- كتب: عارف الدوش
قبل الذهاب الى صفحات الكتاب الذي يتكون من 217 صفحة وصدر في طبعته الأولى عام 2019 م بطباعة أنيقة وفاخرة وورق مصقول … للحديث عن البدايات الأولى الصعبة والشاقة والكفاح المرير والكسب القليل والخسارة المؤلمة للتجارة التي بدأها الحاج هائل سعيد أنعم وابن أخيه علي محمد سعيد أنعم .. فكل البدايات صعبة وشاقة كما يقال بل وبعضها مؤلمة .. قبل كل ذلك لابد أن نقدم تعريف أو بروفايل مختصر عن المؤسس الأول للصناعات الوطنية .. الحاج علي محمد سعيد أنعم ..
تعريف أو بروفايل
– علي محمد سعيد انعم من مواليد 10 جمادي الأول 1344 هـ الموافق 27 نوفمبر 1925 م – قرية قرض – منطقة الأعروق – قضاء الحجرية (حاليا مديرية حيفان) – تعز .. وسماه جده سعيد أنعم ” علي ” واسرع يبشر والده محمد سعيد انعم الذي كان مهاجراً في مرسيليا بفرنسا مع إخوانه جازم وهائل وعبده للعمل هناك …
– في سن السادسة قرر والده بعد عودته إلى الوطن إلحاقه بمعلامة (كُتاب) الفقيه أحمد عثمان في قريته قرض فحفظ القرأن الكريم وتعلم القراءة والكتاية وهو في سن الثامنة ثم تعلم الحساب وعلوم الأخلاق والخط وعلوماً أخرى عند القاضي شاهر داود في قرية الحباترة – الأعروق فتوسعت مداركة وزادت معارفة .
– قبل أن يكمل الحادية عشرة من عمرة ارسل عمه الحاج هائل سعيد إلى أخيه محمد سعيد يطلبه أن يرسل إليه ( علي ) ليساعده في أمور الحساب فسافر اول مرة إلى عدن ثم الى بربرة في الصومال ليجد عمه هائل في انتظاره هناك في الميناء وسكن في مخزن الجلود مع عمه هائل ومرت الأيام ولقبه الناس في بربرة بلهجتهم الصومالية ( كراني يرا ) أي المحاسب الصغير ..
– ثم توسع دوره في العمل ليقاسم عمه مهمة عقد الصفقات وشراء الجلود ونقلها والتفاوض مع الغير وتجهيز شحنات الجلود وتخليصها والإشراف على تصديرها إلى عدن وإرسال البرقيات إلى الشركات التي يتعاملون معها في عدن .. ثم أستاجر عمه الحاج هائل مكاناً أخر لتجارة المواد الغذائية من عدن وتوزيعها في الأسواق القريبة واسندت هذه المهمة إلى ( علي ) وواصل ( علي) عمله رغم سفر عمه هائل ثم انتقل الى هرجيسا مدة أربعة أشهر عاد بعدها مضطراً بعد الهجوم الإيطالي على الصومال .. عاد إلى مسقط رأسه ( قريته قرض ) الأعروق – حيفان …
– أنتمى إلى الجمعية اليمانية الكبرى وهو في ريعان شبابه
– شارك في التنظيم والإعداد لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م من خلال إتصاله بالضباط الأحرار في تعز أو ما سمي تنظيم تعز ( 1 )
– عضو مجلس قيادة الثورة في 1962
– وزيراً للصحة في أول حكومة بعد قيام الثورة ومؤسس ورئيس جمعية الهلال الأحمر اليمني عام 1962
– عضو مجلس الرئاسة عام 1963
– رئيس مجلس إدارة البنك اليمني للإنشاء والتعمير عام 1964
– وزير الدولة للشئون الإقتصادية عام 1965
– مستشار أقتصادي لرئيس الجمهورية عام 1967
– عضو مجلس الشورى (1972 -1975)
– عضو مجلس الشعب التأسيسي 1978
– نائب رئيس الإتحاد العام للغرف التجارية
– رئيس أتحاد الصناعات اليمنية
– رئيس مجلس إدارة صندوق التدريب المهني الفني (1993 – 1997)
– شغل رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه ورئيس مجلس إدارة عدة شركات تجارية وصناعية محلية ودولية ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه ورئيس مجلس إدارة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ورئيس مجلس أمناء جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب
– عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام منذ العام 1987
– عضو المجلس الإستشاري
– عضو مجلس الشورى من العام 2001
– عضو اللجنة العليا لكفالة اليتيم من العام 2003
– منح وسام النيل من الدرجة الأولى من الجمهورية العربية المتحدة عام 1963.. وقد قلده الوسام الزعيم جمال عبد الناصر في العاصمة المصرية القاهرة .
– نال شهادة تقدير من رئيس الجمهورية للإنجازات التي حققها في الجانب الصحي أثناء توليه منصب وزير الصحة .
– حصل على وسام الوحدة من الدرجة الثانية عام 1994م . ( 2 )
وفي مقدمة كتاب ( المؤسس الأول للصناعة الوطنية – قصة كفاح أل السعيد وتجربة نجاح المجموعة ) يصف الدكتور أحمد الأصبحي الشيخ علي محمد سعيد أنه “رجلاً من رجالات اليمن المخضرمين العمليين وقامة عظيمة ، وقيلاً من الإقيال الشامخين المتميز بنشاطه التجاري في عموم الوطن ، والمؤسس الأول للصناعة الوطنية ، التي امتدت بإنتاجها المنافس المتسم بالجودة إلى كثير من البلدان الشقيقة والصديقة، تحمل علامة ” صنع في اليمن ”
وتشير مقدمة الكتاب إلى أنه ” يتبدى في ثنايا هذا الكتاب مدى ما عاشه الشيخ علي محمد سعيد أنعم أو تعرض له ومر به من الشقاء والكدح ومغامرات الغربة والمعاناة المريرة والصبر على المكاره وتقلبات الأيام منذ نعومة أظافره وبواكير حياته حين بدأ مكابدة الحياة يعمل في كنف عمه الحاج هائل سعيد أنعم ويخفف عنه أعباء العمل حتى صار كما يقول عنه عمه الكل في الكل ثم أنضم إليهما أحمد هائل سعيد أنعم رفيق دربه وكونا معاً ثنائي رائع بإشراف أبيهما الروحي الحاح هائل سعيد .. وانضم إليهما في العمل سعيد عبده سعيد .. وقد رأي علي محمد سعيد أن أستكمال حلقات نجاح أسرة السعيد بمجموعتها الكبيرة وشركاتها العديدة رهن بعمل مؤسسي ” ( 3)
وذكر الدكتور أحمد محمد الأصبحي في مقدمته للكتاب أنه وجد ” أن ما كتبه الشيخ علي محمد سعيد في ختام السِفر “الكتاب ” يمكن أن يكون هو المقدمة وهو خلاصة تُغني عن كتابة المقدمة لو لا أن هناك أموراً تعمد ألا يذكرها أو يشير إليها وهي أمور كثيرة في سيرة حياته ورأيت أن أستدركها في هذه المقدمة .. ” (4)
ووفقاً لما ذكره الدكتور الأصبحي في الفقرة السابقة حري بنا ان ننتقل بالقارئ إلى تلخيص ما كتبه الشيخ علي محمد سعيد في ختام الكتاب فإلى ما لخصناه مما كتبه :
” وحسبى من هذا السفر أنه يطل بالأجيال الجديدة والواعدة على تاريخ حافل بالوقائع والاخداث المؤلمة وصور المعاناة وغياب الحقوق في عهود الظلام والتخلف والعزلة وما ارتبط بها من جهل وفقر ومرض وحرمان (…)
ويضيف الشيخ علي محمد سعيد ” فإن إستحضار تلك الحقبة لدى الأجيال الواعدة أمر أساسي لإدراك قيمة الحاضر والتفاعل الواعي مع مطالي المستقبل فإن من لم يعان شدة الظلام لا يقدر فضل النور ”
” وأن يقف بالقارئ العزيز على تجربة حياة تأسست نجاحاتها التي منْ الله بها علينا على علو الهمة والصبر ومغالبة المشاق وحب العمل وأحترام الوقت والصدق مع الله ومع النفس ومع الناس ونكرات الذات والإيمان بروح الفريق الواخد في إنجاز الأعمال والتفاني في الإتقان والشكر لمستحق الشكر وحب الخير للناس اجمعين وغيرها من قيم المحبة والتعاون والتكامل، والأخوة ” (5)
الهوامش :
(1) د . أحمد محمد الأصبحي – المؤسس الأول للصناعة الوطنية – قصة كفاح أل السعيد وتجربة نجاح المجموعة ص (16 – 20 )
( 2 ) صحيفة مال وأعمال – العدد الثامن الأربعاء 19 سبتمبر 2007 م
(3) د . أحمد محمد الأصبحي – المؤسس الأول للصناعة الوطنية – قصة كفاح أل السعيد وتجربة نجاح المجموعة ص 13و14
(4) المرجع السابق ص 14
(5) المرجع السابق ص 201
_______________يتبع