- كتب: عمار الأشول
في كل موسم رمضاني ينتظر المتابع ما ستجود به قريحة الدراما، وكالعادة يصطدم الناس، خاصة النقاد، بتراجع القيمة الفنية للأعمال الجديدة، وهذا الموسم ليس استثناء، حيث أصيب المجتمع اليمني بخيبة أمل جديدة، نتيجة تدني الأعمال الفنية والدرامية، ومثله المجتمع العربي عموما، الذي لا ينكف عن تعبيره بالشعور بالخيبة والاحباط، لكن.. بين كل هذا الغث من الأعمال، يظهر عمل فني جدير بالمشاهدة، عمل أستطيع أن أقول بأنه مكتمل الأركان، بدءاً بالفكرة، وليس انتهاءاً بالأداء والإخراج والإنتاج.
برأيي المتواضع، إن أهم ما في الأعمال الفنية يتمثل بالفكرة، تلك الفكرة التي لابد لها إلا أن تكون إبداعية في المقام الأول، وتتطرق إلى مشكلة اجتماعية أو إنسانية أو سياسية أو غيرها، سواء كانت تاريخية أو مواكبة، بهدف إحداث التغيير الإيجابي في المستقبل، تغيير في القيم العامة وحتى في القوانين، ولا ننسى بأن هنالك الكثير من القوانين تم تعديلها/تغييرها بسبب عمل فني، فعن طريق قصيدة، أو مسرحية، أو عمل درامي أو سينمائي خارق للعادة، ستستجيب لنا القوانين، وينعكس ذلك على سلوكنا؛ ما يُفضي إلى مجتمع متعايش، يسوده العدل والمساواة الاجتماعية.
ذكرت التعايش والعدل والمساواة، لكون هذه القيم الجميلة هي المحصلة الرائعة لأي عمل فني متميز وناجح، وقد لفت انتباهي واحدا من أهم المسلسلات العربية في هذا الموسم الرمضاني، ذلك لأن فكرته تتطرق لواحدة من أبرز التابوهات المقدسة اجتماعيا، وتعالج واحدة من أهم القضايا الاجتماعية في الوطن العربي، ألا وهي الاقطاعية.
صحيح أن العلاقة بين الاقطاعيين والفلاحين أفضل حالا اليوم من ذي قبل، لكن سطوة الرجل الاقطاعي لاتزال موجودة، لذلك تأتي أهمية مسلسل #الزند – #ذئب_العاصي، هذا المسلسل السوري الرهيب، التي تشي حلقاته الأولى بما يشبه الثورة الفنية، والتي هي بلا شك، ستحدث تغيير في العلاقة بين الإقطاعي والفلاح، وبين الفلاح نفسه والأرض يقف عليها.
بموهبته الفريدة والنادرة، وكارزماه المتميّزة، يقدم النجم السوري #تيم_حسن، واحدا من أهم الأعمال الدرامية وأبرزها في هذا الموسم، يشترك معه مجموعة من كبار النجوم، وقبل ذلك مخرج محترف، هو سامر البرقاوي، وشركة الصبّاح، صاحبة الصيت العالي في الإنتاج الفني، ولا أنسى صاحب الفكرة ومؤلفها، المبدع عمر أبو سعدة.
لن أخوض في تفاصيل المسلسل حتى لا أحرق عليكم متعته، شاهدوه، وأعدكم بعدم الندم.