- نبيل الشرعبي
أثناء تمرين روحي بنصف إنحناءة لمشاطرة وردة نمت على جدار سور مهجور، شعرت بهمس قبلة خفيفة على خدي وقلبي معآ فأغمضت عيني، إذ خلتها جِنية المكان تراود شبحي المسكون بفتنة الورد..
خيال مجنون.. شبحي عاشق لجنية المكان المهجور.. قطع الفخار تتناثر هنا وهناك.. قهقهات عاريات تتساقط على جانبي الرصيف.. أواني نحاسية من عصور أباطرة الأزمنة الغابرة على منضدة مطرزة بالكريستال واللؤلؤ.. قارب صغير من جذع سنديانة بالقرب من صناديق أنيقة ما زالت مبللة بعرق قراصنة بلا أسماء..
انهالت قٰبل أخرى خفيفة على قلبي.. حاول شبحي مد يده ليطوق خصر معشوقته جنيه المكان المهجور.. أطلقت ضحكة عارية وطارت تسبح في بهو أطلال “سبأ”، تعثر شبحي بقارب السنديان.. فتح قلبه وقطرات المطر تتزاحم على مقلتيه بالقُبل..
بنزق صفعت شبحي، وجررته من يده قائلا: أنت لا تصلح للعشق.. جنيات الأماكن المهجورة غادرت هذا الزمان نحو أزمنة تليق بها.. تركنا المكان والوردة التي نمت على جدار سور مهجور لعاشق حافي القلب.. قررنا ألا نعاود تمرين أخر بنصف إنحناءة..