجة الحرب التي تناسلت حروب وحال ومآل لا يسر عدو ولا صديق، فالحرب في معناها اللغوي تعني القطع، البتر، الفصل، ومن هنا اشتقت منها النعوت والصفات والأسماء؛ حربة بمعنى الحد القاطع، والحرابة بمعنى قطع الطريق أو التقطّع.. والحرب بما أنها شكل من أشكال العلاقة الاجتماعية التفاعل العنيف بين الذوات الاجتماعية فهي تعني بأن العلاقة بين الذوات قد استنفذت جميع قنوات التواصل والاتصال والتفاعل العقلاني الإنساني الحواري التشاوري الكلامي السلمي وهي بذلك تقع على الطرف النقيض للوحدة والتوحد والاتحاد والتآلف والإتلاف فحينما تنشب الحرب تختفي الوحدة، وحينما تحضر الوحدة تغيب الحرب إذ أن الوحدة هي وصل واتصال وحب واحترام واعتراف متبادل بين الأطراف الداخلة فيها، إما الحرب فهي قطع وقطيعة وعنف وتدمير، كره وعدوان وقتل وحرمان، حقد وقهر وثأر وانتقام. وقد يستطيع الذكاء الماكر أن يهشم وحدة جماعة ويجعلها شذرا مذرا لكنه يعجز عن إعادتها إلى سابق عهدها.. فما أجمل النغم وما أبشع الدم! وحده الرائع محمد القحوم الذي جعل من الهبيش سيمفونية تراثية يمنية مدهشة فله التحية.