- محمود ياسين
أنا الآن بصدد ردة الفعل، دلالاتها وماتضمنته من رسائل، والمعايير التي تحمل الشخص لمصاف القديسين..
رغم المبالغات وجنوح البعض لشتم الدكتور غيلان، ورغم أنني كتبت بيانا مهذبا وددت فيه لو أن أيوب طارش لم يسمح للوهن في صوته بسبب تقدمه في العمر أن يظهر أقل من أيوب الأسطورة، وعلى حرص الكثيرين ممن كتبوا عن أيوب مغصحين فقط عن تمسكهم بالمثال المكتمل..
إلا أن ردة الفعل الصاخبة هذه تؤكد حيوية الروح اليمنية المستميتة لأجل الرمز الوطني..
نقول لا تقديس ولا اعتبار أحد فوق النقد، لكن تقديس رمز وطني بحجم أيوب وفي هذه المرحلة بالذات أمر بالغ الأهمية والوطنية أيضاً..
عاصفة حد الهستيريا وكأننا بصدد الرسوم المسيئة أو حرق المصحف، هذا رائع ومهم وملهم..
أيوب رمزك أينما كنت، يمني فحسب، يمني لا يملك غير صوته وعاطفته تجاه بلاده، غناها عنفوانا ومواسم زرع وثورة، وعندما وهن صوته غنى للوحدة بصوت واهن مجسدا أيضاً لروحنا الواهنة وهي تتشبث بأمجادنا ومعادلة وجودنا.
هذا الإعلاء الصاخب الضاج من شأن فنان الشعب وأيقونة إيقاعه الوطني يؤكد اننا لا نزال بخير.
فقط لو نتجنب الشتائم، فلتكن لغة التمجيد لائقة باناقة وصلابة أيوب ووفقا لإيقاع روحه الملهمة.