- محيي الدين جرمة
جارح كالهواء
الذي عكرته الزنازين،
او مثل حاء الحروب،
اذا الحب صار
بلا لغة
دون حاء
وباء
كحرف وحيد،
جارح كالقصيد.
جارح مثل يابسة عطشت
في سماء الصحارى،
يشيعها النازحون
الى عشب مقبرة،
من حطام الظلام،
نوافذها جرحها
والصدى موغلٌ
في انتظار الأكيد.
جارح مثل عيد يمر
بلا احد،
وكعيدين مرا
بلا اصدقاء
ولا من اسى
يؤنس الظل
في الشمس،
او ما يفرج
في الليل
من كربة
للبعيد.
جارح مثل طعن الكلام
على كبد الصخر،
او كرياح تهب
على سفح جرح يئن،
وملح يظلله البحر
في شفة الرمل،
والشمس توشك
خلف النوافذ
عند غروب الحصى
ان تزيد.
جارح
مثل شاش الجراح،
اذا ربطته الحكيمة،
في ساعد الغد،
فوق التراب نقيا،
كما يثلج الصدر
ورد تفتح في شجر
جارح كشفاه
تطل بأعينها
ذكريات الحروف
على فقد من رحلوا،
لو تشع بأنوار اهل الكِساء
القصائد،
تبهر ظلا
وتصبح
كالدفء للغرباء
الذين تقوض احلامهم
سطوة البرد
اذ يتأخر طير
عن الأهل،
او زاجل،
كلما احتجب
القمر الطفل
عن سطح منزله،
او تلاشى بريد.
جارح كالرياح،
كالصباح،
تأمل مرآته،
في خطى
من نعاس الجهات،
مقطرة
كالحدائق والفل،
او كالشقائق
او كالنشيد.
جارح كالمدى والمُدَى،
جارحٌ
” كجراح
على بعضها ”
ودمٌ
كالوعيد.