- كتب: محمود ياسين
هم فقط وصلوا بالبوارج وتواجدوا مباشرة في باب المندب لأثبات كذب جماعة صنعاء وانهم “هانحن قد اقتربنا بمايكفي، اقصفوا إذا انتو رجال”
هذا منطق النكاية وكتابات الناشطين وقد خلصوا مع بلادهم بسيادتها ورمزيتها وشرفها إلى مابين القوسين أعلاه.
هيا وين ” المو.. لأ..ريكا” ؟ اما نحن فلا شأن لنا اللهم غير الفرجة وشفاء الصدر اثناء سقوط الادعاءات وانكشاف حقيقة الخصم.
وكأن انتصارنا الوحيد المتبقي والممكن هو كشف زيف الصرخة وبعدها فلتملأ أمريكا أو حتى إسرائيل منافذنا وهضابنا وسواحلنا وجودا وحقائق فجائعية نستعيض بها عن كذباتنا البائسة فيما بيننا.
هذي اليمن
هذا ترابنا الوطني
إنه الحقيقة الصميمة الوحيدة والتي تسقط أمامها كل الأكاذيب المكلفة والفادحة..
العزي إنما يدعي وهو يهدد الأمريكان، هكذا نرددها وكأننا حضور شاهد لا شأن له غير الشغف بمزاج طفولي منتقم.
هي بلادنا ويفترض أن يتواتر سيل من الوعيد بوجه الأمريكيين من العزي ومن العليمي ومن بن المتوكل وبن السريحي والصلاحي والحبيشي، من جازم ومن حازب، غضب متفاقم يتصاعد من تعز ومن صنعاء، وعدن والمهرة..
تلتقط الاستخبارات الأمريكية ردة الفعل هذه، وكأننا نمنحهم الضوء الأخضر بدلا من الصراخ الجماعي في وجوههم، وهو مايحدث عادة وفي كل الدول وأثناء النزاعات فهناك دائما سقف يقف عنده الجميع ومنطقة محظورة لا يتخطاها أي طرف أو أي صوت، لكننا وبدلا من ترك انطباع غاضب، ولو انطباع صوتي رحنا بدلا من ذلك نحاكم الصوت الأعلى ومدى مايتمتع به من مصداقية أو حق في الصراخ.
لنصرخ جميعا بوجه الأمريكان وبعدها ستتعرف الأرض وواقع الأحداث للصادقين، لنا انفعالاتنا الإنسانية وإحساسنا الوطني تجاه بلادنا والرب وحده كفيل بالنوايا..
مفروض تحدث هيستيريا وطنية، أما هذا المستوى من ردة الفعل فهو مرعب وباعث على الشؤم.
والأهم غضب ورفض واحتدام يمني يتصاعد من باب المندب وباب المندب من الجمهورية وحراس الجمهورية سيكونون فرسانا ولو على سبيل تعويض معركة بأخرى.
لكننا وبشكل جماعي متواطئين على أن نخسر، أن نهزم جميعا أمام كل غريب لنحقق انتصاراتنا الصغيرة البائسة على بعضنا داخل البيت والعائلة.