- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثانية
المذكرات أسلوب سردي قديم يسلط الضوء على نقل خبرة رعيل إلى جيل أو اجيال لاحقة اسهاما في التنوير والشهادة الذاتية لحدث هام كحدث تاريخي أو تصرفات حيال موقف ، او حادثة اختراع ،او كارثة اجتماعية او طبيعية او سياسية. وتوجد المذكرات في كل الأمم وكل اللغات حتى هناك مذكرات مصغرة في النقوش الأثرية. ولقد بدأ المذكرات يوليوس قيصر حيث يعتبره المؤرخون أول من كتب مذكراته.
والمذكرات تؤتي أكلها حين يتسق الإسلوب النثري البديع مع الصدق في السرد والتحرر من الشوائب والتهويل والمبالغة ولي ذراع الموضوعية لخدمة أغراض آنية تلتف على مسار الحقيقة. وتعد المذكرات ترجمة جمالية للتاريخ والبحث عن المغيب المحتفظ بروح الأدب وتحريره من التاريخية الجلفة والجافة.
وكل المواضيع والثيمات متاحة أمام المذكرات وفيها يتم الكشف عن الملابسات وتصحيح الذاكرة الشفهية في المجتمعات، ورؤية الحدث من شاهد شارك في صناعته مدليا بشهادته للتاريخ متوخيا الحقيقة الموضوعية ان كان الحدث عاما، ومبرزا قدرته الذاتية وأفكاره ان كان الحدث ذاتيا خاصا
بإسلوب السرد المتقن معطيا المتعة والتشويق والمعرفة وتعلم الدروس من هكذا حدث.
تتبع غدا الورقة الثالثة.