- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة العاشرة والأخيرة
لا شك في أن المذكرات فن أدبي ارتقى لشكل أدبي مستقل يحمل رسالة ينقل فيها العواطف والأفكار بغرض التأثير على المتلقين أو تصويب معلومة ما، أو الإدلاء بشهادة غير متحيزة للتاريخ. وثمة غايات وأهداف يرومها كتاب المذكرات كالتعبير عن الذات وابراز أدوارها، وكنصيحة للأجيال الجديدة، أو تقديم مشروع ما، أو الإدلاء بدلو الكاتب حين يحتدم الجدل العام حول قضية ما،، وتحفيز الأحفاد والأجيال الجديدة في اكمال “ما لم يستطعه الأوائل”, أو الكشف عن مواطن الاختلالات في مهنة ما أو حادثة ما ، أو تفسير الغوامض وإعادة قاطرة التاريخ لسكتها الحقيقية، أو تبرئة الذات، أو البوح والاعتراف.
ولأن المذكرات تتكون من عاطفة وخيال واسلوب وحقيقة فهذه المكونات او المقومات حين تصاغ وتتكامل بتقنية فنية بديعة فإنها تؤتي أكلها وتصل رسالتها وتحقق أهدافها بكل يسر وسهولة.
كان القرن العشرون هو قرن المذكرات ومع بداية الألفية الثالثة وشيوع خدمة الشبكة العنكبوتية والازدياد اليومي في برامج وفضاءات النشر والتواصل تلوح فرصا شتى أمام كتاب المذكرات في تدوين مذكراتهم التي لم تعد حكرا على النخب فصار كل مشترك مؤلفا وناشرا . وما سيساعد المذكرات على الذيوع والانتشار هو حجمها الذي يمكن القراء في ازدحام الوقت والهموم والمهام في اكمال قراءتها في جلسة أو جلستين.
سوف تعمل المذكرات على تصويب وتفسير الغوامض والتأويلات الشعبية الشفهية للأحداث فالحقيقة ستلوح مهما طال السفر إليها.
في ختام المطاف آمل أن تكون هذه الوريقات المتواضعة قد سلطت حتى ولو ضوء خافتا على أدب وفن المذكرات ولنا لقاء قادم بمشيئة الله مع شكل أدبي آخر في الأيام القلائل القادمة ودمتم بسلام.