- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الحادية والعشرون
من ضمن الروايات ذات الطابع الاجتماعي تأتي الرواية الاقليمية التي تتفرغ لتصوير حياة الناس في مكان محدد مركزة على العادات والتقاليد واللغة لتوضح كيف تؤثر البيئة على السكان المستوطنين في مكان خاص ومحدد.
الرواية الاقليمية تصور المكان كشاهد حال وأرضية محايدة لمسرح تغييرات تحدثها مظاهر وطبيعة العلائق الاجتماعية من عادات وتقاليد ولهجات على نشاط السكان وهي قريبة لجغرافيا المكان والبشر وقريبة لعلم اجتماع اللغة والنمو وقريبة ايضا للمحميات والمتاحف الحية.
الرواية بشكل عام فتحت لها آفاقا وأشكالا وأزمنة وأمكنة متعددة، وتمثل الرواية الاقليمية بمثابة الفيدرالية كونها تركز على الخصوصية الاجتماعية واللغوية والعلاقة بين البيئة وأثرها على السكان. وفي هذا النمط من الرواية يتم رصد الملامح والخصال الفيزيائية للبشر وطبيعة مناشطهم ولهجاتهم ومميزاتهم وسماتهم المختلفة عن أقرانهم خارج الإقليم المحدد. وتتطرق الرواية الاقليمية للعادات والطقوس الثقافية والاجتماعية والدينية والخاصة بمجموعة بشرية استوطنت اقليما ما وبقعة جغرافية يرتبطون بها وهي من الروايات التي تأثرت وأثرت بالبنيوية والتفكيكية والتركيبية والغرائبية في تسليط الضوء على اظهار البقع المهجورة والانسان المنسي كي تخلق المتعة والأثارة والتشويق والتحفيز عند المتلقين على توسيع مداركهم واكتشاف رحابة الكوكب وتنوع الانسان على ظهر هذي البسيطة.
الورقة الثانية والعشرون
تعد الرواية الطبيعية من أهم أنماط الرواية كونها ” تدرس أثر الوراثة والبيئة على بني الإنسان”. انها تتناول مظاهر الطبيعة والوجود والوراثة وأثرها على سمات وانفعالات ونمو الجنس البشري وتركز على الفطرة والجينات والتغذية والتكيف وتتناول مؤثرات المنبهات والقات والخمرة والحشيش وكذلك الحروب كعوامل مستقلة تؤثر على تفكير وعواطف وعلاقات الناس.
الروايات الريفية التي تصف سمات الزارعين وثقافاتهم و أتراحهم وأفراحهم وروايات المدينة وطباع قاطنيها تعد من ضمن الروايات الطبيعية والروايات التي تختلف حواراتها من حيث القوة والبلاغة والتي تميز لغة القصور عن لغة الأسواق تعد روايات طبيعية.
والرواية الطبيعية لن تشطح خياليا ولا تهويلا للواقع بل تسرد بدقة وعلمية وكأنها مرادف للحقيقة وانتشرت في كافة أوروبا وقد تعارضت مع الرمزية والنفسية وتستمد ملاحظاتها من الحياة والواقع المعاش والقرن التاسع عشر كان حقبتها الذهبية لأنها في القرن العشرين تخلت عن الموضوعية واتخذت الذاتية بديلا عنها.
الرواية الطبيعية مرتبة منطقيا وتتسم بالدقة في وصف الواقع دون رتوش وتقيس أثر البيئة والوراثة في الجانب الأخلاقي لدى الشخوص ومثلت نواة للحداثة ومن الجدير بالذكر أن فرنسا كانت مسقط رأس الرواية الطبيعية.
***
تتبع غدا الورقة الثالثة والعشرون.