- كتبت: منى صفوان
الإعلام هو مقياس جودة وسوء العلاقات، لكنه ليس مؤشراً دقيقاً على أي حال، فبرغم ظهور العلاقات في السطح طبيعية جداً بين القاهرة والرياض
إلا أن في هذا السطح الطبيعي، ظهرت تراشقات إعلامية، تجعلنا نعيد النظر في السطح الطبيعي للعلاقة، فهل هناك ماهو أعمق وأعقد من أن يُرى بالعين المُجردة! لكن السؤال الأهم لمَ تتأزم العلاقة الجيدة بين قطبي الخارطة العربية، وأكبر بلدين عربيين!.
“عمرو أديب بيشتغل ضد مصر وله أجندة سعودية”
تحت هذه العبارة هاجم الإعلام المصري عبر أشهر برامج التوك شو، عمرو أديب مذيع mbc مصر- السعودية، بعد حديثه المتواصل عن انهيار الاقتصاد المصري، وترجع قيمة الدولار..
أتهم أديب ببث الرعب والشائعات، ولم يكن الرد أو الهجوم عليه من الإعلام المصري شبه الرسمي، عفوياً، بل كان واضحًا ان توجه عام ليس ضد أديب فقط بل ضد “الأجندة السعودية”.
ماهي الأجندة السعودية اذاً في مصر! ألم تعمل السعودية على دعم مصر مالياً، وكان لها دور خلال السنوات السابقة بدعم الاقتصاد المصري!.
وظهرت العلاقة بين ولي العهد السعودي والرئيس المصري قوية، ومتينة، وكانت القاهرة دائماً محط الاهتمام والدعم السعودي سياسيًا.
يمكن القول أن العلاقة بين البلدين في اوج قوتها، ولذا لايعدو الهجوم على أديب واتهامه أنه يعمل للأجندة السعودية ضد مصر، كونه مجرد تراشق إعلامي وسيمر..
لكن فجأة، يدون كاتب سعودي مشهور بقربه من البلاط الملكي السعودي، تدوينه على تويتر يتهم فيها الجيش المصري بتدمير الاقتصاد! فما الذي حدث؟!.
هل تغريدات حميد ال.. مجرد رأي شخصي، أم توجه سعودي جديد ضد مصر، لم يُفصح عنه بعد؟
وما الذي سيدفع السعودية لفعل ذلك، وبث الاتهامات الإعلامية ضد الجيش والاقتصاد المصري في هذا الوقت الحساس، حيث يسجل الجنيه المصري هبوطًا تاريخياً، والاقتصاد المصري ليس في أفضل حالاته؟!
ألا يسهم هذا الهجوم الناعم ، بتوتر العلاقات، وكذلك ببث الشائعات التي تزيد الوضع الاقتصادي سوء؟.
الإلتفات للخلف لنفهم..
في ٢٠٢١ عقدت في مصر – في مدينة ساحلية- قمة مهمة جداً بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الإمارات وقتها محمد بن زايد، وتم الإعلان عن افتتاح أهم وأكبر قاعدة عسكرية بحرية في المنطقة..
إلى هنا ونتوقف قليلًا، حيث سجلت آخر زيارة لولي العهد السعودي لمصر قبل هذا التاريخ.