- كتب : محمد النهاري
حتى الفن أصبح تهمة يعاقب عليها (اللاقانون)، الفن كان مرآة المجتمع وانكسرت، وخرست النغمة وأصبحت حراما.
الفن هو المساحة التي نهرب إليها من هموم وآلام السياسي والحرب والكراهية، وحين تصبح هذه المساحة حراما بفتاوى المتطرفين ذوي أصوات الكراهية العالية فالخاسر الأكبر هو المجتمع ككل.
بالأمس القريب تم اقتياد الفنان عبدالله الصعدي إلى الأمن بتهمة الغناء في بلاده، من قبل عناصر عسكرية ذهبوا لقمع التراث والموروث الشعبي وكسر الأجواء الفرائحية.
آلات العود يتم تكسيرها في النقاط الأمنية التي تتبع أنصار الله، فما هي دلالات مثل هذه الإجراءات؟ إلى أي حد وصل الفن من التحريم؟ رغم أن التجار الذين يستوردون هذه الآلات من الخارج يدفعون ضرائب للسلطة عليها.
الناس يتساءلون عن خطورة هذا الوضع، ويستغربون هل من الممكن أن يكون قد صدر قرار يبت بحظر الفن؟ رغم أن سوق المغنين الآن رابحة ورغم أن الناس يحيون احتفالاتهم بالفن وبالغناء حتى مع ارتفاع أسعار الفنانين.
ما هو الثمن الذي يدفعه الفنانون؟ لم يبق متنفس سوى الفن والجمال من غناء ورسم وعزف وكتابة وتعلق بالحياة الطبيعية، فهل هذا ما يستحقه محبو الحياة؟
يذكرك هذا بعدد من الفنانين تم قمعهم ومنعهم من الغناء كالفنان العموش في ظليمة عمران قبل سنوات. يذكرك هذا بحملات الرسم على الجدار التي تُقمع ويمنع الرسامون فيها من الرسم، رغم أنهم سيلونون شوارع صنعاء ويضيفون إلى حياة الحرب بعدا جماليا مختلفا!
لن تهزمنا الحرب ولا الأفكار المتعصبة ولن يكون الفن حراما في عصر الموت الحلال، أعيدوا حياتنا إلى ألوانها واتركوا الفن وشأنه.