- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثالثة عشرة
تبقى عناصر الرواية وحدة متكاملة تتعاضد جميعها كتروس من اجل ايصال القيمة الفنية والموضوعية للرواية ولأن السرد سمة الرواية فيمكن القول أن الرواية سرد وأحداث مسرودة والسارد عنصر أساسي من عناصر الرواية. والسرد ترتيب وتسلسل وقص الدقائق والحقائق والاتساق في نقل الحدث، والسارد هو من يروي القصة ويسرد أحداثها ويرتبط سرده بخط الحبكة ويلتزم بهيكل ومخطط الرواية وهناك خيارات وبدائل سردية ينتقي الروائي إحداها ومن المعروف أن الطريقة السردية تصبح موضة في روايات فترة ما بل وقرن ما كما حدث في القرن الثامن عشر والتاسع عشر حيث كانت موضة السرد السارد الحر الذي يختاره الروائي كي ينوبه ويحل محله كونه يعرف كل شيء وهو غير مشارك في الاحداث لكنه ملم بكل شيء فيغوص في أدمغة وأفئدة الشخصيات ويفسر السلوكيات والتصرفات والمواقف وهو السارد الحر العارف والغائب والطرف الثالث. او السارد بضمير الغائب.
والسرد فن أدبي جلي يتسم بالتنوع والتنويع ويرتبط بزمن معين وواسطة بين المعنى والمبنى وهو بنية أدبية متكاملة.
وهناك البديل الثاني السارد الجزئي الذي يركز على شخصية محددة حيث يتقمصها ويسكنها وتبوح بما يدور ببالها وتستخدم الومضات وتوارد الخواطر وهذه الطريقة السردية يجب أن تتسق مع الحبكة لأن الشخصية التي تسرد وتبوح تتطور وتكشف المزيد والمزيد..
والسارد مشارك حيوي وتواصلي ومعيار جمالي نقدي واداة تحكم بمكونات النص والحدث هناك السارد المشارك في احداث الرواية وهو لا يعرف ما يدور في أدمغة وأفئدة ونفسية الشخصيات وقد يكون شخصية أساسية أو شخصية ثانوية لكنه يراقب الأحداث ويسجلها مدونا بسرده عن كثب وينظم الفكرة ويحقق الادراك ويثير الحواس والتشويق..
وهناك السارد الموضوعي الذي يراقب الأحداث بعين محايدة من خارج الأحداث دون تعليق او ابداء وجهة نظره ورأيه وأفكاره لكنه يلتزم بالنهج السردي الموضوعي ولا يعرف البتة بواطن ونفسية الشخصيات ويكون مقيدا ومحاصرا في حدود الحبكة.
لذا يختار الروائي احدى الطرق السردية التي تناسب هيكل الرواية ومخططها وخلق الاثارة والمتعة التي تتيحها طريقة حبكة الرواية ومسار الصراع والأحداث.
وتبقى مهمة الروائي من اهتمامه بمكونات وعناصر الرواية كمهمة جميع كتاب أشكال الأدب هو خلق المثل الأعلى وكشط الواقع المغضوب عليه في العادة، وخلق البديل.
تتبع غدا الورقة الرابعة عشره.