- كتب: نبيل الشرعبي
فيلم KILL THE MESSENGER_ تدور أحداثه حول قصة صحفي استقصائي في الولايات المتحدة الأمريكية كلفته إحدى الصحف بانحاز تحقيق صحفي على تجارة المخدرات، وبالذات بعد حصوله على وثائق تؤكد ارتباط المخابرات الأمريكية بتمويل هذه التجارة الممنوعة وتعميقها أواسط السكان الأمريكيون من ذوي البشرة السمراء، لإغراقهم في مستنقع الجريمة وتبرير قتل العشرات منهم تحت مظلة الجريمة والمخدرات..
ساعده ضباط في المخابرات الأمريكية بالوصول إلى الوكر الرئيس لتنظيم تجارة المخدرات بإحدى الولايات.. الوكر تتم إدارته من قبل ضباط بالمخابرات الفيدرالية وبتمويل حكومي..
استغرق 3 أعوام وهو يتنقل في عدد من الولايات الأمريكية وأوكار تجارة المخدرات لجمع المعلومات والأدلة.. وثق مئات الحالات من القتل والترويج، وجمع مئات الوثائق والمراسلات وغبرها..
توصل إلى إنجاز التحقيق الاستقصائي وعنونه بـ “تحالف الظلام”.. ومنذ اليوم الأول لنشره أحدث موجة إرباك وسط المخابرات الأمريكية والشارع والإعلام الأمريكي، وتحت ضغط المخابرات حاولت الصحفية إقناعه على نشر تعقيب يذكر فيه أن التحقق من بعض المعلومات لم يكن دقيق، ولكنه رفض..
اقتحمت المخابرات الفيدرالية مكتبه الصحفي في منزله، وحاولت تفتيش وثائقه ومكتبته الصحفية، ولكنه قام بطردهم وغادروا المكتب لأنهم لا يملكون أمر قضائي بالتفتيش..
ومع زيادة ضغط المخابرات على إدارة الصحيفة ومن ثم الدخول معها في صفقة تسوية بعيدا عن الصحفي ودون معرفته، قررت إدارة الصحيفة إرساله لصحيفة آخرى يتجمع فيها كل الصحفيين الفاشلين.. لكنه وبكل شجاعة قرر الاستقالة من العمل وتأكيد الاستمرار على نقل الحقيقة من أي موقع كان..
تخلى عنه جميع زملاء العمل.. مارست المخابرات عليه ضغوط نفسية بغية إدخاله في حالة إكتئاب ولكنه صمد ووقفت بجواره زوجته مؤكدة بأن كل حرف كتبه هو الحقيقة.. زوجته لم تشك للحظة واحدة بأنه قد يكون أخفق لأنها كانت تعيش معه لحظة بلحظة في مختبر تدقيق المعلومات..
شكلت إدارة الصحيفة لجنة لفحص الأدلة والقصص والمعلومات الواردة تحت إشراف المخابرات، وخرجت اللجنة بتقرير يحوي تشكيك في معلومات بعض القصص، وبثقة الصحفي المهني والجاد دافع على كل حرف وأثبت مصداقيته، ولم ينهار أو يستسلم أبدا بل ظل منحازا إلى عمله الصحفي الاستقصائي…
في معرض حديثه على هامش استقالته، قال بدأت مشواري بمقال صحفي على كلب يجب أن يموت لأن شعره كانت تنتشر في كل مكان، وفي منتصف مشواره كتب مقال على حصان شرطة مات بسبب الإيقاف الطويل دون رعاية، وأخير يختم مشواره بهذا التحقيق ” تحالف الظلام”.. وقبل أن يترك المنصة دون وداع قال: سأظل فخورا بإنحيازي إلى الحقيقة دوما..
رغم الفضيحة التي انكشفت وهزت المخابرات الفيدرالية لم يتم اعتقاله أو تعرضه للضرب والإخفاء..
التحقيق لم يمت رغم محاولة التشكيك فيه من خلال حملة إعلامية مضادة مولتها المخابرات للطعن في نزاهة الصحفي أولآ ومن ثم محاولة إظهار الصحفي بأنه يعاني من حالة نفسية وغير ذلك…
أكرر التحقيق الصحفي لم يمت بل شق طريقه ليحدث موجة استقالات وسط المخابرات، وثورة وسط مجتمع السكان من ذوي البشرة السمراء بل وكل الأمريكيين..
انتصر الصحفي مرتين، المرة الأولى بالوصول إلى عمق “تحالف الظلام” والمرة الثانية بقوته وشجاعته ودفاعه المهني الدقيق على كل حرف كتبه، ليجبر المخابرات على الاعتراف بحقيقة ما نشره والتأكيد على إصلاح ما أحدثته من خراب وسط مجتمع سكان البشرة السمراء والبلد الأمريكي ككل..
الفيلم يحوي كثير من التفاصيل المهمة لتشكيل شخصية الصحفي الذي يجسد حقيقة “الصحافة السلطة الرابعة” هذه السلطة الوحيدة التي تستطيع إيقاف فساد السلطات الثلاث الأخرى..
الصحفي بكل تفاصيله الدقيقة جسد شخصية الصحفي الذي قال فيه رئيس وزراء بريطاني ” عندما أشاهد صحفي أتحسس مسدسي”..
تنويه 1
مذهل حجم الإمكانات المتوفرة للصحفي، وإنفاذ سلطته بالوصول إلى المعلومات، وإرغام المخابرات على عدم التعرض له ولأسرته..
تنويه 2
لا يهمني إذا لم يكن الفيلم واقعي، وما يهمني هو الشخصية القوية والمهنية القوية للصحفي التي انتصرت بالانحياز إلى الحقيقة… تعظيم سلام