- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة السادسة عشرة
الرواية لم تكتب عبثا أو سردا دون قيمة أو معنى بل تكتب من أجل غاية ورسالة يرسلها الروائي للمتلقين. فكل رواية تحتوي على مغزى ودلالة ودرس خلقي وعظة وفكرة أو ثيمة تقدمها الرواية من خلال أحداثها وسردها، وقد يكون المغزى واضحا أو غامضا يتطلب ذكاء القاريء وحريته في استنباطه واستنباط المزيد. والمغزى هو الفكرة الاساسية والرئيسية والمركزية للعمل الروائي. وهو الاستنتاج للعمل الروائي من التعقيب والتعليق على مناشط الناس وظروفهم كما يبرز من خلال الرواية..
“والمغزى يتعامل مع أربعة حقول من حقول المعرفة في العادة للخبرة الحياتية للبشر هي :- طبيعة الإنسانية، وطبيعة المجتمع، وطبيعة علاقة الإنسان بالعالم، وطبيعة مسؤوليتنا الأخلاقية”. ومن تلك الحقول يستمد الروائي مصدر مغزى روايته، والمغزى يحاول الإجابة على تساؤلات يمكن اطلاقها على سبيل المثال :- هل طبيعة الإنسان الجور أم العدل؟ وهل نستسلم للأقدار والظروف وندعها تتحكم بنا أم نحن من يتحكم بها ونصنع أقدارنا بإرادتنا؟ وماذا تقدم الأنظمة الاجتماعية للناس؟ وهل الهيمنة للشر أم للخير؟ والملاحظ أن الرواية في القرن العشرين انفتحت على مساحات شاسعة من الافكار والمغازي وكسرت التابوهات وتطرقت لمواضيع لم تألفها من قبل. والمعروف أن المغزى يطبق على الناس خارج سياق الرواية ويستنبط من فكرة الرواية.
والمغزى لا ينتمي لوقت بعينه أو فئة أو طبقة اجتماعية بل كأنه قانون عام يلف الرواية وأحداثها، ولا تحتوي الرواية على مغزى واحد بل تتعدد ثيمات الرواية وتفتح باب التأويل مستمدا من تفسير وتعليل وترميز فلاشات واضاءات من الصراع وأحداث الرواية. ولكي أبسط ثيمة ومغزى الرواية هو الاجابة على سؤالنا : ماذا تعلمنا من قراءتنا للرواية؟..
تتبع غدا الورقة السابعة عشرة