- عبدالغني المخلافي
تأتي نسمةٌ باردةٌ
تُعطِّرُ وجهَكِ،
بعوضٌ يعضُ خدَّكِ الأسيلَ،
نملةٌ تصعدُ جِذعَ قامتِكِ،
لمعةُ برقٍ تخطفُ الكحلَ
من أجفانِ عينيكِ،
زخةُ مطرٍ هاطلةٌ
فوقَ ليلِ شعرِكِ الغزيرِ،
فراشةٌ تهفو
إلى رحيقِ وجنتيكِ،
ووسائلُ أخرى
لا تُلمَسُ ولا تُدرَكُ.
يحنُّ إلى حضنِكِ اليانعِ
وابتسامتِكِ الرّبيعيةِ
خذي بأطرافِهِ المرتعشةِ
إلى سالفِ الدفءِ
والحنانِ الوارفِ،
اِنزعيه من دوامةِ الضّياعِ
وقساوةِ الصّمتِ
والأحزانِ
والتّدثرِ بغطاءِ الكآبةِ
والمصارعةِ لثيرانِ الهمِّ
والضّبابيةِ،
أطلقِيهِ في الفضاءاتِ الصّافيةِ،
اِملَئِي رِئَتَه المختنقةَ بالأنفاسِ،
داعبِيهِ بمنقارِ الأمانِ،
افتحي نوافذَهُ على النّعيمِ الجمِّ
والفرحِ الغامرِ،
امنحيه أجنحةَ التّحليقِ
والمكوثَ في أوجِّ الثّمالةِ.
من دونِكِ
خارجَ الأفراحِ
أيامُه بمذاقِ القتامةِ
لا يفرّقُ بين الأعيادِ وسائرِ الأيّامِ
في إجازةٍ من المناسباتِ.